لقد بادرت القوى الوطنية من أبناء المكون الفيلي مُتمثلة بجبهتنا وجمعية الكورد الفيليين التي كانت السباقة في الوقوف صفاً واحداً مع الدولة وإثبات المواقف النبيلة المُشرفة وتلبية نداء المرجعية الدينية العليا الرشيدة وفتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها الإمام علي السيستاني ( دام ظله الشريف ) وتنفيذ بيان الحكومة العراقية بشأن إعلان حالة التأهب القصوى والضرورة وحماية الأمن الوطني والدفاع عن سلامة عراقنا العزيز والذود عن أرضه ومُقدساته والتضحية بكل ما هو غالي ونفيس والمشاركة الفعالة في ساحات القتال لمحاربة ودحر أعتى هجمة شرسة في التأريخ المعاصر والمُتمثلة بعصابات داعش الإرهابية وعناصر القاعدة التكفيرية ومن خلفها القوى الظلامية ( إقليمية ، ودولية ، ومخابراتية ، وإرادات سياسية متأمرة ) ... وبادرنا بكل همة وفعالية وعلى الرغم من ضيق الوقت وقلة الإمكانيات وبسواعد الأخيار والشرفاء إلى عقد مؤتمر إسناد الدولة والقانون والقوات الأمنية في بغداد بتأريخ 16-06-2014 وبحضور عدد من مسؤولي الدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية والأحزاب والكيانات السياسية والوجهاء والأعيان والشيوخ ومُنظمات المُجتمع المدني وحقوق الإنسان وجمع غفير من المواطنين والعشائر المُتضامنة ، وألقيت خلال هذا المؤتمر الجماهيري الحاشد ... الفعاليات والقصائد الحماسية والأناشيد الوطنية والجهادية والإستعراض بالأسلحة والبزات العسكرية من أجل حثت أبناء القوات المُسلحة على الثبات والصبر والصمود بوجه العدو الإرهابي بإعتبارها معركة مصيرية لا تراجع عنها ، وإنبثق من المؤتمر إعلان تأسيس لواء الكورد الفيليين وفتح باب التطوع إلى صفوف قوات الحشد الشعبي المظفرة ، وقد تناقلت وسائل الإعلام هذا الحدث بإهتمام واسع قل نظيره ، فلقد بلغ عدد المتطوعين (1000) ألف متطوع فيلي كوجبة أولى ثم توالت الأعداد بالتزايد المُضطرد وحماسة مُنقطعة النظير إلى أن وصل إلى أكثر من (5000) خمسة آلاف متطوع حالياً ويجري توزيعهم تباعاً على جبهات القتال وقواطع العمليات العسكرية ، وما رافقتها من التعبئة الشعبية والسياسية التي شحنت همم المُتطوعين وضاعفت من إصرارهم وتحديهم وحماسهم لقتال الدواعش ونيل الشهادة في سبيل الله والوطن والدين والعرض والشرف وتحرير المناطق من دنس هذا الإحتلال البغيض الغاشم في بغداد والمحافظات العراقية ، فلقد عكست هذه المحنة الشعور العالي بالمسؤولية الوطنية من قبل جميع شرائح ومكونات الشعب العراقي الذي جمعته الوحدة والألفة والتأزر والتلاحم ، ونتشرف بكل فخر وإعتزاز بأننا تحت رايات وألوية الحشد الشعبي وأبنائها الغيارى الميامين ، وهذا يقتضي الرد بحسم وقوة على جميع الشائعات المشبوهة والأكاذيب المسمومة والإفتراءات المُغرضة التي يروجها الإعلام المؤيد لـ « داعش » والقوى المُتحالفة معه ، ومنها الإستهداف الذي يتعرض له اللواء المُشكل من قبلنا كمدخل للتشكيك بولاء المكون الفيلي إلى العراق وإنتمائه الوطني الأصيل والذي يعد خط أحمر لا يجوز تجاوزه بأي حال من الأحوال ، ونحن في وقت يتطلب من الجميع تظافر الجهود والتكاتف لدرء الخطر الداهم بعراقنا الحبيب ... نحذر من إتباع هذا الأسلوب الذي يعكس عن أحقاد دفينة ومُتجذرة ومُوروثة عن نظام القمع والإرهاب الصدامي الكافر ووصل إلى درجة طرح بعض الجهات بنفس عنصري بغيض إلى حذف عبارة « الكورد الفيليين » من إسم اللواء وبحجة إنها تخلق حالة من التحسس والتمايز ، أو إن البعض يعتبرها من باب المنافسة ويتعارض مع أجندته السياسية والحزبية في محاولة يأئسة لتطمس ومحو النضالات النبيلة والمُشرفة التي قدمها المكون الفيلي طيلة الحقب الدكتاتورية المظلمة ومشاركته الفعالة في تفجير الثورات والإنتفاضات الشعبية العارمة ، في حين إن المكونات التركمانية والمسيحية والإيزيدية والشبكية قد شكلت قواتها المُتطوعة ضمن الحشد الشعبي البطلة ولم يتعرض على مسمياتها أحد !!! فلماذا هذا التنكر الدائم والتجاهل المُتعمد لإستحقاقات ومُبادرات الكورد الفيليين المُخلصة والنيل منها !!! ونؤكد بإن إسمنا منصوص عليه في ديباجة الدستور العراقي بصفته إحدى المكونات الأساسية شاءوا أم أبوا ، وهذا لم يأتي مُطلقاً من فراغ أو هبة أو منحة من أحد ، بل أنه واقع حال فرض نفسه بقوة التضحيات الجسامة وبحور وأنهار من الدماء الطاهرة الذكية التي قدمها الفيليين قرباناً وفداءً في سبيل العراق الديمقراطي الإتحادي التعددي .
وبناءً على ما تقدم لن ولن نسمح مُطلقاً بأي إنتقاص أو إهانة أو إزدراء أو إساءة أو تمييز ومن أية جهة كانت بحق مكوننا الفيلي المظلوم ولازال الظلم مُستمراً عليه منذ قيام الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي ولحد الآن ... وندين ونستنكر ونشجب بقوة وحزم وثبات وإصرار كل الأفعال والتصرفات البغيضة المُتكررة والأعمال العنصرية والتصريحات اللامسؤولة التي تصب في هذا الجانب وتشجع عليه بقصد وسوء نية ... ونطالب الرئاسات الثلاث والسلطة القضائية وجميع القوى السياسية والحزبية والبرلمانية الوطنية بالرد الصارم والحاسم ووضع حد نهائي لهذه الأفعال والتصرفات والفتن والأحقاد والضغائن ومعاقبة مروجيها بقوة الدستور والقانون والقضاء والنظام العام ... وخاصةً أننا على شفير حافة هاوية تهدد بتمزيق الوحدة الوطنية والنسيج الإجتماعي والعملية السياسية والأخطار المحدقة التي تستوجب وأدها في مهدها .
أخوكم / ماهر الفيلي
المُشرف على لواء الكورد الفيليين
الأمين العام للجبهة الوطنية العليا للكورد الفيليين