$قصة تعريب (خَسْرَوآباد) الكُردية$
التي تحولت أولا إلى (قزلرباط) التركية المغولية !
ومن ثم الى (السعدية) المستعربة منذ عام (1949) تيمنا ب (سعد بن أبي وقاص)
=KTML_Underline=د. صلاح الدين أنور قيتولي=KTML_End=
مركز الدراسات الكردية بجامعة السليمانية
منذ الغزو العربي للمناطق الكردية بعد سقوط الدولة الساسانية باسم الاسلام في المرحلة الاولى ومن ثم تأسيس الدولة العراقية المصطنعة من قبل بريطانيا عام (1921) وتسليم دفة حكم العراق الى العرب في المرحلة الثانية والى الان، تعرضت الكثير من المناطق والمدن التاريخية في أقليم جنوب كردستان الى القضم والتعريب الظالم والغادر ومن بين هذه المناطق منطقة(خسرو آباد)التابعة الى قضاء خانقين والتي إستعربت وغيروا تسميتها الكردية التاريخية الى (السعدية(
وحول الاساس التاريخي للتسمية يشير المؤرخ العراقي الراحل الدكتور(عبدالرزاق الحسني) في كتابه (تاريخ العراق قديما وحديثا) إلى أن ناحية السعدية الحالية كانت تسمى تاريخيا بإسم (خسرو آباد) نسبة الى رجل كان إسمه (خسرو) بعدما قام هذا الشخص ببناء القرية ونسب اسم القرية اليه فعرفت ب (خسرو آباد)كما ويشير الى ان المنطقة عرفت تاريخيا باسم (كسرى آباد) نسبة الى الملك (كسرى انوشيروان(
وللمزيد حول تعريب هذه المنطقة ومراحل تعريبها إقرأ التقرير الاكاديمي أدناه:
تأتي هذه الناحية، بالمرتبة الثانية من حيث الأهمية التأريخية في قضاء خانقين وتمتاز بموقع هام لكونها على طريق خوراسان التاريخي الذي تمر عبره قوافل التجار من والى إيران، وكذلك كانت القوافل التجارية تأتي من مندلي عبر هذه الناحية لتذهب إلى كفري وبقية أرجاء كردستان، واشتهرت شأنها شأن خانقين بكثرة خاناتها التي كانت بمثابة فنادق أو دور استراحة في ذلك الزمان، وقد أشار إليها المؤرخ العراقي (عبد الرزاق الحسني) على الصفحة (212) من كتابه (تاريخ العراق قديما وحديثا) على أنها كانت بلدة عامرة تعرف باسم (خسرو آباد) أو (كسرى آباد) تقع على طريق خراسان الى الشرق من جبال حمرين يعود تاريخ انشائها الى أعوام ماقبل الميلاد ، وفي القرن الثامن عشر للميلاد أصبحت مع (قولآي) و(علي آوا) و (خانقين) وحدة ادارية واحدة ؛ منذ ان بسط الامراء البابانيون سيطرتهم على المنطقة، وبموجب التشكيلات الادارية العثمانية الحديثة، أصبحت (قِزْرَبات) ناحية تابعة الى قضاء خانقين.
