Aras Hiso, [25/05/2022 02:09 م]
يتبوأ الفنان الكبير رشيد صوفي مكاناً في طليعة الفنانين الكورد، فهو معروف كموسيقار وله حضوره اللافت في المشهد الثقافي الفني كأحد أهم المبدعين في هذا المجال . وهو فنان ترك بصماته في المشهد الفني، بالرغم من أنه يحمل روح الطفل وعقل حكيم وحرارة الشباب.
صوفي من مواليد كوباني 1953 ينحدر من عائلة محافظة دينياً، إلا أنه اختار مجال الموسيقى، وبدأت مسيرته الفنية عام 1970 بإنشاد التراتيل الدينية متأثراً بالمقامات الدينية والأفكار الصوفية ومن ثم توجه إلى الموسيقا الشرقية والعزف على العود .
يؤيد رشيد صوفي، خلال حديثه ل (باسنيوز) توصيفه ب «أمير العود» عند الكورد كالفنان سعيد يوسف المعروف ب «أمير البزق»، قائلاً: «هذا القول لاأقوله أنا بل هكذا وُصفت».
ويضيف «اخترت آلة العود لأن مساحته واسعة جداً وأكبر مساحة من البزق فالبزق محكوم بالدساتين، الوتر ليس إضافة بل هو اجتهاد شخصي ونوع الوتر هو قرار لدرجة (لا عشيران) وهذا مصطلح يطلق على مقام موسيقي والوتر أنا اجتهدت فيه وذلك لمواكبة صوتي معه وكان ذلك ضرورة لي وقد كلفني صناعته وأخذ وقتاً إلى أن استقرت».
ويكشف صوفي، أن الذي شجعه على سلوك مجال الموسيقا هو «حلاوة نبرات صوتي ومساحاته الواسعة،كان لابد أن يصقل بالعلم والبيان»، ويضيف «لحنت لنفسي فقط لأني كنت أقيس ألحاني على مساحة صوتي ومنذ الصغر درست التجويد ومخارج الحروف على يد والدي الذي كان يشغل منصب المفتي في كوباني، أي أنا انحدر من عائلة دينية مما جعلني أتردد على المساجد عندما كان والدي على قيد الحياة وأنشد الأناشيد الدينية وأقرأ القرآن ومنه اكتسب خبرة التلحين».
ويستطرد قائلاً: «أبي كان إنساناً منفتحاً لم يقف في طريقي مع أن الموسيقا كانت عندنا معيبة آنذاك. أي منذ أكثر من 40 عاماً، لكنُي تمردت عليها».
وحول أغانيه وألحانه التي لاقت رواجاً كبيراً في الأوساط الكوردية، يقول صوفي: «أشهر ألحاني هي (خزيا هيفي)، (كلستانا دل)، (جافي يارامن)، وهو قيد التسجيل حالياً ويعتبر من أغنى الأعمال من حيث الوزن والمقام، يعني عمل أوركسترالي، قد غنى الكثيرون أغنيتي (خزيا هيفي) ومنهم ينال طاهر، وفي التسعينات عملت في التلفزيون السوري ولي عدة أعمال في هذا المجال، ومنها عزف العود وتقاسيم بعض الألحان ولازالت القصائد من مقتنيات التلفزيون السوري».
وبصدد علاقته مع باقي الفنانين، يؤكد صوفي «ليس هناك أي خلاف مع أقراني الموسيقيين، فأنا اتُسم بميزة احترام الآخر مهما كان شأنه»، ويضيف «لم يسرق أحد ألحاني بل غناها كثيرون باستئذان مني».
وعن الإلهام الموسيقي لديه، يرى صوفي أن «طقوس الألحان عندي هي هبات ونفحات وإصرار، وأكثر الأوقات التي ألحن فيها هي قبيل الفجر»، ويؤكد أن «الإنسان لا يتوقف عن الإنتاج مع تقدم العمر، لكن يقل إنتاجه، والموضوع نسبي».
ويكشف الفنان الكوردي عن آخر أعماله ل (باسنيوز) قائلاً: «لدي ثلاثة أعمال قيد الإنجاز (توبخير هاتي)، (أنوتبون)، (جافي يارامن) ».
وفي ختام حديثه، يعرب صوفي عن أسفه على أحوال الفن الكوردي قائلاً: «الوسط الفني ليس فقط يفتقد للإخلاص، بل وصل إلى الحضيض، ولن أطيل في مجال هذا البحث، وأتأسف عندما أتابع الوسط الفني المتدهور بنسبة عالية»، ويضيف «أرجو من أولئك الذين يدعون بأنهم موسيقيون ومغنون أن يتثقفوا موسيقياً وألا يأخذوا الموسيقا ببساطة، بأنها مجرد عزف وغناء ركيك وغير علمي، فبالعلم تمتلك الإحساس».[1]