بهزاد بامرني
١٥-١٢-٢٠١٥
::::::::::::::::::::
هذا نصف الحقيقة ….. فما هو النصف الاخر ؟!!....
……………………………………………
امريكا تدعم الارهاب منذ نشوب اظفار ابن لادن على راس حركة طالبان والقاعدة في افغانستان في النصف الثاني من القرن الماضي والى يومنا هذا، حيث نعيش اليوم مسرحية البديل داعش بامارة البغدادي، هذا مما لا شك فيه.
روسيا تحارب الارهاب، بدليل سعيها بحسب الظاهر تجفيف منابع داعش المالية، وفضحها لسماسرته على مستوى قادة بعض الدول، وهذا ايضا لا شك فيه.
اي ان الصراع الروسي الامريكي قائم على قدم وساق، لكنه لا زال عند مرحلة لعب كل منهما في ما بات يعرف بالحديقة الخلفية للطرف الاخر، دون المساس بخيوط الاستراتيجية وتهديد الوجود.
هذا هو النصف الاول من الحقيقة، والذي لا يكاد يختلف عليه اثنان.
فما هو النصف الاخر يا ترى ؟!!....
هل هو احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر، كنتيجة حتمية للصراع القائم اعلاه، كما يتوقع البعض !!.....
باعتقادي، ان هذا الاحتمال لا نصيب له على ارض الواقع، فالحرب خسارة محضة للطرفين، لا ربح فيها كما لا يخفى.
فاما قتيل، واما تائه تعيس بين اشلاء الضحايا وركام الانقاض.
خصوصا، لو اخذنا بنظر الاعتبار هذا التطور التقني الهائل للبشرية في مختلف المجالات، ومنها الالة العسكرة المدمرة، حتى شاع الاحساس بامتلاك الانسان لقنبلة يوم القيامة.
وذلك كناية عن تلك الاسلحة الفتاكة غير التقليدية، والتي قد تزيل مدينة كبيرة، وربما دولة باكملها بمجرد الضغط على احد الازرار في غرفة القيادة، ليتخذ الطرف الاخر نفس الاجراء، وتنتهي الحكاية.
بل ماسي وويلات الحرب العالمية الثانية، وما خلفته من خراب ودمار، وضحايا تجاوزت بحسب بعض الاحصاءات رقم ( ٦٠ ) مليون قتيل.
لا زالت شاخصة، عالقة في الاذهان بفضل وسائل الاعلام المرئية منها والمطبوعة.
فهل من المعقول ان يقف العالم مكتوف الايدي، وهو لا يزال يعيش التجربة المريرة للحربين العالميتين السابقتين لحظة بلحظة.
ليتم حينئذ :
استبدال الموسيقى واللحن الجميل بضجيج طبول الحرب.
استبدال هذا الهدوء والاستقرار النسبي في الحياة اليومية، بدوي القنابل والصواريخ، وازيز الطائرات وصخب الدبابات المزمجرة.
استبدال صالات العلوم والفنون و … بمعسكرات التدريب، وربما زنزانات الاسر والتعذيب.
استبدال مصانع اخر متطلبات الحياة العصرية، بمصانع البارود والالة العسكرية.
و …..
يقول البرت اينشتاين :
( انا لا اعرف ما هي الاسلحة التي سوف تكون في الحرب العالمية الثالثة، ولكن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصي والحجارة ).
وذلك كناية عن ان السلاح الذي بحوزتنا اليوم، بامكانه حال استعماله، ارجاع البشرية الى فترة العصور المظلمة.
فهل من مستفيد والحالة هذه يا ترى ؟!!....
ومن هنا، لم يبق امامنا سوى احتمال قرار المناصفة.
ولكن ليس على الطريقة الكلاسيكية السابقة، حين كانت توزع المستعمرات بثرواتها وشعوبها بين اطراف كل من المعسكرين الشرقي والغربي.
بل سيقع الترشيح حينئذ، على تلك البلدان الاكثر فقرا وجهلا من بين دول العالم الثالث.
تلك التي اثخنتها جراح الخلافات الداخلية، الصراعات العرقية والطائفية، المؤامرات الاقليمية والدولية و …. لتصبح بمثابة :
المصدر لتزويد الدول المتطورة بالطاقة اللازمة من النفط و …..
مختبرا عمليا لاجراء التجارب، وبالذات العسكرية.
واخيرا مقبرة جاهزة لدفن النفايات النووية.
فهل حقا، هذا هو قدرنا في هذه الحياة ؟!!....
اما ان نباد في حرب شعواء همجية.
او ان نكون عرضة للاشعاعات النووية.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بهزاد بامرني
١٥-١٢-٢٠١٥