وقبل الخوض في تفاصيل عملية تعريب الناحية من الضروري ابراز بعض الحقائق التاريخية في ما كتبه عدد من الرحّالة والمؤرخين - الذين لمْ يكونوا من الكرد وزاروا المنطقة ودوّنوا عنها الحقائق بكل حياديّة قبل تأسيس دولة العراق واستفحال مشكلة النزاع على هويتها التاريخية والقومية التي تؤكد جميعها على أحقية مطالبة الكرد بضم هذه الناحية كجزء من قضاء خنقين الى أقليم كردستان ؛ فالمستشرق البريطاني الشهير(كلوديوس جيمس ريچ) الذي زار المنطقة في ربيع عام ( 1820م) ذكر في مشاهداته خلال مروره بالمنطقة فكتب: حينما عبرنا جبال حمرين قادمين من شهربان نحو قزربات وخانقين، وجدنا في سهل (دَشْته) أفراداً من عشيرة السورَميري الكردية قدموا لزراعة التبغ وأضاف بأن لغة سكّان قزربات، هي التركية والكردية كما ان الفارسية شائعة ، لكن اللغة العربية لاوجود لها.وبعد مرور عام واحد على هذه الرحلة قدم زائر آخر وكتب بشكل حيادي عن نفس المنطقة وهو (محمد بن أحمد الحسيني)الذي اشتهر بالمنشي البغدادي فهويقول في وصفه بأن سكان منطقة قزربات هم من الشيعة والسنة، وتوجد فيها خمس قرى صغيرة سكانها (علي اللهيه) أي من الكرد اليارسانية ، وأضاف بأن لغة تلك الأنحاء هي كردية وقلّ من يتكلم اللغة التركية، أمّا مركز قزربات فيقول ان فيه (600) بيت وهم طائفتان: إحداهما تركية يقال لها: (كُوَيْلي) والاخرى كردية يقال لها (جولك)وفي نفس الجانب، يشير المؤرخ العراقي الراحل (عبدالرزاق الحسني) الى ان سكان قزربات شأنهم شأن أهل خانقين يتكلمون الكردية، كما يشير الپروفیسور العراقي الدكتور(فلاح شاكر أسود)استاذ الدراسات العليا بجامعة بغداد الى ان منطقة (قزربات)هي ضمن الأراضي التي تقضي فيها عشيرة الجاف الكردية شتاءها.
وفي كتاب كردستان في المطبوعات العثمانية جاء ذكر اسم قزربات على انها تتبع ادارياً الى قضاء خانقين وسكانها من الكرد، ويتكلمون التركية أيضاً، وجاء في كتاب (عراق ازديد سياحان وجهانگردان) للمؤرخ الايراني الدكتور(هارون وهومن) نقلاً عن (ناصر الدين شاه) الذي زار المنطقة عام 1857 الى وجود الكرد في قزربات .
وفضلاً عما سبق من وصف وبيان الحقائق التاريخية، فان كرديّة (قزربات) قبل تعريبها تمثلت في التسميات التاريخية لجغرافية المنطقة التي من أبرزها اسم سهل (دَشته) التي تعني في اللغة الكردية (السهل) و(آوباره) التي تعني (القناة) أو (الجدول المائي) و (سَرْتَپە = قمة الهضبة) و (سيَلَكي) و (كوردَره) و (زرگوش) و (زيَوى) وقد غُيرّت أسماء جميع هذه المواقع الى العربية بعد عام 1924.
كما كان الكرد في قزربات كانوا يحتفلون سنوياً بعيد نوروز حتى عام 1974 باعتباره عيداً قومياً، لكن السلطة بعد أعوام السبعينات قامت بمضايقتهم، مما اضطروا الى ترك الاحتفال بعيد نوروز، وكذلك هناك العديد من التسميات الكردية باقية لحد الآن مثل أسماء الجداول المائية : (داود آغا عبدالله بگ باجلآن) و (بير تالآو) واسماء الخانات القديمة في مركز الناحية مثل : (خان شازاده) و (خان پاشا) و (خان وهاب بگ) و (خان ولي كَر)ِ و (خان عبدالله بگ)، و اسم مسجدها التاريخي المشيّد من قبل الأمير (محمود پاشا الجاف) عام (1313 ﮪ = 1895م) و (مسجد النقشبندي) المشيد عام 1967 م و (تكية قدوري)
وكانت عشيرتا السورَميري والزرگوش تتحكمان في المنطقة، وتعتبر الأخيرة من فروع عشيرة (زَركَان ) الكردية التي تمتد أراضيها مابين (كرند) و(إيوان) في كردستان الايرانية وهي فرع من عشيرة (إيوان)أو (هيَواني) الكردية وكذلك تقطنها عشيرة (خالدي = خالَيْ) وهي فرع من قبيلة الكلهر ، ومن أبرز وجهائهم في الناحية (حاجي اسماعيل مصطفى) و(خليل آغا) و(حجي أدهم) و(حاجي صالح وهاب) علاوة على عوائل كردية تقطن المنطقة مثل الدلو وباجلآن والزنگنە وقرَلوس . كما ان جميع بساتين قزربات هي مسجلة بإسم الملاكين الكرد بينها (33) بستاناً لعشيرة الجاف وقد غرقت في قاع بحيرة حمرين ولم تدفع لهم الحكومة العراقية التعويض خصوصا من مساحة (218) دونماً فضلاً عن (24) دونماً تعود ملكيتها ل(أنوربگ جاف)
أما أبرز دور تاريخي مشهود للكرد في قزربات فهو اقدامهم على تحريرها في ثورة 1920، وكان افراد من عشيرة الدلو ومن العشائر الكردية الاخرى في خانقين، شاركوا في التصدي للقوات البريطانية وتمكنوا من اخراجها والاستيلاء على كميات من الاسلحة في نفس العام بالرغم من تعرض المنطقة باستمرار الى الغزوات المتكررة من قبل الآخرين و آخرها غزو الجيش الروسي لها عام 1917 الا ان قزربات حافظت على كرديتها حتى قبل تأسيس الدولة العراقية وبعدها بعقود، وبما أنها من أولى المراكز التي تقع في تخوم بلاد الكرد مع عرب العراق ؛ لذا طالتها عمليات التعريب مبكراً.
