ترتكب السلطة التركية الفاشية بحقّ الشعوب ولاسيما #الشعب الكردي# جرائم ضد الإنسانية، من مجازر وعمليات إبادة ثقافية وحملات اعتقال، وتشهد تركيا #باكور كردستان# انتهاكاتها اليومية هذه بلا انقطاع. وقد أصبحت جميع أحياء وقرى وسهول وجبال باكور كردستان شاهدةً على جرائم الاحتلال التركي.
تستمر الممارسات اللاإنسانية وارتكاب الجرائم بحقّ الشعوب في تركيا وباكور كردستان منذ عشرات السنين، وقد ارتكزت سلطة الجمهورية التركية في تأسيس ذاتها على شنّ الهجمات على الكرد، وأسّست نظاماً مبنيّاً على سياسة إبادة الشعوب، كما أُسّست جميع المؤسسات العسكرية، والسياسية، والاجتماعية والاقتصادية بناءً على هذه السياسة، وغالباً كانت المجازر هي طريقة الحفاظ على هذا النظام إلّا إنّها لم تكن الطريقة الوحيدة فقد كان لهذا النظام طرق وأساليب رئيسة أخرى مثل التهجير والاعتقال وملء السجون، والقمع، وعدم الاحترام وحصر تفكير الفرد في كيفية تأمين لقمة عيشه، وتأسيس أحزاب بأسماء مزيفة، هذا وقد كان يتم تصفية الأشخاص الذين كانوا يطالبون بحريتهم خارج نطاق سياسة الدولة بالإعدام والقتل، بهذه الطريقة كان يتم تطوير محاولات القضاء على مطلب الحرية.
يقول القائد عبد الله أوجلان عن الأحزاب القائمة: هناك حزب العدالة والتنمية، حزب الحركة القومية، وحزب الشعب الجمهوري، لا يمكنني توضيح ماهية هذه القوة تماماً؟ لقد حدّدت هذه القوة في تركيا دوراً لكل شخص، فقد حُدّد لحزب الحركة القومية دور الحفاظ على بعض الأشياء، قيل له عليك الحفاظ على الحساسيات القومية، وبهذا تم إنقاذ اليساريين بتأسيس مراكز الصراع خلال أعوام 1970. وبالشكل ذاته تم تحديد دورٍ لحزب الشعب الجمهوري، يُقال ستقف بوجه بعض القضايا الأساسية. إنّ مكانهم واضح. قيل لحزب العدالة والتنمية ستقوم بإصلاحٍ (في سياق الحفاظ على هذا النظام)، سيجعلون هؤلاء يقومون بالإصلاح. لقد حدّد هذا الدور لحزب العدالة والتنمية.
انطلقت مرحلة الإبادة الجماعية الحمراء في كردستان بارتكاب المجازر في فترة تأسيس الجمهورية؛ ومجزرة قوجكري (1921)، المجزرة التي وقعت أثناء انتفاضة الشيخ سعيد (1925)، مجزرة وادي زيلان (1930) ومجزرة ديرسم عام 1937 هي الأمثلة الأبرز على هذه المجازر الأليمة، حيث قُتل فيها عشرات الآلاف من الكرد.
الإبادة البيضاء
عقب عامي 1937- 1938 وارتكاب الوحشية التركية جميع مجازرها واعتقادها بأنّ الكرد لن يتمكّنوا من رفع رؤوسهم مرّةً أخرى وأنّهم بشكلٍ عام انتهكوا كرامتهم وسوف يستسلمون، اُنتهجت سياسةً أخرى، بدأت عملية القضاء على الكرد الذين قُمعوا بالمجازر من الناحية الثقافية وناحية اللغة والهوية أيضاً، وتُعرف هذه العملية بعملية الإبادة البيضاء، ومن هذا التاريخ وحتّى ظهور حركة التحرر الكردستانية، لم تبقى طريقةً لم يستخدموها لجعل الكرد يتنكرون لوجودهم، ولكسر آمالهم وجعلهم يخونون حقيقتهم القومية، ولتنفيذ هذه الإبادة البيضاء وضعوا عشرات القرارات والمخططات قيد التنفيذ سواء بشكلٍ رسمي وعلني أو بشكلٍ سرّي. و مخطط إصلاح الشرق هو واحد من المخططات الرئيسة في هذا الوقت، ويتضمن كلّ بند من بنود هذه المخططات كيفية إبادة وجود وهوية وإرادة الشعب الكردي بالتفصيل.
