كاتب، دبلوماسي، مترجم، لغوي . ولد بمدينة عمّان عاصمة الأردن في أول سنة 1908م، وهو ينتمي إلى قبيلة دودكان Dodkan الكردية من الفرع الذي يقطن في السهل المعروف ب (دَشْتا كَوَراْن) الواقع بين مدينتي ديار بكر وأرغني في كردستان تركيا، واسم قريته (لغري Lexeri).
جاء جده علي الكوراني مع القوات التركية سنة 1880 إلى بلدة السلط في الأردن، التي افتتحت فيها السلطات العثمانية أول مركز حكومي، وجعلت فيها قائم مقاما وشرطة ودركاً، بالإضافة إلى الدوائر الحكومية الأخرى، وكان جميع رجال الأمن فيها من الأكراد، توفي جده في مدينة (السلط)، ودفن بالقرب من قلعتها، وأسرته منذ ذلك التاريخ تقيم في الأردن وتعرف باسم الكردي.
بدأ دراسته الابتدائية سنة1916 في عمان بمدرسة افتتحها العثمانيون أول مرة سنة 1915م وجعلوا التدريس فيها بالغة التركية، وفي سنة 1920 التحق بمدرسة إنجليزية في مدينة القدس تدعى مدرسة المطران (جوبت)، وتشتهر بمدرسة صهيون، لوقوعها على جبل صهيون. وفي هذه المدرسة أكمل الصف الثاني الإعدادي، ثم التحق بمدرسة روضة المعارف الوطنية في القدس أيضا، وأتم فيها تحصيله الثانوي.
في هذه الفترة حدث أن قال له أستاذه الأرناووطي: أنت كردي ولست عربي؟، وعليك الاهتمام بهويتك؟!!. ثم طاف به في مدينة القدس القديمة، وقال له: إن ما شاهده من آثار ما هو إلا من صنع أجدادك الأكراد الأيوبيين، ومنذ تلك اللحظة نمى عنده الشعور القومي، ودفعه هذا الشعور الى الاهتمام بدراسة التاريخ والتراث الكردي وظهر ذلك جليا في كتاباته.
وفي نهاية عام1924 التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، وتخرج منها في 22 حزيران/ يونيو 1928 بدرجة بكالوريوس علوم في السياسية والاقتصاد، وكان بذلك (أول أردني جامعي).
وفي عام 1929م عين أستاذا للغة الإنجليزية في ثانوية عمان الحكومية، وبعد خمسة أعوام عين سكرتيراً للمجلس التشريعي الأردني. وفي عام 1938 نقل مديراً لثانوية الكرك، وفي عام 1940 نقل مديرا لثانوية عمان، ثم نقل الى ثانوية السلط في سنة 1948، ثم مديراً لثانوية اربد، ولم يطل بقاؤه فيها غير شهرين،إذ جرى تعينه سكرتيراً أولا في وزارة الخارجية، ونقل فورا إلى مدينة (جدة) بالسعودية، وأصبح قائماً بالأعمال للمفوضية الأردنية فيها، وكان ذلك سنة 1949 عندما شرعت الحكومة بعد أن نالت استقلالها سنة 1948 بافتتاح قنصليات ومفوضيات لها سنة 1948، وتنقّل في السفارات الأردنية في مدن أنقرة ودمشق، وطالت خدمته في هذا السلك نحو خمس عشرة سنة، ثم تقاعد عن رتبة وزير مفوض سنة 1963، خدمها في السعودية واليمن وتركيا وسورية.
وكتب خلال عمله بالوظيفة والسلك الدبلوماسي كتابا بعنوان من عمان إلى العمادية أو جولة في كردستان الجنوبية طبع في القاهرة سنة 1939م، ثم طبع كتيباً عن التعليمات القنصلية الأردنية كان لفترة طويلة المرجع الوحيد لموظفي السلك القنصلي في المفوضيات والسفارات الأردنية، وبعد تقاعده تفرغ لمهنة التأليف والترجمة، وقدم للمكتبة الكردية مؤلفات غدت مرجعا أساسيا لكل من يبحث عن تاريخ الكرد ولغته الى فترة مديدة.
وقد طبع من مؤلفاته كتاب: من عمّان إلى العمادية، أو جولة في كردستان الجنوبية طبع لأول مرة في القاهرة، عن مطبعة السعادة،1358ه/1939م.
كما وضع معجما لغويا كرديا – عربيا بعنوان القاموس الكردي الحديث: كردي = عربي، نشر في عمّان: شركة الشرق الأوسط للطباعة 1405 ه/1985م، ضمنه 25 ألف كلمة كردية وما يقابلها من المعاني في اللغة العربية، وحسب من المعاجم الشهيرة التي نالت اهتمام وإعجاب الأكراد في الخارج.
يضم هذا الكتاب تفاصيل رحلة قام بها الكاتب في كردستان الجنوبية (كردستان العراق) سنة 1931، بعد إنهائه دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت، رغبة منه في التعرف عن قرب على الشعب الكردي، وإعطاء فكرة صحيحة عنهم، وقد دون فيه مشاهداته خلال رحلته من عمان إلى دمشق، ثم بغداد والسليمانية وأربيل وزاخو وغيرها من مناطق كردستان، كما أضاف إليها فصولا من تاريخ المنطقة وجغرافيتها وسكانها، وخصص الأجزاء الأخيرة من الكتاب للحديث عن كردستان الشرقية بين إيران وتركيا التي لم يتمكن من زيارتها.