ويمكن تحديد مراحل التعريب في هذه الناحية بثلاث مراحل:
المرحلة الاولى: وتعود إلى عهد قيام (مدحت پاشا) والي بغداد الذي سعى منذ عام 1869 الى توطين العشائر العربية الرحّالة في العراق، ولم يكن العثمانيون آنذاك معنيين بالحدود العرقية بين القوميات في دولتهم، ولم يكن القصد من توطين قبائل البدو انتهاج سياسة مقصودة لتعريب المنطقة ، لكن العملية أفضت بطبيعة الحال إلى تعزيز الوجود العربي في المنطقة.وخلال تلك الفترة عبرت العشائر العربية مراراً سلسلة جبل حمرين للبحث عن المراعي والكلأ، ومع ان العثمانين قد حاولوا جعل جبل حمرين كحد جنوبي فاصل بين العشائر الكردية (أي ولاية شهرزور) والعشائر العربية ، لكنّما العشائر العربية مثل الكروية واللهيب عبرت جبل حمرين وسكنت في سهل قرَتپه، واستقرت عشائر ربيعه وبني ويس (الآوسي) في سهل قزربات، وهكذا راحت القبائل بالتزايد والانتشار في العهد البريطاني عام 1918-1921، وباستقرار هذه القبائل البدوية، أصبحت المنطقة قاعدة رصينة لجذب المزيد من القبائل العربية من جهة وللانطلاق منها نحو الشرق كلما سنحت لهم الفرصة والتوطن فيها على مراحل من جهة ثانية.
ويشير المستشرق البريطاني (أدموندز)الى ان القبائل العربية كانت تقطن الطريق العام المؤدي الى الغرب من جبل حمرين وكذلك في الجهة الأخرى منها استمر إنتشارها بعد فترة الانتداب البريطاني (1921-1932) لاسيما وان سلسلة حمرين لا تشكل في الواقع عائقاً قوياً أمام زحف القبائل الرحالة على تخوم المنطقة من جهة الغرب للوصول الى جهتها الشرقية بحثاً عن الاعشاب والنباتات التي تمتاز بتوفرها في فصل الربيع ..وهكذا أصبحت المنطقة عامل جذب للرعاة العرب خصوصاً ان سهول حمرين تعاني من تخلخل سكاني ومقابل هذا التحرك للقبائل العربية باتجاه الشرق كانت هناك قبائل كردية تسكن المنطقة راحت تتجة شرقا وتترك مشاتيها صيفا وأبرزها الجاف والسنجاوي كانت تتحرك هي الاخرى أي عشيرة الجاف موسمياً نحو الجبال الشرقية بحثاً عن المراعي الخضراء والجو المعتدل وأتاحت هذه الحركة الفصلية المجال لكي يحل البدو العرب محلهم في المنطقة ، علاوة على ان تأسيس دولة العراق وتشديد الرقابة على الحدود من قبل ايران التي اصدرت عام 1935 قرارا باغلاق الحدود امام تنقل العشائر أرغمتهم على البقاء، فانشطرت العديد من القبائل الكردية وفضلت الاستقرار في الجانب الايراني، وكانت عشيرة الجاف من بين هذه العشائر التي تجزأت على خط الحدود رغم ان ملكية أراضي ناحية قزربات تعود إليها؛ فقد سبق وأنْ اشترى الأمير محمود پاشا ابن محمد پاشا الجاف اراضي قزربات وفقاً لقانون الطاپو العثماني الجديد عام 1880بمبلغ (عشرة آلاف وخمسمائة ليرة ذهبيّة) في تلك الفترة كما ان بقية الاراضي والبساتين في الناحبة تعود ملكيتها لبقية الأسر الكردية في الناحية كالجاف والخالدي والزرگوش، ومايزال الكثير من أصحاب