تهجير الكرد إلى المدن، النتائج ووضع العمال
لكنّ تحليل حركة التحرر الكردستانية لهذا الوضع وبدء النضال في سبيل الحرية على هذا الأساس، أفشل جميع مخططاتهم وحساباتهم ضد الكرد، وقد أدّى انطلاق وتطوير مثل هذا النضال إلى إعادة خلق الأمل والبحث عن الحرية بين الكرد، ومقابل هذا ولأنّ الجمهورية الفاشية بنت وجودها على أساس القضاء على المجتمع الكردي، فقد بدأت بحربٍ جديدة.
مع ازدهار نضال الشعب الكردي بعد أعوام 1990 بالتحديد، أجبرت الآلاف من سكان القرى والبلدات على التهجير والعيش في المدن، وذلك لأن المواطنون الذين يعيشون في المدن الكبرى سيكونون أكثر خضوعاً لهيمنة وسلطة الدولة، وبهذا الشكل قاموا أيضاً بالسيطرة على طبيعة كردستان، لقد قاموا بإخلاء القرى من سكانها عبر حرقها وتحويلها إلى أراضٍ قاحلة.
إلى جانب سياساتها الأخرى، تنتهج الحكومة التركية الآن وبمختلف الحجج والذرائع سياسات تدمير الطبيعة، تجعل الغابات بلا أشجار وتقطعها عن طريق الشركات وتنقل آلاف الأطنان من الحطب إلى مراكز مدن.
هذا ويعمل الكرد تحت إمرة السلطة كعمّالٍ يتقاضون أجوراً يومية في بلادهم، في حين تؤدّي الأجور اليومية والعقوبات بلا ذنب خلال العمل، إلى حصر تفكير الفرد في كيفية تأمين طعامه وشرابه اليومي فقط، وتعود المشاكل الأساسية للعمال إلى هذه الأسباب.
وبحسب التقرير الذي أصدرته لجنة العمل والسياسات الاجتماعية التابعة لحزب الشعوب الديمقراطية في شهر تموز المنصرم، فقد انتحر خلال الأشهر الستّة الأولى من هذا العام 38 شخصاً على الأقل لأسباب اقتصادية، فيما ارتكب ألف و718 انتهاكاً لحقوق العمال.
انتهاكات حقوق المرأة
في مجتمع يتعرّض للقمع، بالطبع ستُنتهك فيه حقوق المرأة أيضاً، تُحرم المرأة من حقوقها الطبيعية في جميع المجالات، وبحسب تقرير لجنة المرأة التابع لفرع جمعية حقوق الإنسان (ÎHD) في إزمير والذي تناول الأشهر الستة الأولى من هذا العام؛ فقد تعرضت 202 امرأةً في 9 مدنٍ مختلفة في تركيا للانتهاكات.
وللمرأة الكردية أيضاً حصّة في هذه الانتهاكات، إذ تُعتقل عشرات النساء من قبل حكومة العدالة والتنمية، وقد نشرت (JIN NEWS) في خبرٍ لها بيانات شهر تموز المنصرم: تعرضت 31 امرأة للقتل فيما فقدت 12 امرأةً أخرى حياتها بشكلٍ مشبوه في تركيا وباكور كردستان وقد كانت من بين النساء المقتولات امرأة حامل.
كما قامت الدولة التركية الفاشية بسجن الكردية مقبولة أوزر البالغة من العمر (80 عاماً)، رغم أنها تعاني من مشاكل صحية خطيرة وهي غير قادرة على تلبية احتياجاتها بمفردها، فهذا مثال بسيط على ما نشهده الآن.
وضع الصحفيين
إلى جانب هذه الممارسات، فإنّ الصحفيين أيضاً يتعرّضون للقتل والاعتقال، وموسى عنتر (العم موسى) هو أحد أولئك الصحفيين الذين لا يمكن نسيان مقتله. وخلال التسعينيات بالتحديد تعرّض عشرات الصحفيين للقتل فيما تعرّض المئات منهم للاعتقال والتعذيب.
وتقوم القوات الخاصة التابعة للدولة التركية المستبدة الآن وبهدف إسكات المجتمعات؛ بعمليات مداهمة خاصة لمنازل الصحفيين واقتيادهم جماعياً للاستجواب والتحقيق ومن ثمَّ زجّهم في السجون خلال يوم.
