مقاومة الكورد ضد الغزو المغولي (1210-1500م)
لقد وضع حدث عرضي خلال غزوات المغول القادمين من أسيا الوسطى, سوف يعطي هذا الحدث فكرة عن موقف الكورد من الغازي, فقد أعطى الخان الأعطم للمغول منكوغان تعليماته لأخيه الاصغر هولاكو خان لبسط النفوذ المغولي على الخلافة العربية, وبدان اسيا الغربية, وزوده بجيش مغولي ضخم لتحقيق هذا الهدف, وجاء في تلك التعليمات
استمع دائما الى نصائح دوقوز خاتون1 وعامل كل اللذين يطيعونعك معاملة حسنة, واسحق كل المتمردين, ودك بنيان كل القلاع والحصون في طريقك, وازحف من توران الى ايران وعندما تنتهي من ذلك اقتل كل اللور والكورد ودمر نفوذهم في كرده كوه Kerdeh-Kuh ولمبه سر Lembeh-ser فهولاء الناس يقطعون الطرق دائما ويقلقون المسافرين
أصدر هولاكو الأوامر بالزحف على بغداد, وأرسل فيلقا من الجيش بقيادة أركيا نويان Arkia Noyan لمهاجمة الحامية الكوردية في أربيل, تلك القلعة التي لم يكن لها مثيل, وأبدى القائد الكوردي صالح أربيلي استعداده للاستسلام ولكن عارضه جنوده, وعندم حاول تقديم القلعة للقائد المغولي قاموا بأعدمه وفي إحدى الليالي شنت الحامية الكوردية غارة على التحصينات المغولية وقتلو كل من وقع بين أيديهم, وأحرقو آلات الحصار ثم عادو بسرعا الى قلعتهم,
الشعب الكوردي كان يستعمل الانفاق لأحضار الموؤن من الخارج بذلك يعتبر الشعب الكوردي من أوائل الذيين استخدموا الانفاق كتكتيك فعال في مقارعة الغزوات
ان هذه الكارثة التي حلت بالمغول اضعفت عزيمة أركيا نويان, واضطر الى رفع الحصار عن أربيل, ليعود في الصيف التالي فيحاصرها ثانية إذ ان كان الكورد قد تركوا القلعة ليرعوا قطعانهم في الجبال الشمالية الباردة حسب عاداتهم, وعندئذ فقط استطاع المغول ان يفتحو أربيل ويدكو قلعتها انتقاما لما حل بهم, والحق أن القبائل الكوردية أبدت مقاومة عنيفة ضد هولاكو خان نفسه, وخاصة في بوتان وديار بكر آمد, ولكنهم غلبو على أمرهم في النهاية, وتعرضو للمجاز على أيدي المغول وخلال القرنين والنصف التاليين (1260-1502) انتقل حكم المغول الى الإيلخانيين والتتري تيمورلنك(1387-1406), وخلفائه, وكانوا على الدوام في نزاع مع الكورد
1 دوقوز خاتون أميرة مسيحية نسطورية وزوجة هولاكو
المصدر: كتاب الكورد وكوردستان, تأليف أرشاك سافراستيان الصادر في العام 1948 والتي تم ترجمتها لاحقا من قبل الدكتور احمد خليل سوزدار ميدي [1]