كيف يُنظر إلى الشرق الأوسط
ثورة التاسع عشر من تموز
عبد الغني أوسو
تم تسمية الشرق الأوسط من قِبل (الفريد ماهان) من البحرية الأمريكية، وبعدها تم استخدام الاسم من قبل الإنكليز، والهدف كان سياسياً، وهو السيطرة على هذه الجغرافيا الغنية، إلا أن هذا الاسم أصبح يستخدم من قبل الجميع في الوقت الحالي، وهي، أي (منطقة الشرق الأوسط)، تضم من أفريقيا دولة مصر ومن آسيا جميع الدول العربية وتضم تركيا وإيران، أما بالنسبة للشعوب فهي تضم (العرب والكُرد والفُرس والأتراك واللاز والشركس والارمن والسريان والاشوريين) وبعض الشعوب الأخرى، كما تضم الأديان التوحيدية الثلاثة بالإضافة إلى الزرادشتية والإيزيدية والمانية، وحضنت الشرق الأوسط أقدم الحضارات الساميين في الجنوب والآريين في الوسط والأورال التاي في الشمال، وتضم أيضاً مجموعة كبيرة من الأنهر “النيل ودجلة والفرات والزاب وافاشين والعاصي” بالإضافة إلى وجود مُدن جمعت بين القديم والحديث ك القاهرة ودمشق وحلب وبغداد وهولير وطهران، كما ضمت العديد من الحضارات القديمة سومر وأكاد بابل آشور ميديا مصر، واكتشفت على جغرافيتها أقدم المواقع الأثرية مثل “كوباكلي تبة جمي خالان شكفتا شانيدار شكفتا دو دري كري موظان” والمئات من المواقع
الأثرية التي تثبت استقرار الإنسان في كافة مراحل التاريخ على هذه الجغرافية، لكنها أصبحت بعد أعوام 1800 مستعمرة للدول الغربية بامتياز، فأحداث الحرب العالمية الأولى والثانية والثالثة جميعها جرَت على هذه الجغرافيا والمعادلة دائما المستفيد هم القوى الخارجية، والمتضرر دائما هم الشعوب الأساسية في المنطقة، فابتداء بتقسيم المنطقة في اتفاقية “سايكس بيكو” ومروراً ب “سيفر ولوزان” وانتهاء ب “سوتشي” فجميع هذه الاتفاقات والمعاهدات كان الغائب الأساسي هم أصحاب القضية، حيث تم الاتفاق على أصحاب الحق وتم اعتبارهم إما غرباء أو إرهابيين، والدول المتحكمة بزمام السلطة هم الذين يُسيِّرُونَ الامور حسب مصالحهم، وأصبح منطقة الشرق الأوسط السلة الأساسية للقوى المتنافسة على المنطقة “أمريكا وروسيا والصين” وحتى بعض القوى الإقليمية، وهذه الأحداث يشهدها الشرق الأوسط منذ عام 2011م وإلى الآن، فجميع القوى المتنافسة موجودة في المنطقة وكل طرف يعمل من أجل مصالحه ويفرض ويُملي على شعوب المنطقة ما يوافق مصالحه، والمنطقة أصبحت منطقة نزاع مسلّح بين الأطراف الخارجية “يُستثنى منها شمال وشرق سوريا حيث توجد قوى تمثل شعوب المنطقة وتمثل فكرة الإدارة الذاتية الديمقراطية وفكرة الأمة الديمقراطية وتمثل كافة الشعوب والأمم والأديان، كذلك تمثل كافة أطياف المجتمع، والنظرة التي ينظر بها الى الشعوب هي العصرانية الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية بعيداً عن الدولة القومية والأفكار التي تدور حول هذه المفاهيم العنصرية والقوموية، وترى في الحياة الندية المشتركة والمجتمع الايكولوجي وبناء المجتمع الكومونالي أساس التخلص من الأزمات المعاشة في مجتمعات الشرق الأوسط والعالم، لذلك يجب علينا جميعاً العمل بجدية لإنجاح هذا المشروع، ومواجهة التحديات والمصاعب التي تواجهنا لإنجاح مشروعنا، والوصول إلى بناء مجتمع أخلاقي سياسي يسود فيه القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة.[1]