ڕوناهي/ الدرباسية-
يستمر المحتل التركي ممارسة #الحرب الخاصة#، ضد فئات مجتمع شمال وشرق سوريا، ولاسيما الشبيبة، فيما تصدر الشبيبة تحذيرات بعدم الانجرار لألاعيب المحتل، ومواجهته، وإفشال المخططات التي يسعى إليها.
على مر التاريخ، مرت الحروب، التي تُشن بمراحل ومحطات عديدة، كما كان لكل مرحلة أساليبها وطرق شنها، فالحروب التقليدية كما هو معلوم تُشن عن طريق استخدام الأسلحة التقليدية المعروفة، فتطوّرت الحروب، باستعمال أساليب جديدة، يتم ابتكارها مع كل تقدم علمي يحصل.
أحد أنواع الحروب التي تشن اليوم، والتي لا يكون سلاحها واضحاً هو: الحرب الخاصة.
(الحرب الخاصة، الحرب النفسية، الحرب الناعمة، الحرب الإعلامية، غسيل الدماغ، الحرب بدون دماء)، مصطلحات تدور حول الفكرة الجوهرية لشكل، وأسلوب العمليات، التي تستهدف النفس البشرية، والتي تفرضها القوى، والتي تمتلك أدواتها أسلوباً معيناً من التصرفات، تخدم مصالحها وتوجهاتها الإيديولوجية والسياسية والتجارية.
إن الحرب الخاصة، ألحقت بالشعوب أخطار التفرقة والتشتت، وهي التي صهرت اللغات والثقافات، وهي التي جعلت الإنسان كائناً مستهلكاً مبعثراً لكدح، ونشاط وانجازات المجتمع، بدلاً من أن يكون فرداً فعالاً ضامناً لسيرورة المجتمع.
من خلال وسائلها الإعلامية، والإرهابية، والدعائية، التي اتخذت من ثالوث (الجنس-الرياضة-الفن) وسيلة لسلب المجتمع وإفراغه من معنى وجوده.
وفي شمال وشرق سوريا، التجأت دولة #الاحتلال التركي# إلى صنوف عدة من صنوف الحرب، في حربها ضد شعوب المنطقة، وأحد هذه الصنوف كانت الحرب الخاصة، التي تستهدف من خلالها مختلف الفئات العمرية، ولا سيما الفئة الشابة، لكون عقل الشباب يعدّ مادة خام، يسهل توجيهها والتحكم بها.
وحول الحرب الخاصة، التي تشنها دولة الاحتلال التركي ضد شبابنا، التقت صحيفتنا (روناهي) مع شبيبة الدرباسية، حيث قالت ريحان حسن: “اندلعت ثورة روج آفا منذ أكثر من 11 عاماً، ومنذ ذلك الحين تشن دولة الاحتلال التركي هجمات وحشية ضد شعوبها، مستخدمة في ذلك مرتزقتها، وأعتى أنواع أسلحتها، من طائرات ودبابات… إلخ.
وقد أدت بعض تلك الهجمات إلى احتلال تركيا جزءاً من الأراضي السورية، وفي الآونة الأخيرة، لجأت دولة الاحتلال التركي إلى الحرب الخاصة في حربها ضد شعوب شمال وشرق سوريا، المتمثلة بزرع جواسيسها بين المجتمع، وبث الرعب بين الأهالي لدفعهم إلى الهجرة، وبالتالي إفراغ المنطقة من شعبها”.
وأضافت: “تعتمد دولة الاحتلال التركي على أساليب عدة في الحرب الخاصة، فإلى جانب ما ذكرته، تقوم دولة الاحتلال التركي من خلال عملائها بترويج المخدرات في المنطقة بين الشباب، وذلك بهدف شل قدرة الشباب على التفكير، وبالتالي عجزهم عن التصدي لمخططات دولة الاحتلال التركي، ولكن شعوب شمال وشرق سوريا، وصلت إلى وعي تام لما تحيكه دولة الاحتلال التركي، لذلك باتت هذه الشعوب ولا سيما الشباب تقف في وجه هذه الحرب التي تشن ضدهم”.
ڕيحان حسن اختتمت بالقول: “علينا أن نتصدى لأشكال الحرب الخاصة، التي تشن ضدنا، فهي تستهدف بالدرجة الأولى وجودنا على أرضنا، وهذا يتطلب منا درجة عالية من التنظيم والتدريب، لذلك يجب على الجميع تلقي دورات تدريبية عن كيفية التصدي لمثل هذه الحرب، وخير مرجع في ذلك هو فكر القائد عبد الله أوجلان من خلال كتبه ومجلداته، حيث يحذر القائد دائماً من الانجرار وراء هذه الحرب، وكذلك يشرح القائد سبل التصدي لها والوقوف في وجهها”.
الشبيبة متمسكة بأرضها
من جانبه تحدث لصحيفتنا الشاب (محمد الأحمد) حيث قال: “يعلم النظام التركي الفاشي، أن الشبيبة هي الركيزة الأساسية للمجتمعات، لذلك فإن دولة الاحتلال التركي لن تدخر شيئا، إلا وتستخدمه في سبيل النيل من شبيبة شمال وشرق سوريا، وهي بذلك تستخدم أساليب الحرب الخاصة، ومع الأسف فقد استطاعت في بداية الأمر أن تؤثر على عدد هائل من الشباب، إلا أن نتيجة حملات التوعية، التي أطلقتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فقد استطاعت الشبيبة، أن تُدرك حقيقة هذه المخططات، وأخذت تقف في وجهها وتعمل على صدها”.
وتابع: “إن هدف دولة الاحتلال التركي من هذه الحرب، هو ضرب الأمن والأمان اللذين اتسمت بهما مناطق شمال وشرق سوريا، بفضل ثورة شعوبها ودماء شهدائها، وكذلك فإن دولة الاحتلال التركي، تخشى الديمقراطية، التي حلت على شمال وشرق سوريا في ظل لإدارة الذاتية الديمقراطية، فهي تخشى انتقال الديمقراطية هذه إلى الداخل التركي، فهذا يهدد عرش النظام الفاشي القائم على الدكتاتورية، وقمع الحريات”.
محمد الأحمد أنهى قائلاً: الشبيبة لن تنجر وراء ما يصبو إليه النظام التركي، وعلى هذا الأساس، فإننا لن نغادر أرضنا، ولن نتركها لقمة سائغة للأعداء، بل إننا سندافع عنها حتى الرمق الأخير.[1]