د. إبراهيم الداقوقي
دەزگاي ئاراس - 2008
ص139:
كانت منطقة كردستان تركيا مهملة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الحديثة كالطرق و المدارس و المستشفيات، وقد أرادت الحكومة التركية بعد القضاء على حركة ( آغري داغ ) مد السكك الحديدية إلى المنطقة من أجل تسهيل السيطرة عليها من جهة وإرضاء للأكراد من جهة أخرى. فقام عصمت اینونو رئيس الحكومة آنذاك بافتتاح خط سكة حديد أنقرة سيواس 29 أغسطس 1930 فألقى خطبة رنانة قال فيها: ليس في هذه البلاد جماعة لها الحق بالادعاء بكيان قومي ووطني غير الجماعة التركية، إن هذه الحقيقة البسيطة ستتجلى بصورة قطعية لا تترك مجالا للشك ولا فرصة لقيام الفتن و الثورات حينما تصل هذه الخطوط الحديدية إلى حدودنا وثغورنا.
. وإذا كانت هذه الأقوال توضح بجلاء خطط و نوايا حكومة عصمت اينونو تجاه الأكراد، فإن الأكراد لم يلقوا السلاح بعد مأساتهم في آغري داغ بل سعت جمعية خويبون المؤلفة من الوطنيين الأكراد للم شملهم والنضال من أجل الحصول على حقوقهم القومية. فعندما أصدرت الحكومة التركية من خلال المجلس الوطني الكبير في مايس 1932 قانون التنظيمات الحرفية الذي نص على لا يحق لمن كانت لغته غير اللغة التركية القيام بإعادة بناء الدور في القرى و المناطق المختلفة ومن إنشاء أو إعادة تشكيل منظمات حرفية أو كتابية أو طبقية. حيث منح القانون المذكور لوزارة الداخلية صلاحية حل هذه المنظمات بما فيها المنظمات التي كانت قائمة آنذاك.
لقد كان واضحا أن هذا القانون كان يستهدف بالدرجة الأولى الأكراد، حيث تم بعد فترة قصيرة غلق المدارس التي كانت تقوم بالتدريس باللغة الكردية استنادا إلى منطوق المادة 39 من معاهدة لوزان التي نصت على ضرورة عدم وضع القيود على استعمال أية لغة من قبل الموطن التركي سواء في علاقاته الخاصة أم في التجارة أم في مجال الصحافة و الإعلام إضافة إلى أن القانون المذكور كان منافيا للمادة 38 من المعاهدة المذكورة التي وضعت على عاتق تركيا ممارسة أهالي تركيا لحقوقهم كاملة، كما قامت الحكومة التركية بمنع استعمال اللغة الكردية رسميا عام 1932 وحلت الجمعيات والنظمات الكردية وصادرت الكتب والمطبوعات الكردية وحذفت كلمة الكرد وكردستان من الكتب والمعاجم، ومنذ ذلك الحين أطلقت على الأكراد تسمية أتراك الجبل بل وصدرت المؤلفات التي تتحدث عن تركية الأكراد وبأنه ليس ثمة قوم باسم الكرد لأن لفظة الكرد نتجت عن صوت ( كارت كورت ) الناجمة عن انكسار الجليد عند المشي عليه في المنطقة الشرقية التي يقطنها الأكراد .