عنوان الكتاب: الصراع العلني والخفي بين السلطة في العراق والحركة الكردية (1975-1968)
اسم الكاتب: محي الدين محمد يونس
مكان الأصدار: أربيل
مؤسسة النشر: مكتبة برايتي
تأريخ الأصدار: 2020
تألف الكتاب من ثلاثة فصول يتضمن كل فصل ثلاثة بحوث في 403 صفحة. الكتاب كان قد نشر على شكل مقالات بعناوين مختلفة في (مجلة الكاردينيا الثقافية العامة). تناول الكاتب في الفصل الأول بيان الحادي عشر من آذار، وهو اتفاقية السلام وأقامه منطقة الحكم الذاتي للأكراد الذي تم توقيعه في 11 آذار عام 1970 بين الحكومة العراقية والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني في أعقاب الحرب العراقية الكردية الأولى والانتقادات التي وجهت إلى البيان، اما المبحث الثاني من نفس الفصل فقد تناول فيه الكاتب قضية الجبهة الوطنية التقدمية، التي تشكلت في عام 1974 في إطار برنامج عمل مشترك لأقامه تحالف بين حزب العث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي العراقي والحزب الثوري الكردستاني وقسم مؤيد من الحزب الديموقراطي الكردستاني وحول موقف الأخير من الجبهة يذكر المؤلف :اما الحزب الديمقراطي الكردستاني فقد رفض الانضمام للجبهة إلا بعد حل المشاكل العالقة بينه وبين حزب البعث بالإضافة إلى رفضه القاطع وعدم قبوله للقيادة المطلقة للجبهة من قبل البعث والخنوع والقبول بدور هامشي فيه.
الفصل الثاني من الكتاب يتحدث عن قانون الحكم الذاتي لمنطقة كردستان ومقف الحركة الكردية من هذا القانون، وعن الخطوات التمهيدية التي قام بها الطرفان والتحضير لمعاودة القتال، كما يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن المجلس التشريعي والمجلس التنفيذي لمنطقة الحكم الذاتي وفي نهاية الفصل يتطرق الكاتب إلى تجدد القتال مختتماً الفصل بملاحظات واضافات عن كل ما ورد الفصل من احداث.
الفصل الثالث من الكتاب يتناول اتفاقية الجزائر التي وقعت بين العراق وإيران في 6 آذار 1975 من قبل نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوي وبإشراف من رئيس الجزائر هواري بو مدين، شكلت حدود العراق مع إيران أحد المسائل التي تسببت في أثارة الكثير من النزاعات في تاريخ العراق الحديث. ويقدم تقييماً للأداء السياسي والعسكري للحركة الكردية، وتداعيات الاتفاقية على الحركة الكردية وقياداتها ومن ثم كيف اثرت هذه الاتفاقية على القضية الكردية بشكل عام. فيقول:
الإعلان عن نهاية الحركة الكردية في آذار 1975من قبل قائدها (مصطفى البارزاني) أصاب الشعب الكردي في كردستان العراق والأجزاء الأخرى من كردستان بصدمة قاسية غير متوقعة على الأطلاق فكنت ترى الناس في مدينة أربيل سكارى وما هم سكارى ينظر أحدهم في وجه الآخر وكأنهم في مأتم وهم في حيرة وذهول من هذا الأمر الذي لم تكن آثاره في خيبة الأمل بادية على المرتبطين أو المتعاطفين مع هذه الحركة فقط بل تجاوزتها إلى عامة الشعب الكردي والأكثر غرابة هو تأثير انهيار الحركة على المناوئين لها وزعيمها (مصطفى البارزاني) من الأكراد الذين التزموا جانب السلطة في القتال معها ضد الحركة.
في الفصل الثالث من الكتاب يلخص المحامي المستشار لتأريخ قضية الشعب الكردي ويحدد بتركيز اصل المشكلة الكردية بقوله: المشكلة الكردية تعود بجذورها إلى عام 1921 على اثر سقوط الدولة العثمانية في اعقاب الحرب العالمية الأولى واحتلال الولايات الثلاثة(الموصل، بغداد، البصرة) من قبل بريطانيا وقيامها بصناعة دولة العراق من اتحاد ولايتي البصرة وبغداد وابقت ولاية الموصل تحت سيطرتها المباشرة لغاية إجراء الاستفتاء في هذه الولاية حيث قرر مواطنوها اختيار الانضمام للدولة العراقية في عام 1925 باستفتاء صوري لم يرغب به الكرد ولم تجر استشارتهم حوله ولكن العراق كان من ذلك الوقت قد وعد أمام عصبة الأمم أن يحافظ على حقوق الكرد ولغتهم إلا أنه لم يتم الإيفاء بأي من هذه الوعود لذلك ومنذ تأسيس الدولة العراقية والمشكلة الكردية مستمرة ولم تهدأ ابتداء من انتفاضة (الشيخ محمود الحفيد) في الأعوام 1919 1923 وإن هدأت ما هي إلا لفترة وجيزة وتعاود النشاط .
اعتمد الكاتب العديد من المصادر القديمة والحديثة في كتابه هذا بالإضافة مقابلات مع شخصيات من صناع الأحداث وأصحاب قرار ومعاصرين للوقائع التاريخية التي وردت على صفحات الكتاب. ولا يفوتني هنا أن أذكر ان الكاتب محي الدين محمد يونس كان شاهد على زمن احداث الكتاب الذي يعتبر بحث شامل غطى جوانب ذلك الصراع بكل أحداثه ومجرياته مما يجعل من الكتاب مرجعاً لكل باحث في تأريخ نضال الشعب الكردي من أجل حقه في تقرير المصير وقيام دولته على كامل التراب الكردي.
[1]