البساتين والاراضي الزراعية، لم يقدموا الى استلام مبالغ التعويض التي خصصتها لهم الحكومة العراقية السابقة، بعد غرق أراضيهم بسبب انشاء خزان حمرين، ومنها (40) دونم يعود الى (حسن بگ الجاف) و(24) دونم لأنور بگ الجاف و(180)دونم ل (عبدالقادر بگ الجاف)و(94) دونم لأسر و وجهاء من الجاف و(112) دونم ل (أحمد پيرمام خالدي) ، وهكذا ساهم انحسار الوجود الكردي في فسح المجال أمام القبائل العربية للثبات في سهل(دشته)واستمروا بالتزايد في ظل دعم الحكومات العراقية لهم واستفادت من عملية اجراء التعدادات السكانية في عامي 1934 و1947، ومن ثم تعداد عام 1957؛ إذ سجّلوا على اساس أنهم من سكان المنطقة، كما ان العديد من السكان الكرد سجلوا أنفسهم على انهم عرب، وفي هذا الجانب يقول السيد (سلطان بايرام) بأن موظفي الحكومة المركزية سلبوا منا الهوية الكردية لسكان المنطقة في تعداد عام 1957، حيث قام الموظفون المكلفون بإجراء التعداد وكانوا جميعاً من العرب بتسجيل أسماء قسم من عوائل عشيرة زرگوش الكردية بلقب (الصالحي) وقسم آخر بلقب (الخالدي) ويضيف بأن مجموع العوائل العربية في مركز ناحية قزربات قبل (60) عاماً من الآن كان (8)عوائل فقط ! أما بخصوص سبب مجيئهم يقول كانت لدى تلك العوائل خلاف عشائري ومشاكل مع طوائف عربية أخرى تعيش ماوراء جبل حمرين جاءوا الى قزربات وطلبوا من عشيرة الزرگوش إيوائهم على أساس العُرف العشائري، لذا تم استقبالهم والسماح لهم بالبقاء بعد أن تم التحقق فعلاً من كونهم مهددين، لكنهم وبمرور الزمن تزايد عددهم وبدعم من الحكومة التي استخدمتهم في الدوائر والمدارس حيث كانت العربية لغة التعامل والادارة والتدريس، وبذلك سيطروا على المنطقة وباتوا يشكلون غالبية سكانها، وفي عام 1949، شهدت ناحية قزربات اكبر إجراء لتعريب المنطقة حينما قدم مدير الناحية وقتذاك العميد (مصطفى النقيب) طلباً الى الجهات العليا لتغيير اسم قزربات الى (السعدية) تيمّناً أو احتفاءً بذكرى معركة القادسية وقائدها (سعد بن ابي وقاص)وبذلك سجل الفكر العروبي في الناحية أولى خطواته نحو السير نحو التعريب في المنطقة بشكل رسمي.
المرحلة الثانية: وهي تبدأ من عملية تعريب ناحية قزربات في العهد الجمهوري الذي اعطى الفرصة للعرب الوافدين الى ريف الناحية للحصول على الاراضي الزراعية و تأجيرها من الدولة ثم استملاكها لاحقاً، وتم تحديد المساحات الزراعية الكبيرة بعد سحبها من مالكيها، ثم وزعت على العوائل العربية بهدف توطينهم بشكل دائم، كما استغلت الحكومة في نفس الفترة تحويل جزء من املاك الأمير(محمود پاشا الجاف) الذي كان قد أوصى بوقفها (بعد وفاته) لصالح دائرة الاوقاف العراقية العامة، وبعد قيام النظام الجمهوري صودرت تلك المساحات من البساتين والأراضي الزراعية على أساس انها كانت أملاك أميرية، وتم توزيعها على السكان العرب الوافدين حصراً ودون السكان الكرد!
