=KTML_Bold=العزلة هي أساس العقدة الصعبة=KTML_End=
مدني فرحو
هناك فاشية تنشأ على الدم في تركيا. وليس فقط في تركيا بل أينما وجد النظام الفاشي فإنّ هناك أكداساً من القتلى ومستنقعاتٍ من الدم. إنّ الفاشية ذات عقلية احتلالية تقتل الفاهم الاجتماعي والانسجام الفلسفي وتقضي على الأساليب الديالكتيكية. وهذا يمنع حلّ المشاكل. ويحدث اختلافاً وشرخاً وضغطاً. أي أنّه يقضي على الإرادة الجماعية والفكر الحر. ولا يترك مجالاً للتنظيم الاجتماعي والمكاني. ويبني دولةً عسكرية يصبح فيها المواطن خادماً للدولة.
تختلف الفاشية في تركيا عن جميع الفاشيات في العالم إنّها عقدة كأداء. وهي تعمل في أطار تاجر البندقية وسلفية حاج بَبَه.
والعزلة هي أساس هذه العقدة الصعبة.
دعونا لا ننسى؛ أنّ الإبادة السياسية بدأت بحظر السيّد أوجلان ثمّ بدأوا بمنع اللقاءات في إمرالي بذرائع وأعذار فارغة مثل السفينة معطّلة، الطقس سيءّ. ثم بدأوا نظام الوصاية. ثمّ أصبحت العزلة حصاراً للكرد في باكور والمدن التركية. لقد بدأوا نظام الإعدام وطال التسلسل الزمني للأحداث! وفي هذه العملية؛ حوّلوا السجون أيضاً إلى معسكرات إبادة.
وتتواصل الإبادة الجسدية، السياسية، الثقافية، الاقتصادية، الجغرافية، العقلية، والقضاء على الإرادة والديكالكتيك في أجزاء كردستان. وتسمّي الفاشية المنعدمة التفكير هذه الإبادات العسكرية باسم السلام والنجوم، القمر، الشمس، الزيتون، الكفوف والأيادي... ولهذا استخدمت كلمة قتل الديالكتيك. لأنّ أسلوب الديالكتيك يخلق الحل والفاشية لا ترغب بالحلّ بأي شكل كان.
الذئب ذئب، إنّه ذئب أيّاً كان الجلد الذي يرتديه وهو يركض ليل نهار لقتل الأغنام ليل نهار.
لنتوسّع قليلاً؛ بعد تأسيس الجمهورية التركية وصلت جمعية الاتحاد والترقي إلى السلطة عبر الانقلابات والألاعيب السياسية. لقد كان الاتحاد والترقي منظمةً للطلبة من الأراضي العثمانية في فرنسا. لقد كانت منظمةً حديثة ومتقدّمة. وكان من بين مؤسسيها كردٌ أيضاً. وبعد أن غًصبت من قبل الباشوات المسلمين تحوّلت إلى تنظيم للمرتزقة ونُفي معظم مؤسسيه.
إنّ المرتزقة أساس الفاشية. أطلق على هتلر لقب جنرال فيينا وفوهرر ألمانيا. وجمعية الاتحاد والترقّي أيضاً شكّلت المئات من مجموعات المرتزقة لقتل الناس. هذا وأسست سلطة حزبي العدالة والتنمية اليوم العشرات من مجموعات المرتزقة وتستخدمها. إنّ رئيس الجمهورية أشبه بجنرال يقوم يوميّاً بإحصاء الجثث التي خلّفها وراءه. فقط الفاشية والأنظمة الفاشية هي من تعشق أكداس القتلى وبيادراً منهم.
إنّ جمعية الاتحاد والترقي بارعٌة في خلق ونشر الفوضى بين المدن. قام الباشوات المسلمين باستخدام القوة العسكرية أولاً ثمّ استخدموا قوة الدولة. واليوم أيضاً، يقوم كل من الجيش، الدولة، المؤسسات المدنية مثل (SADAT) بهذا العمل بالتعاون مع إدارة القصر الرئاسي. بالأمس كانت المخابرات العسكرية واليوم تقدّموا خطوة إلى الأمام وأصبح يتولّى هذا العمل القصر الرئاسي. إنّه نوع من السلطنة. الأوامر المسماة، الأوامر بحكم القوانين، KHK، كلّها نوعٌ من أوامر السلاطين.
لقد نشرت تركيا الفوضى في جميع مدن باكور كردستان. وهي تقوم الآن بالشيء ذاته في إقليم باشور كردستان وروج آفا كردستان. كما نشرت هذه الفوضى عبر مجموعات المرتزقة في المنطقة، أفريقيا، البلقان والقوقاز.
