ضربات جوية... تحوّل جديد في الحرب علی عفرين
بعد أيامٍ معدودة من توقف الطيران الحربي التركي عن التحليق في سماء منطقة عفرين – شمال سوريا، عزاه معظم المحليين والمراقبين إلی قرارٍ روسي، استأنف سلاح الجو نشاطه بكثافة منذ /24/ ساعة، حيث قصف بشدة إلی جانب نيران الأسلحة الثقيلة محاور الاشتباكات علی الشريط الحدودي وفي الجهة الجنوبية أيضاً، وكذلك قری وبلدات في الداخل، إضافةً إلی مدينة عفرين، حيث أن أكثرية الأهداف لم تكن نقاط عسكرية. أدی ذلك إلی تهدم أو تضرر الكثير من المنازل والممتلكات ومحطة مياه قرية كيلا، وإصابة عائلة نازحة سابقاً من إدلب إلی قرية ديربلوط (ديبه درمش وزوجها وطفليها محمود ومصطفی) بجروح متفاوتة، وإصابة ثلاثة مواطنين في قرية بركاشي، وإصابة مواطن في قرية بياكا، واستشهاد المواطنين (عبد القادر محمد 70 عاماً، أمينة شاهين 50 عاماً) في حي الأشرفية ونفوق مئات المواشي والدواجن في المسلخ بمدينة عفرين، زد علی ذلك حالات الاغماء والاصابة بأمراض مختلفة والذعر في نفوس الأطفال من هدير الطائرات وأصوات القذائف الشديدة.
إذاً بعد عشرون يومٍ من عدوان تركيا وفصائل جهادية تكفيرية مرتبطة بها علی عفرين، ونتيجة تضعضع الحملة في مواقعها ضمن نطاق ضيق، بل وتراجعها في بعض الأماكن، ووقوع خسائر نوعية في صفوفها وانفضاح الخطاب التركي الديماغوجي المنفلت، شهد مسار الحرب تحولاً جديداً بتكثيف الضربات الجوية والقصف من الدبابات والمدفعيات الثقيلة، في محاولة لشل قدرات القوات المدافعة عن عفرين وإجبارها للتخلي عن مواقعها الحصينة، وكذلك ترويع الأهالي ودفعهم للنزوح إلی الخارج وبالتالي فرط الحاضنة الشعبية، إلا أن هذه الأهداف لا تتحقق بسبب تكاتف الأهالي واتخاذهم لتدابير حماية وعيش عديدة وتقاسمهم لمعنويات عالية مع أبنائهم المقاتلين الذين يخوضون المعارك ببسالة وبطريقتهم الخاصة في مواقع محصنة وتضاريس جبلية وعرة.
الجديد اڵاخر هو اندلاع اشتباكات في المحور الجنوبي (مسار قرية جلمة إلی تل سلور وديربلوط) المحاذي للحدود الإدارية الشمالية لمحافظة إدلب، حيث ساندت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) القوات التركية المتواجدة في ما تسمی ب (مراكز خفض التصعيد) بالهجوم والقصف.
اشتباكات ساخنة جنوباً وشرقاً، وفي (غرب جنديرس، قرية حج بليل، موقع كفري كر، قرية علبيسك، ناحية بلبل)، فلا تتوانی حكومة أنقرة في اتباع كافة السبل اللامشروعة في تحقيق أهداف حربها علی عفرين، من إضفاء مسحةٍ دينية وشعارات قومجية وتضليل إعلامي، مع تجنيد عناصر فصائل إرهابية (النصرة وداعش وغيرها) واستخدام أسلحةٍ فتاكة، مستهدفةً مدنيين عزل ومنازلهم وبنی تحتية ومواقع أثرية ومدارس وجوامع، إضافةً إلی انتهاكات ضد الإنسانية، من خطف وسرقة وتخريب وتمثيل بالجثث.
عفرين #09-02-2018#
المكتب الإعلامي – عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)