بسم الله الرحمن الرحيم
عاش اقليم كوردستان في تجربة مليئة بالمآسي والمشاكل مع الحكومات العراقية لمدة مئة عام ، وفي هذه الأعوام المئة التي مرت لم نلحظ اي تنفيذ حقيقي لمبدأ الشراكة وتعرض شعب كوردستان لحملات الأنفال والقصف بالأسلحة الكيمياوية . ومن أجل تحقيق السلام الكامل والابتعاد عن الحروب والمشاكل قرر شعب كوردستان اجراء عملية الاستفتاء ليقرر عن طريقها مصيره نحو الاستقلال.
أن هذا القرار الذي اتخذه شعب كوردستان وخطوته نحو الاستقلال ليست إلا حقا طبيعيا وعادلا لهذا الشعب ولا يتنافى مع أي من المبادئ السماوية والإنسانية. كما لايعني ممارسة هذا الحق معاداة لأي مكون قومي وديني من مكونات الشعب العراقي حيث سيبني أساسا قويا لعلاقات تاريخية جديدة بين شعب كوردستان والشعب العراقي ويضع حدا لمن يريد زرع الفتنة وتاجيج الخلافات بين الشعبين .
إن اي تصريح أو تصرف نستطيع أن نتلمس منه معاداة للاخوة والتعايش السلمي لا يمت باية صلة للقيم العليا لشعبنا ولا علاقة له بالسياسة العامة للإقليم وهو بعيد جدا عن ثقافة التعايش السلمي والتسامح لشعب كوردستان.
اليوم وإذ يخطو شعبنا نحو الاستقلال نؤكد للجميع أننا لا يمكن أن نخلط بين التصرفات الاجرامية واللا انسانية للأنظمة العراقية السابقة ضد شعب كوردستان وروح الاخوة بين شعب كوردستان والشعب العراقي. ولن تؤثر عملية الاستفتاء وبأي شكل كان على استمرار روح الصداقه والأخوة بين شعب كوردستان والشعب العراقي بل ستعمل على تعميق في هذه العلاقة حيث نعلم جيدا أن الشعوب العراقية كانت دوما ضحية للتصرفات الاجرامية للحكومات الدكتاتورية وكنا دوما في خندق واحد وجبهة واحدة ضد الجور والاستبداد.
نطلب من مواطنينا الاحبة في كوردستان مراعاة القيم العليا لشعبنا وثقافة الأخوة والتعايش السلمي التاريخي بين المكونات القومية والدينية اثناء تعبيرهم عن ارادتهم ومطالبتهم بحقوقهم العادلة.
ونطلب من اخواتنا واخوتنا العراقيين أن يعلموا ويتفهموا جيدا أن شعب كوردستان لم يكن أبدا سببا في زعزعة وحدة العراق والشراكة والعيش المشترك بل أن الأنظمة المستبدة والحكومات العراقية ساهمت في زرع سياسة الإنكار والتي كانت سببا أساسيا في تخريب مبدأ الوحدة والتعايش والشراكة.
#مسعود بارزاني#
10-09-2017