إنّ الفاشية في تركيا هي نتاج مجموعة وجمعية. وعلى مرّ قرن من الزمن؛ أصبحت الفاشية كنظام، أساساً للجمهورية. لايستخدم السيّد أجلان مصطلح الفاشية لكنّه يستخدم التركية البيضاء والخضراء. المصدر والبداية هما ذاته. وحتّى لو اختلف الأسلوب فالنتيجة والمرحلة هي ذاتها. لا يمكن لأي طريقة وأسلوب للأحزاب السياسية الخروج عن خط الميثاق الملّي. تعني الجمهورية الجماهير لكنّ تركيا ليست جماهيرية. هناك منظمة عامة للجريمة..
لقد جعل نظام وحيد القرن هذا نظام العزلة قلعة فولاذية وقطعت عنها جميع مصادر الحياة. اللافت، أنّ المعتقلين الذي سجنوا ل 20، 28 عاماً في أصعب الظروف يتم نفيهم من السجن إلى سجنٍ آخر ولا يطلقون سراحهم. وبالإضافة إلى المعتقلين فإنّه يتم معاقبة عائلاتهم أيضاً. إنّ هذا بمثابة حربٍ للإبادة (سفر برلك). كان الباشوات العثمانيون خلال عمليات إبادة الشعوب عام 2015 يعاقبون أزواج وآباء وأشقاء الفارين من سفر برلك ويزجّونهم في الحفر والزنازين ويتركونهم تحت البرد القارس ليل نهار. لقد كان JÎTEM يقوم بهذا واليوم يتولّى ذلك مجموعات المرتزقة، الشرطة وأجهزة المكافحة!
نظام الدوشيرمة (إحدى ممارسات العثمانيين ضد الشعوب)، مياه عكرة والمياه العكرة هي الفاشسية، المياه العكرة غير صالحة للشرب، كما أنّها لا تُستخدم لإعداد الطعام أيضاً. إنّ المياه العكرة فيضان، وسيل وتجرف في طريقها كلّ الأشياء المقاومة. وهناك وضعٌ مماثل لهذا في كردستان.
والحل الوحيد هو النضال! يجب ألّا يضعف الخوف الكرد، بل يجب تعزيز النضال ضد الجريمة المنظمة والمياه الجارفة.
يجب ألّا يكون الشعب الكردي عامةً والسياسيين والمثقفين والحركات السياسية ولاسيما حركة التحرر الكردستانية، حالمين. عليهم معرفة الاستبداد الشرقي الذي وصفته بالمياه العكرة وتقييمها جيّداً. وأعتقد أنّ كتب أوجلان هي أفضل مصدرٍ في هذا الموضوع وهذه المسألة. وكنّا قد قلنا سابقاً؛ لا يوجد ما يعادل الفاشية التركية في العالم أجمع. بلى، إنّ الفاشية في تركيا هي نتاج ذئاب بجلود بشرية. إنّ النظام الدوشيرمة يبعد الناس عن إنسانيتهم. إنّه يجعلهم وحشيين! والنظام الذي أسسوه هو نظام ثيوقراطي. هناك مدافعون كثر عن النظام الثيوقراطي وهم يستخدمونها فقط من أجل مصالحهم الخاصة. لقد كان الفيالق الرومان شبه.. لكن كان لديهم هدف مشترك. إنّهم واهمون ويسعون لخداع الناس جميعاً بذلك الوهم. إنّ شراب الاستشهاد هو وكيل أراضي الجنة أي أنّ الدين الإسلامي هو أداة هذا الوهم.
تتفاخر الدولة التركية على الدوام بالعدد الكبير لجيشها وتقول بأنّه الجيش الثاني في الناتو. إلّا أنّها تقوم بقدر عدد هذا الجيش أيضاً بتشكيل مجموعات من الشرطة، والحراس والعصابات وحراس القرى ومجموعات المرتزقة. ونفّذت عام 1915 عبر مجموعات المرتزقة التي شكّلتها أمثال كتيبة الجزارين، الخمسين والعشائر المرتزقة؛ عمليات إبادة ضد الشعب الأرمني والسرياني والكردي. وللاستعداد لهذه الإبادة خلقت في المنطقة فوضى طويلة الأمد وأصدرت فتاوي كاذبة ومزيفة بأوامر سفر برلك. واليوم ينشرون الفوضى عبر الأوامر القوانين والمراسيم.