ان سياسة التعريب بهذه الطريقة، لم تسفر عنها مشاكل كبيرة كالتي حدثت في المراحل اللاحقة لان السلطة راعت امرين أولهما تجنب احداث تغييرات جذرية وسريعة في التركيبة السكانية، لانها فضلت تحقيق المكاسب البطيئة على المكاسب السريعة التي لا تحدث عنها مشاكل يجعلها في مواجهة السكان الاصليين و ثانيهما ان السلطة ارادت بدقة الفصل بين التعريب ونزع ملكية اراضي السكان الاصليين ولم يتسبب هذه الامر في حدوث احتقان بينها وبين السكان الاصليين.
وفي عام 1964، اسكنت الحكومة (134) عائلة عربية في منطقة آوباره، بعد أن بنّت لهم مجمع عصري، ثم تلاه إسكان (200) عائلة اخرى انشأت لهم الحكومة حي عصري في مركز الناحية على نفس النمط وفي عام 1974، وبعد أن جرى العمل في انشاء بحيرة (حمرين) تم اسكان عوائل (53) قرية من الذين كانوا يسكنون حوض (دشته) في ناحية قزربات، وعلى هذا المنوال زاد التواجد العربي في مركز الناحية مقابل انحسار عدد الكرد وتهميش نفوذهم.
المرحلة الثالثة: شهدت ناحية مرحلة ثالثة من عمليات التعريب بعد عام 1974 لكون الناحية تقع ضمن المناطق المتنازع عليها وتتبع ادارياً الى قضاء خانقين، فشملتها اجراءات التعريب بحق السكان، وتم نقل الموظفين والمعلمين الكرد منها الى وسط وجنوب العراق ، كما أقدمت السلطة على تسفير(30)عائلة كردية فيلية من أهالي منطقة (تپه)الى ايران بحجة كونهم من التبعية الايرانية، وخلال عام 1975، اضطر العديد من العوائل الكردية تحت الضغط الى ترك المدينة، واجبرت آخرين على تغيير هويتهم القومية من الكردية الى العربية وتحت التهديد كعشيرتيّ زرگوش وخالدي وغيرهما مقابل السماح لهم بالبقاء في المنطقة ، كما غيّرت السلطة اسماء الاحياء القديمة في مركز الناحية إلى أسماء عربية مثل : ( حي 17تموز) و (حي شهيد حمدي) و(حي الوحدة) و(حي سعد بن ابي وقاص) و (حي 7نيسان) و (حي الثورة) و (حي 30تموز)
وفي عام 1982 اضطر المتبقون من السكان الكرد في حوض حمرين الى ترك المنطقة، بعد أن غمرت المياه قراهم وأراضيهم الزراعية ومن بين هذه القرى الكردية قرية(دكة)عبدالقادر بگ الجاف التي تقع على نهر سيروان على بعد (15) كيلومتر جنوب غرب مدينة قزربات، وكان عدد عوائلها(35)عائلة، ولم تسمح السلطة العراقية ل (30)عائلة منهم بالبقاء لكونهم من الكرد فذهبت الى كلار وكفري، بينما سمحت السلطة ل (5)عوائل فقط بالإنتقال والسكن في مركز جلولاء لكونها من العرب!
وعليه من الجليّ أن من أهداف انشاء خزان حمرين كان لدفع المتبقي من السكان الكرد في المنطقة الى الرحيل؛ لان ملكية الأراضي التي غمرتها مياه البحيرة تعود الى الكرد، غير ان السلطة قد أنهت بهذه الحجة القانونية تواجدهم وأضطرّتهم الى الرحيل.
كانت اتجاهات التعريب في ناحية قزربات وما جاورها منذ مراحلها الأولى قد شملت الأجزاء الغربية وبالاخص سهلي دشته وقرتپه وصولاً الى الجزء الشمالي من حوض نارين، ثم إمتد زحفهم الى الاجزاء الجنوبية الشرقية حتى وصلوا الى مركز الناحية، وهكذا بات العرب بمرور الزمن يشكلون غالبية سكانها ..
- فصل من كتاب عن تعریب خانقین والفه الدكتور الباحث صلاح الدین انور القیتولی - مركز الدراسات الكردیه بجامعه السلیمانیه
- من منشورات الاستاذ الادیب الباحث الزنگابادی[1]