رووداو ديجيتال
في قرية معشوق التابعة إدارياً لجل آغا (الجوادية) والقريبة من بلدة تربسبيه، في روجافا (كوردستان سوريا)، حوّلت امرأة خمسينية جزءاً من منزلها إلى متحف فلكلوري، جمعت فيه قطعاً تراثية تعود لحقب زمنية مختلفة.
حزنية عثمان (50 عاماً)، أطلقت على مشروعها الشخصيّ متحف ابنة الكورد، وافتتحته منذ عدة سنوات، فيما لا زال السكان يرتداون إليها بين حين وآخر، للتعرف على التاريخ القديم للمنطقة، عبر معاينة القطع التراثية في ذاك المتحف.
تهدف المرأة الخمسينية، من عملها الطوعي، إلى حماية الثقافة الكوردية في المنطقة، علماً أنها قد جمعت غالبية القطع التي لديها، من القرى والمدن المحلية، واستغرق ذلك وقتاً طويلاً.
إضافة إلى ذلك، السيدة الكوردية صنعت قطعاً تراثية بيدها، بناءً على ما تعلّمته من والديها وأجدادها، إلى جانب شرائها بعضاً من تلك الأشياء، فضلاً عن ممنوحات فردية محدودة، شملت بعض القطع الأخرى.
بيت حزينة ما يزال محافظاً على نمطه الريفي لقرى روجافا، وتعيش فيه معيلة لوالدتها الطاعنة في السن، لوحدهما في الجزء الآخر من المنزل، مع تربية بعض الحيوانات الأليفة.
المحتوى الريفي البسيط، واليوميات القروية، تقدّمها حزينة، أو كما يحلو لها أن نسمّيها ابنة الكورد، إلى الجمهور المحلي والمغترب، كمقاطع مرئية بواسطة هاتفها، فيما توثّق أجواء الجيرة والعمل والمناسبات في قريتها على وجه الدوام.
بهذا الجانب التقني، يساعدها أقرباؤها المقيمون في خارج البلاد، إحداها ابنة أختها، نيركز خلف، التي تحدثت من ألمانيا لشبكة رووداو الأعلامية، وقالت: المحتوى الخاص بها ينشر في صفحتيها على فيسبوك ويوتيوب، ويتابعها آلاف الأشخاص، مبينةً أن مقاطع الفيديو غالباً ما تكون غير احترافية، نظراً لأن خالتها حزنية غير متمكنة في التصوير كثيراً.
ما يميّز متحفها، بحسب كلام حزينة عثمان لشبكة رووداو الإعلامية، أنه يحوي قطعاً تراثية عدا الكوردية لكافة المكونات المتواجدة في المنطقة، منها السريانية والإزيدية والعربية.
وتحافظ حزنية في كل ظهور لها على لبس الزي الكوردي التقليدي، مشيرةً إلى أن هذا اللبس الفلكلوري بات مرتدوه في المنطقة بغاية الندرة، فيما تمكنت من جمع 150 قطعة تراثية متعلقة بالزي الكوردي الفلكلوري.
وبيّنت حزينة لرووداو، أن الدافع وراء اهتمامها بالتراث، هي رغبتها الطفولية في تعلّم القراءة والكتابة من أجل التعرف على تاريخ الآثار وإلى أي حقبة زمنية تعود، وهو ما عملت على تعويضه في كبرها إزاء عدم قدرتها على التعلّم في الصّغر.
العمل على جمع القطع الأثرية والتراثية بدأ عند حزنية في عام 2006، إذ انطلقت من القطع التي كانت متوفّرة في منزلهم القديم، ثمّ بدأت بالبحث والاقتناء من مدن وبلدات المنطقة، مثل قامشلو، تربسبيه (القحطانية)، وديرك (المالكية)، ودريجيك، كما أن بعض القطع جاءتها من كوردستان تركيا.
وذكرت حزنية أن كمية القطع التي لديها، كبيرة جداً، وقدّرتها وسطياً ب2-3 آلاف قطعة، وهو ما يجعلها تعاني من ضيق المكان المحتوي للقطع.
وناشدت حزنية عبر رووداو، كل شخص يرغب في وضع قطعه التراثية في متحفها بالتواصل معها والتنسيق بينهما، لأنها ترحّب باقتناء المزيد من الأشياء الهامة في هذا القبيل.
يشار إلى أن معرضها لم يتلقى أي دعم من قبل منظمات دولية أو مؤسسات محلية تابعة للإدارة الذاتية، الناشطة في المنطقة، بل اعتمد على المجهود الشخصي والأهلي فحسب.
وفيما يخص حسابيها على فيسبوك ويوتيوب، لفتت إلى أن رسالتها من النشر على وسائل التواصل الاجتماعي هي توعية الجيل الجديد والأطفال بثقافة الكورد، وعرض التاريخ الكوردي على العالم، لنقول لهم أننا موجودون وهذه ثقافتنا. [1]