نتحدّث دائماً عن العلاقة بين الإمبريالية والعسكرة ونستخدمها كشعار. صحيح؛ لكن حتّى الآن لم يبحث أحدٌ منّا في نظام الدوشرمة ولم يقيّم العلاقة بين الفوضوية والفاشية و.. بشكلٍ موسّع. كما لم نقيّم الهدف من تشكيل مجموعات المرتزقة بشكلٍ موسّع. صحيحٌ؛ إنّنا نعرف هذا الموضوع لكنّنا لا نعرفه حق المعرفة. فلا يمكن شرح هذا بكلمتين أو ثلاث ولا حتّى بمقالتين أو ثلاث. لم يتم البحث في انعكاساتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية. استخدمت المنظمات الاستخباراتية الأوروبية في فترةٍ من الفترات مصطلح دولة الإرهاب. صحيح! فمع بداية انقلاب الباب العالي وقبلها أيضاً تم تشكيل المرتزقة. وفي عام 1919 عندما ذهب مصطفى كمال إلى سامسون واستبعد عن العمل؛ اجتمع بطوبال عثمان وعقد معه اتفاقية وجعله وجعله محامياً له في الأنور. ويمثّل طوبال عثمان اسم الفوضى- الخوف في برلمان أنقرة.
منذ بداية انقلاب الباب العالي وتأسيس الجمهورية التركية كانت الفاشية هي ضريبة التأسيس. كل حزبٍ سياسي يسمّي نفسه بلقب كديمقراطي اشتراكي، ديمقراطي، يساري، يميني، عامل وما إلى هنالك، كلّهم يمينيون وأتباعهم وبرامجهم كلّها فاشية. يختلف ال TÎP عنهم. فالسيّد أوجلان لم يستخدم اللوياثان عبثاً، كما لم يستخدم أيضاً كلمة الديناصور عبثاً.
هذه أسماء الطاقة المظلمة والسوداء وتليق بهيكل نظام الدوشيرمة إنّ النظام الدوشيرمة يخدم النظام الرأسمالي جيداً. إنّها تمثّل العبودية- الاستعباد! وهي قاتلة ولا تفرض العزلة على الأشخاص فقط بل على الحياة بأكملها.
ولهذا أقول إنّ فرض العزلة على أوجلان ليست عزلة شخص واحد، بل هي فرض العزلة على الشعب الكردي والشعوب التركية والإقليمية كافة. إنّها فرض عزلة على الديمقراطية، القانون والعدالة والفكر الحر والأشخاص الأحرار والحياة التي تسودها المساواة! أي أنّها نظام.
يخوض الكرد النضال ضدّ العزلة منذ 22 عاماً. وحديثاً وفي سياق حق الحياة وضعوا العزلة على الأجندة العالمية. تستمر الفعالية في ستراسبورغ بلا توقف منذ 11 عاماً. كما تم تنفيذ عمليات إضراب عن الطعام داخل حدود الوطن وخارجها أيضاَ. ولكن للأسف فإنّ الضمير الأوروبي لم يستيقظ. إذ لم تقم اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، المجلس الأوروبي، منظمات حقوق الإنسان، الإعلام الأوروبي لم يتجاوز النهج الرسمي. لا أنا لا أرسم لوحةً تشاؤمية ولا أرغب بطمس ألوان لوحة النضال الكردي. لا! أريد أن أقول إنّه لا توجد قواسم مشتركة وتوازن بين الإمبريالية وإدارة الشعوب! لاحظوا؛ إنّ الإعلام التركي لا اليميني منه ولا اليساري موضوعيين مثل مجلة ANT.
لقد كشف أوجلان هذه الحقائق. وقاد ومثّل الإدارة الشعبية والديمقراطية. إنّ القوى الإمبريالية تعتبر فكر وفلسفة أوجلان عدوة. إنّهم خائفون! والخوف واضح! لكن الصحيح أنّ العالم الإمبريالي قد فهموا أوجلان وقيّموه جيّداً. لكنهم لا يريدون أن يقولوا، فلو قالوا لن يتمكّنوا من معاداته. ولهذا فإنّهم ديمقراطيون داخل دولهم ولكنهم يدافعون عن الأنظمة الفاشية خارج دولهم. ويسمونهم بالبرابرة. بهذا الشكل شكلوا أناس أشبه بحشرات كافكا أو العبيد.
أنقذ الكرد الإنسانية من كوارث ومصائب هذا القرن لكن العالم يدمر الإنسانية في كردستان. وأصبحت العزلة أساس هذا التدمير. رفع الآلاف من أمثال برنارد راسل وجون بول سارتر أصواتهم لكنّهم لم يشكلوا الشعلة التي تكسر الظلام في كردستان. ولم يقوموا حتّى بتأسيس محكمة ومحاكمة تركيا على الأقل.
الشرط الأساسي، هو مرة أخرى النضال الكردي. يجب أن يحارب الكرد الخيانة الداخلية والظلام العالمي أيضاً وليس فقط تركيا.
قام فكر وفلسفة أوجلان أولاً بإخراج الكرد من الكهف وبذلك لم يعد الكرد كرد الجبال والعبودية. وثانياً فتح أبواب العالم اليقظ. لم يعد الكرد بلا أحدٍ يدافع عنهم! وثالثاً سدّ الفجوات التاريخية، وتركّز في المجتمع الشعبي ولم يعودوا وحدهم في النضال.[1]