واُعتقل مؤخّراً في ال 16 من حزيران المنصرم 16 صحفياً كردياً في باكور بذريعة ’الانتماء للتنظيم‘ فيما هناك مئات آخرون غيرهم في السجون، ورغم ادّعاء الدولة التركية المستبدة بوجود حرية الرأي والتعبير في تركيا إلّا إنّنا نشهد مثل هذه الحوادث هناك يومياً، فيما لا يزال أولئك الصحفيون مُعتقلون حتّى الآن.
السجون التركية
يتزايد عدد الأشخاص الذين يتم استجوابهم واعتقالهم في باكور كردستان يومياً؛ حيث يتم اعتقال السياسيين، والمدرّسين، والفنانين، والنساء، والشبيبة، والبرلمانيين والصحفيين. هذا عدا عن اعتداء الشرطة على الأهالي في الشوارع أثناء الاحتجاجات.
ويُعتقل الكرد من أبناء روج آفا الذين نشطوا كوطنيين داخل حركة التحرر الكردستانية في تركيا، وبعض المعتقلين يقبعون داخل السجون منذ أكثر من 31 عاماً، ومن الأمثلة على ذلك؛ رضوان سليمان البالغ 62 عاماً من العمر والذي يُعتقل في السجون التركية منذ 31 عاماً، ورغم انتهاء فترة عقوبته إلّا أنّه لا يزال يُعتقل في زنزانة انفرادية حتّى الآن.
وبحسب تقرير جمعية حقوق الإنسان (ÎHD) والذي وثّق فيه بيانات الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري: هناك ألف و517 معتقلاً مريضاً في السجون. منهم 651 معتقلاً في حالة صحيةٍ متدهورةٍ جدّاً. فيما فقد 47 معتقلاً حياتهم داخل السجون.
الإبادة الثقافية
إلى جانب ارتكاب المجازر ومعاداة الشعوب، نفّذت الدولة التركية الفاشية الإبادة البيضاء والحمراء جنباً إلى جنب، إذ استهدفت في مراحل الإبادة البيضاء؛ الثقافة، والفن واللغة الكردية. فقد سعت إلى إزالة الأشياء المذكورة أعلاه من عقل الشعب الكردي في باكور كردستان واستبدالها بقوميته. ليحقق هدف؛ أمةً واحدة، علم واحد ولغة واحدة.
تتطور الثقافة الكردية غالباً من خلال الفن وتصبح حضوراً دائماً للشعب الكردي في أجزاء كردستان الأخرى. وأهم فروع الفن هو الغناء وإقامة حفلاتٍ جماهيرية، وبالطبع تمنع الحكومة التي تريد أمّة واحدة وجود الفنانين الكرد أيضاً، لأنّ أغنية أو لوحة واحدة تعبّر عن معاناة الكرد ستوقظ آلاف الكرد.
وقد تم منع العديد من الحفلات الموسيقية والمهرجانات والمسرحيات في تركيا وباكور كردستان شهرياً بقرارات من البلديات التابعة لحزب العدالة والتنمية.
التعليم باللغة الكردية
على الرغم من أنّ نحو 30 مليون كردياً يعيشون في باكور كردستان إلّا أنّ التعلّم باللغة الكردية ممنوع، وقد أغلقت حكومة حزب العدالة والتنمية عام 2016 جميع المؤسسات والمراكز التعليمية المؤسسة من قبل الشعب والبلديات لتعليم اللغة الكردية، هذا وتفيد الأبحاث العلمية بأنّه إن لم يتلقَّ مجتمع ما التعليم بلغته الأم فإنّ هذه اللغة سوف تزول بعد ثلاثة أجيال، ويُعرّف هذا بأنّه إبادة جماعية. ومن هذا المنطلق، أطلقت منصة اللغة الكردية وشبكة اللغة الكردية في باكور كردستان حملةً لجمع التواقيع تحت شعار فلتصبح اللغة الكردية لغةً رسمية ولغة التعليم كما أُقيمت العديد من الفعاليات في الشوارع، ولكنّ الشرطة قامت بعرقلتها ومنعها.
