يعتبر معرکة قلعة دمدم والتي تعرف عند الأکراد بملحمة دمدم من أهم المعارک التأريخية الموثقة في تأريخ الأکراد ويمکن رؤية آثار هذه الملحمة واضحة جدا في الأدب الکردي ويعتبر الأکراد هذه المعرکة علامة بارزة في تأريخ صراع الشعب الکردي من أجل استقلاله.
وقعت هذه المعرکة بين الأکراد الذين کانوا يستوطنون المنطقة الواقعة قرب بحيرة ارومية بزعامة الأمير خان لبزيرين ومعناه بالعربية الأمير ذو الکف الذهبي وبين الصفويين بقيادة حاتم بيک في عام 1609 حيث کان الأمير الکردي يحاول الحفاظ على استقلالية المنطقة من الهيمنة الصفوية والعثمانية فقام الأمير الکردي بترميم وتطوير قلعة دمدم ورأى الصفويون في هذه المبادرة خطرا على نفوذهم في المنطقة فقاموا بتحشيد جيش ضخم وفرضوا حصارا طويلا على القلعة من شتا و عام 1609 إلى صيف عام 1610 وإنتهى الحصار بهزيمة الأکراد وقام الصفويون بعد ذلک بحملة إبادة وتهجير للاکراد في تلک المنطقة (8). تم ذکر هذه المعرکة في الکتب التاريخية الفارسية والصفوية والترکمانية ويعتبر الشاعر الکردي فقى تيران (1590 - 1660) أول کردي ذکر المعرکة في عمل أدبي (9) ويعتبر هذا الحدث التاريخي من قبل الأکراد ملحمة تأريخية ذات أهمية بالغة.