عسکري وسياسي عراقي من أبوين کرديين، ولد في قرية عسکر القريبة من مدينة کرکوک، درس في ألأستانة - إسطنبول في المدرسة الحربية/الکلية العسکرية لاحقاً وتخرج فيها ضابطاٌ في الجيش العثماني، وشارک في الحرب العالمية ألأولى في أخر سنينها، وبعد نهاية الحرب وأندحار (الدولة العثمانية) أنظم إلى الجيش العراقي الذي أسسه المحتلون في 06-01-1920 برتبة ملازم أول.
تدرج في رتبته العسکرية حتى وصل إلى رتبة فريق رکن في عهد الملک غازي وأشتهر بالصرامة والتنفيذ الحرفي للاوامر العسکرية عندما قاد الجيش العراقي ضد انتفاضة ألأثوريين أو الاشوريين کما يسمون انفسهم حالياً عام 1933 على عهد وزارة رشيد عالي الکيلاني، ثم ضد انتفاضة العشائر في منطقة الفرات ألأوسط عام 1935 ثم ضد أنتفاضة البارزانيين، وتوطدت العلاقة بينه وبين وزير الداخلية آنذاک الترکماني حکمت سليمان.
في أواخر عهد وزارة ياسين الهاشمي الثانية أشتد الصراع بين الوزارة والمعارضة التي عملت جاهدة لأسقاط الوزارة التي سعت للتمسک بالحکم بکل الوسائل والسبل، وفي تلک ألأيام شغل الفريق بکر صدقي منصب قائد الفرقة الثانية وکان يتردد وبأستمرار على دار قطب المعارضة المعروف حکمت سليمان، وکان الحديث يدور حول أستئثار وزارة الهاشمي بالحکم، رغم أفتقارها للتأيد الشعبي، وحين ذلک أختمرت عند بکر صدقي فکرة أسقاط وزارة الهاشمي بالقوة عن طريق القيام بأنقلاب عسکري.
تحرک بکر صدقي وأستطاع أقناع رجال ذوي نفوذ داخل المؤسسة العسکرية في مقدمتهم الفريق عبد اللطيف نوري قائد الفرقة ألأولى والعقيد محمد علي جواد قائد القوة الجوية - الطيار الخاص لجەلالة الملک للأنضمام إلى فکرته وتأييده بالأطاحة بحکومة الهاشمي، سارت ألأمور بتکتم شديد مما تعذر على ألأستخبارات العسکرية کشف الحرکة قبل وقوعها، وجا و موعد مناورات الخريف للجيش عام 1936 وجد بکر صدقي ضالته المنشودة بهذه المناسبة فقد کانت المناورات تقتضي أجرائها في منطقة جبل حمرين في محافظة ديالى بين خانقين وبەغداد وکان من المفترض أن تکون الفرقة ألأولى بقيادة الفريق عبد اللطيف نوري في موقع الدفاع عن بەغداد فيما تکون الفرقة الثانية بقيادة بکر صدقي في موقع الهجوم.
في 29 تموز 1936، سافر رئيس أرکان الجيش الفريق ياسين الهاشمي شقيق رئيس الوزرا و بمهمة إلى خارج العراق وأناب عنه الفريق عبد اللطيف نوري مما سهل للأنقلابيون ألأمور کثيراٌ. جرى ألأتفاق على نقل الفرقة الثانية من قرتبة إلى قرغان ليلة 25/26 تشرين ألأول، على أن يجري تسلل وحدات الفرقة ليلة 28/29 إلى بعقوبة مرکز محافظة ديالى المتاخمة لبەغداد والتي تبعد عنها حوالي 50 کم. في ليلة الخميس 26 أکتوبر 1936 زحفت قوات الجيش إلى بعقوبة وصلتها صباح اليوم التالي، حيث قامت بقطع خطوط ألأتصال ببەغداد وأستولت على دوائر البريد والتلفون وعدد من المواقع ألأستراتيجية في المدينة، ثم واصلت زحفها نحو بەغداد في الساعة السابعة والنصف بقيادة الفريق بکر صدقي،وفي الساعة الثامنة والنصف من صباح ذلک اليوم ظهرت في سما و بەغداد طائرات حربية يقودها العقيد محمد علي جواد والقت الوف المنشورات التي أحتوت على البيان ألأول للأنقلاب!. في الوقت الذي کانت الطائرات تلقي بيان ألأنقلاب، أستقل حکمت سليمان سيارته وتوجه نحو القصر الملکي (قصر الزهور) حاملاٌ المذکرة التي وقعها الفريقان بکر صدقي وعبد الطيف نوري والتي حددا فيها مهلة أمدها 3 ساعات للملک غازي لأقالة وزارة ياسين باشا الهاشمي حيث سلمها إلى رئيس الديوان الملکي رستم حيدر.
حاول وزير الدفاع الفريق الأول جەعفەر العسکري وقف زحف قوات ألأنقلابيون نحو بەغداد، فأتصل ببکر صدقي وأبلغه أنه آت لمقابلته وأنه يحمل رسالة من الملک غازي. کانت فرصة بکر صدقي قد حلت للتخلص من جەعفەر العسکري صهرالرجل القوي وزير الخارجية آنذاک والمقرب من ألأنکليز الفريق الأول نوري السعيد باشا، فرتب ألأمر مع الضباط المقربون منه لأغتياله والتخلص منه. ما أن وصل الفريق الأول جەعفەر العسکري إلى المنطقة المحددة، حتى جردوه من سلاحه ومرافقيه، بعدها تقدم عددا من الضباط وجهوا صوبه وابل من الرصاص حيث لقى مصرعه في الحال، ولما وصل الخبر إلى نوري السعيد باشا سارع اللجؤ إلى السفارة البريطانية التي قامت بدورها بتهريبه إلى الخارج.