العنصرية
تشهد تركيا في هذه المرحلة تنامياً في العنصرية، ولم يسلم اللاجئون السوريون والشباب الكرد من هذه العنصرية، فهم يتعرّضون للقتل والتعذيب في الشوارع، وقد شكّلت حادثة القتل التي وقعت في قرية تابعة لناحية سرايا وان على يد الجنود وحراس القرى مشهداً أليماً حيث قتل فيها لاجئ وأُصيب تسعة آخرين على الأقل، كما تتعرّض الشخصيات الوطنية للقتل والاضطهاد على يد العنصريين الذين تقودهم الدولة.
كما قامت مؤخراً مجموعة عنصرية مؤلفة من 30 شخصاً بالهجوم على ثلاثة طلاب كرد في جامعة أكدنيز، مما أسفر عن نقل أولئك الطلاب إلى المستشفى، هذا ويخضع العديد من الشباب للاستجواب والتحقيق بذرائع مختلفة.
أمثلة على الظلم والجرائم المرتكبة بحقّ الكرد خلال السنوات الأخيرة
سابقاً، كانت الدولة التركية الفاشية ترتكب هذه الجرائم عبر المجموعات التابعة لها في أماكن مجهولة وبشكلٍ سرّي، لكن الآن ومع التقادم تتخطى الدولة الحدود أكثر فأكثر، والمثال الأبرز على ذلك والذي لا يزال موجوداً على أجندة الأهالي في تركيا، هو قتل دنيز بويراز، وقتل مجموعة من الأشخاص من عائلة ديدوغولاري وعائلة شانيشار.
فأثناء طلب حكومة حزب العدالة والتنمية بإغلاق مكاتب حزب الشعوب الديمقراطي، تعرّضت عضوة حزب الشعوب الديمقراطية؛ دنيز بويراز في ال 17 من حزيران عام 2021 للقتل في مكتب الحزب في إزمير والذي يُفترض أنّه كان تحت مراقبة الشرطة، على يد رجل تابع لحكومة حزب العدالة والتنمية.
ولم يُكتفَ باستهداف الأفراد، بل تم استهداف عائلاتٍ أيضاً. ففي ال 30 من تموز عام 2021 نُفّذ هجوم عنصري على عائلة ديدوغولاري في ولاية قونيا، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص من العائلة ذاتها.
في حين قام أقارب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية؛ إبراهيم خليل يلدز بمهاجمة عائلة شانيشار، مما أسفر عن مقتل الأب واثنين من أبنائه، وقد كانت هذه الحادثة وقعت في ال 14 من حزيران عام 2018 في ناحية برسوس التابعة لرها.
احتجاجات العدالة
تستمر الاحتجاجات المطالبة بالعدالة في تركيا، تاريخيّاً استمر عدد منها لسنوات لكن دون جدوى، فبالنسبة للهجوم الذي طال عائلة شانيشار، بدأت أمينة شانيشار مع ابنها فريد شانيشار في ال 9 من آذار عام 2021 وقفةً احتجاجية أمام محكمة أورفا للمطالبة باعتقال قتلة زوجها وولديها الاثنين، وتستمر الوقفة الاحتجاجية رغم تدخّلات الشرطة.
كما بدأ أهالي المعتقلين في سبيل الحرية أيضاً وقفةً احتجاجية مطالبة بالعدالة أمام محكمة آمد، ومن بين هؤلاء المعتقلين معتقلون مرضى ومعتقلون آخرون لا يتم الإفراج عنهم رغم انتهاء عقوباتهم، وتستمر هذه الوقفة أمام محكمة آمد. كما تستمر في الوقت ذاته أمام محكمة وان.
كما نظّمت أسر المعتقلين ولجنة مراقبة سجن ميردين وقفةً احتجاجية بشأن أوضاع المعتقلين المرضى ودعم الفعاليات التي يجري تنظيمها في عدد من المدن، فالدولة التركية الفاشية لا تعالج المعتقلين المرضى ولهذا يفقد العديد منهم حياته بسبب المرض ولأسباب تثير الشكوك أيضاً.
كما يوجد في تركيا وباكور كردستان؛ أشخاص مفقودون لم يتحدّد مصيرهم منذ أن اُعتقلوا خلال التسعينيات. وفي الأسبوع ال 707 نظّمت عائلاتهم مرّةً أخرى وتحت شعار فليتم العثور على المفقودين ومحاكمة الفاعلين فعاليةً في آمد حملوا خلالها صور أبنائهم المفقودين.
وإلى جانب هذا، تنظّم أمهات السلام فعاليات احتجاجية ضد ممارسات الدولة التركية الفاشية وجرائمها.
(ر)
ANHA
[1]