استراتيجيات دول الشرق الاوسط في ظل المتغيرات الدولية
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7632 - #04-06-2023# - 02:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
تتجه دول الشرق الاوسط ومنها دول الخليج تدريجياً نحو المعسكر الشرقي الى منظمة شنغهاي ودول منظمة البريكس، للحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية وتعزيز دورها دولياً، مع المحافظة في الوقت نفسه على العلاقة الاستراتيجية بالولايات المتحدة الأمريكية، وخلق نوع من التوزان قدد تضمن نجاح العلاقة الخليجية مع الأطراف الدولية المتنافسة.
هكذا دعا تحليل موقف مركز دراسات الفكر الاستراتيجي لدول الخليج، مشيرا إلى أنه في هذا الإطار لن يكون لدى الولايات المتحدة مبرراً لدفع شركائها في الخليج للمفاضلة بينها وبين الصين وروسيا، لأن هذا الخيار قد لا يمثل تهديداً للمصالح الأمريكية الاستراتيجية.
ولكن هل ستنجح دول الخليج ومعها دول (العراق ، مصر ، الاردن) في التخلص او التحرر من هيمنة الولايات المتحدة على كل تحركات هذه الدول في كل سياساتها ومفرداتها الصغيرة والكبيرة ،كالهيمنة العسكرية والتوغلات العسكرية الأمريكية فيها، وإقامة قواعد عسكرية في مناطق مختلفة من هذه الدول ومنها دول الخليج والعراق والاردن وربما في مصر، بهدف الاستعداد لحروب مستقبلية، ومراقبة التسلح العسكري والنووي لدول أخرى، للمحافظة على ديمومة هيمنتها وأمن اسرائيل ومصالحها في المنطقة على حساب أمن ونهب ثروات ومصالح هذه الدول وشعوبها.
اضافة الى الهيمنة الاقتصادية الامريكية والتحكم في اقتصادات الدول الخليجية عامة وبشكل خاص دولة العراق، وتزايد حجم الاستثمارات الأمريكية في هذه الدول، ناهيك عن الهيمنة الإعلامية والعولمة على هذه الدول وهي الاخطر، بمختلف الوسائل الإعلامية وأنواعها، لتتجه نحو فرض أخلاقيات ومبادئ العولمة الأمريكية من أجل خلق مجتمع مستعمر سياساً واقتصاديا وإعلامياً وثقافياً.
أنّ روسيا الاتحادية تسعى إلى تغيير قواعد اللعبة الدولية التي أسستها الولايات المتحدة وحلفها الغربي منذ العام 1991. بعد 30 عاماً، تحدَّت روسيا بقيادة بوتين النظام العالمي الجديد عبر حماية أمنها القومي في شرق أوروبا، وتحديداً في أوكرانيا، والصراع بدأ بين روسيا و حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة، من خلال دعمهم العسكري والاقتصادي اللامحدود لأوكرانيا والحرب مستمرة بينهما في اوربا.
أن النظام الدولي يمر بفترة مفصلية صعبة جداً، قد تندلع حرب نووية في اية لحظة ونحو حرب عالمية ثالثة، وهي أشبه ما تكون بالمرحلة الانتقالية الدولية، قد تؤدي إلى تغير شكله الحالي من القطب الاوحد، إلى التعددية القطبية الصين وروسيا من جهة، وامريكا وحلفائها من الجهة الاخرى.
وفي ظل هذه المتغيرات تبقى دول الخليج ودول الشرق الاوسط، في حالة من الترقب والتقرب من الشرق والاستعداد لقبول تغيرات في سياساتها المختلفة لتغيير مسار توجهاتها السياسية، وادارة دفتها نحو مصالح شعوبها ، حتى وإن كانت ضحية تلك التغيرات هي قياداتها وانظمتها الحالية، وبالنسبة للعراق الفدرالي ايضاً، ينبغي أن تتجه سياساتها نحو خدمة مصالح شعوبها ، وإلا هي ايضاً ستكون قياداتها ونظامها الديمقراطي وكتلها السياسية ضحية تلك المتغيرات الدولية، إن لم توازي وتراعي سياساتها مصالح شعوبها، ان قيادات هذه الدول تحتاج الى ارادة قوية او الى معجزة لتستطيع التحرر من الهيمنة الامريكية على كل مقدرات قرارات وثروات شعوبها.[1]