أستمرت قوات ألأنقلابيون بالزحف نحو بەغداد، حيث وصلت أبوابها الساعة الرابعة بعد الظهر، لذلک أضطر الملک غازي من توجيه خطاب التکليف إلى حکمت سليمان في 29 تشرين ألأول بتشکيل وزارة جديدة، وعند الساعة الخامسة والنصف کانت القوات قد دخلت شوارع بەغداد من دون أن تلقى أية مقاومة. أتم ألأنقلابيون تشکيل وزارتهم وصدرت ألأرادة الملکية بتشکيلها في الساعة السادسة مساءٌ وجائت على النحو ألأتي:
حکمت سليمان رئيس الوزرا و وزيراً للداخلية.
جەعفەر أبو التمن للمالية.
صالح جبر للعدلية.
ناجي ألأصيل للخارجية.
کامل الجادرجي للأٌتصاد والمواصلات.
يوسف أبراهيم للمعارف.
أما بکر صدقي فقد تولى منصب رئيس أرکان الجيش بدلاٌ من الهاشمي الذي أحيل على التقاعد.أما ياسين الهاشمي ورشيد عالي الکيلاني ونوري السعيد فقد غادرا العراق على الفور بمساعدة السفارة البريطانية خوفاٌ من بطش بکر صدقي. أراد قائد ألأنقلاب بکر صدقي أن يرسل من يقوم بتصفية نوري السعيد والکيلاني والهاشمي الا أن حکمت سليمان رفض الفکرة. في الوقت نفسه نظمت العناصر الوطنية المظاهرات المؤيدة للحکومة وکان على رأس تلک المظاهرات السادة محمد صالح القزاز وهو من الشيوعيون المعروفين والشاعر الکبير المرحوم الجواهري وغيرهم من الوطنيون، وتقدمت المظاهرات بمطالب للحکومة تدعوا فيها إلى أصدار العفو العام عن المسجونين السياسيين وأطلاق حرية الصحافة وحرية التنظيم الحزبي والنقابي وأزالة آثار الماضي والعمل على رفع مستوى معيشة الشعب وضمان حقوقه وحرياته وتقوية الجيش ليکون حارساٌ أميناٌ لأستقلال البلاد، ولم تقتصر المظاهرات على العاصمة فقط، بل أمتدت إلى سائر المدن ألأخرى.
سيطر بکر صدقي على مقدرات البلاد وکان هو الحاکم الفعلي ألأول وألأخير، لقد رتب قوائم المرشحين لمجلس النواب ومعظمهم من المؤيدن له، وقد جرت ألأنتخابات في 20 شباط 1937 وجائت النتيجة کما خطط لها سلفاٌ وأصبح يمتلک ظهيراٌ قانونياٌ لبقائه سيد الموقف من دون منازع.
اغتيال بکر صدقي
قرر بکر صدقي السفر إلى ترکيا لحضور المناورات العسکرية الترکية المقرر القيام بها في 18 آب 1937وقد أتخذ ألأنکليز قرارهم بتصفيته وهو في طريقه إلى ترکيا. غادر العراق في 9 آب بالطائرة إلى الموصل، وکان برفقته العقيد محمد علي جواد قائد القوة الجوية، وکان من المقرر أن يغادر بالقطار ولکنه أحس بوجود مؤامرة ضده لذلک قرر السفر بالطائرة. وصل إلى الموصل ونزل في دار الضيافة وقد وجد المتآمرون فرصتهم في التخلص منه، حينما أنتقل إلى حديقة مطعم المطار وبينما کان جالساٌ مع العقيد محمد علي جواد والمقدم الطيار موسى علي يتجاذبان أطراف الحديث، تقدم نائب العريف عبد الله التلعفري نحوهم ليقدم لهم المرطبات وکان يخبئ مسدساٌ تحت ملابسه، ولما وصل قرب بکر صدقي أخرج مسدسه وصوبه نحو رأسه وأطلق النار عليه فقتل في الحال، ثم أقدم على أطلاق النار على قائد القوة الجوية وقتله هو آڵاخر.تم القا و القبض على القاتل وأشبعوه ضرباٌ وفي التحقيق البدائي أعترف بأن الذي جا و به لتنفيذ الجريمة هو الضابط محمود هندي الذي أختفى بعد الحادث.
وقيل أن العقيد فهمي سعيد کان لولب الحرکة وأن الضابط محمود خورشيد هو العقل المدبر لتلک العملية، وسارت شائعة تقول أن ضابط الأستخبارات البريطاني في الموصل هو الذي دبر عملية الأغتيال. وفي صباح يوم الخميس 12 آب نقل جثمان بکر صدقي، ورفيقه إلى بەغداد، حيث شيع إلى مثواه الأخير تشييعاٌ رسمياٌ، وسار في مقدمته الوزرا و وکبار الضباط والأعيان والنواب والسفراء.
سەرچاوەي وێنە: فەيسبووکي قەيس قەرەداخي