الحملة العسكرية التركية الشرسة على منطقة عفرين – شمال سوريا، بمشاركة فصائل جهادية تكفيرية، وباستخدام الطيران الحربي والأسلحة الثقيلة، تتجاوز يومها العشرون، دون أن تحقق ما رسمت له، حيث لم تقدر على احتلال مواقع استراتيجية ثابتة والتقدم في العمق، أو تشلّ قدرات القوات المدافعة عن عفرين وتكسر معنوياتها، أو تخلق حالة من الفوضى والفلتان بين الأهالي، بل أن الحملة تُراوح مكانها، وتكبدت بخسائر عسكرية كبيرة في العتاد والعناصر، إضافةً إلى الأسرى.
تُعد هذه الحملة منافيةً للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، ووشائج الجيرة والأخلاق أيضاً، حيث ترتكب القوات المهاجمة جرائم ضد الإنسانية، من قتل للمدنيين وتهجيرهم، وإهانة وتعذيب الأسرى، وتمثيل بجثث مقاتلي عفرين، أمثال (بارين كوباني، أحمد محمد حنان)، في ظل تغطية إعلامية فاقدة للمصداقية، وبخطاب شعبوي ديني ملفق. كما أن الجيش التركي يستخدم تلك المراكز التي شيدتها في محافظة إدلب باسم (مراكز مراقبة خفض التصعيد) للهجوم على عفرين، وتساعدها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، وتُجند تركيا الآلاف من عناصر تنظيم داعش الهاربين إليها.
استهدفت الحملة عشرات القرى والبلدات في نواحي (شيروا، شرّا، بلبل، راجو، معبطلي، شيه، جنديرس) ومركز مدينة عفرين بقصف الطيران وقذائف الأسلحة الثقيلة، أدى إلى تهدم أو تضرر مئات المنازل والممتلكات وبعض المقابر والمدارس والجوامع والمنشآت، إضافةً إلى نفوق مئات الرؤوس من الثروة الحيوانية، وتضرر البيئة أيضاً.
تم قصف حرم سد ميدانكي الذي يغذي مدينة عفرين بمياه الشرب ويروي سهولها في فصل الصيف، عدة مرات، حيث ألحقت أضرار بالغة بصالات الرحبة المخصصة لإصلاح محركات وآليات خدمة السد ومحطة التزويد بالمحروقات ومستودعات القطع التبديلية، وتكسر زجاج نوافذ البرج، إضافةً إلى إصابة محطة تصفية وضخ مياه الشرب بأضرار جزئية.
نتيجة القصف التركي المتعمد تضررت مواقع أثرية تاريخية (عيندارا، هوري، تقلكه، سمعان، براد)، فأزيلت عنها معالم قيمة.
الحرب على عفرين أدت إلى حركة نزوح داخلية كبيرة، حيث تكتظ مدينة عفرين بالنازحين، وتعطلت بعض مجالات الحياة، أبرزها قطاع التربية والتعليم، كما أدت إلى استشهاد /148/ مدنياً، بينهم /26/ طفلاً، و /386/ جريحاً، لغاية 7/2/2018، حسب إحصاءات المجلس الصحي، حيث وقعت ثلاث مجازر في المدجنة – جلبر ومعبطلي وموقع كوبله - شيروا.
قام عناصر وأفراد الحملة التركية بتمشيط القرى القليلة التي استولت عليها والعبث فيها وتخريبها، إضافةً إلى سرقة ممتلكات وآليات وخطف مدنيين أو قتلهم.
عمدت السلطات التركية على قطع خدمات شبكات الأنترنت التي كانت تغذي منطقة عفرين، كما تعطلت مولدات وشبكات الطاقة الكهربائية في العديد من المواقع والقرى بسبب القصف.
تظاهرة كبرى شهدتها مدينة عفرين، في 4 شباط الجاري، عبَّرت من خلالها الأهالي عن رفضها وتنديدها للعدوان التركي على منطقتهم، مناشدين المجتمع الدولي والقوى الكبرى لتحمل مسؤولياتها ولتعمل على إيقاف العدوان الهمجي عليهم، كما ناشدتها سبعة أحزاب سياسية للضغط على حكومة أنقرة ودعت المنظمات الإنسانية والحقوقية لمساعدة المحتاجين، حيث أن نسبة المساعدات لازالت متدنية جداً، في ظل استمرار واشتداد المعارك.
كان لكرنفال قافلة آلاف المتضامنين، انطلاقاً من شنكال وديريك، مروراً بالجزيرة وكوباني ومنبج، وصولاً إلى عفرين وجنديرس، يوم 6 شباط الجاري، معانيه العميقة، من وفاء وإخلاص وفداء، دعماً للمقاومة والدفاع.
اللجان والمجالس المحلية إضافةً إلى فعاليات سياسية ومجتمعية تقوم بدورها في تدبير أمور السكان والنازحين، ودرءً للمخاطر يستخدم الأهالي الكهوف والأقبية والملاجئ لحماية أنفسهم، حيث هناك حالة من الانسجام والتضامن المجتمعي، في وقتٍ تنال فيه قضية عفرين تضامناً كردياً وعالمياً واسعاً، مع تغطية إعلامية كبيرة، حيث تتبلور تباعاً مواقف دولية مميزة، ترافقاً مع الدفاع المستميت الذي تبديه وحدات حماية الشعب والمرأة YPG-YPJ وبمساندة قوات سوريا الديمقراطية والبطولات التي تسجلها في وجه الفاشية التركية الممزوجة بشعارات إسلاموية فجة.
المكتب الإعلامي – عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
#08-02-2018#