بيان من أحزاب إقليم عفرين إلی الرأي العام
لا يخفی علی أحد أن سوريا أصبحت ساحة للصراع الدولي والإقليمي، وذلك لبسط النفوذ وتقاسم المصالح، مما يجعل المشهد السوري معقداً لكثرة اللاعبين، ويبدو أن هذه القوی لا تعير اهتماماً بمعاناة السوريين، بل ما هو أبشع من ذلك لجأت هذه الدول إلی عقد صفقات قذرة علی حساب الشعب السوري والدماء السورية.
ولعل أبشع تلك الصفقات هو ما يحدث في عفرين اڵان، حيث تم إعطاء الضوء الأخضر لتركيا لتبدأ هجومها علی الشعب في عفرين، في مسعی واضح منها لإجراء تغيير ديمغرافي شامل في المنطقة بتهجير أهلها وتوطين آخرين عوضاً عنهم، وقد صرحت الحكومة التركية أكثر من مرة عن نيتها في ذلك، مقابل الدور التركي في تسليم وإخضاع مناطق سورية أخری كإدلب والغوطة لروسيا وحلفائها في سوريا.
وتم تجنيد اڵالاف من المرتزقة السوريين والمجاهدين الأجانب الذين انضموا إلی الفصائل المتطرفة بعد سقوط العاصمة المزعومة لداعش، بالإضافة إلی تجهيز اڵالاف من الجنود الأتراك وبغطاء جوي كثيف والمئات من المدافع واڵاليات الثقيلة.
ومنذ اليوم الأول تم ارتكاب العديد من المجازر بحق المدنيين، باستهداف المقاتلات والمدافع التركية لقری ومنازل المدنيين، ومن أبشع هذه المجازر مجزرة مدجنة جلبرة التي راح ضحيتها 18 شهيداً مدنياً، ومجزرة قرية كوبلي وراح ضحيتها 13 شهيداً مدنياً، ومجزرة معبطلي التي راح ضحيتها 7 شهداء مدنيين من عائلة واحدة، وغيرها من المجازر التي تتكرر كل يوم، وليس آخرها مجزرة قرية يلانقوز التي تم ارتكابها بعد تصويت مجلس الأمن علی قرار وقف إطلاق النار وراح ضحيتها 5 شهداء مدنيين.
إننا - أحزاب إقليم عفرين - في الوقت الذي ندين فيه وبشدة هذا الغزو التركي وبمساعدة الجهاديين والمتطرفين، نندد بالصمت الدولي تجاه هذا الاعتداء الهمجي من قبل الاحتلال التركي، ونطالب مجلس الأمن بالتحرك الفوري لوضع حد لجرائم تركيا ضد عفرين، التي تخطت استهداف المدنيين باستهداف الأماكن الأثرية والتاريخية (معبد عين دارة، والجسر الروماني) الأثريين واستهداف المصادر الحيوية كسد ميدانكي ومضخات المياه والبنی التحتية والمدراس، بالإضافة إلی تعذيب الأسری من المدنيين وإعدامهم بشكل ميداني، والتمثيل بجثث المقاتلين والمقاتلات، واستخدام الغازات السامة والمحرمة دولياً، واستهداف قوافل المساعدات الإنسانية وآخرها قافلة الصليب الأحمر اليوم 1 اذار 2018، لترقی هذه الجرائم التي ارتكبتها تركيا ومرتزقتها إلی جرائم حرب تستوجب إحالتها إلی محكمة العدل الدولية ومحاسبة المسؤولين الأتراك والفصائل المتطرفة عليها.
ورغم الاستعانة بآلة القتل المدمرة والفصائل الجهادية من مختلف بقاع الأرض، تسطر قوات سوريا الديمقراطية ملاحم المقاومة والصمود، مرَّ أربعون يوماً من المقاومة في وجه القوی الظلامية وبغطاء عسكري من ثاني أقوی دولة في حلف الناتو، وما تزال عفرين صامدة، وتم إلحاق الخسائر الفادحة بالمعتدين، فالمقاومة في عفرين تخطت العراك بين قوتين عسكريتين بل تحولت إلی مقاومة شعبية يشترك فيها كافة المواطنين في عفرين ضد قوی الاحتلال التركي والجهاديين، مما قلب موازين المعركة لصالح أبناء عفرين وقواتها المقاتلة.
معركة عفرين هي معركة كل السوريين وبالأخص الكرد، لأنها حرب إبادة ضد إحدی مكونات الشعب السوري التي شاركت في بناء سوريا وتحريرها، ونعتبر الصامتين علی هذا الاعتداء شريكاً في الدماء التي تراق في عفرين، وسنداً لقوات الاحتلال التركي.
علی كل الوطنيين السوريين والكرد الأحرار في كل أصقاع العالم بيان موقفهم والوقوف إلی جانب أخوتهم في عفرين، لصدّ الغزو التركي ومرتزقته عن تراب عفرين الطاهر، فالتاريخ يسجل أسماء الخونة والمشاركين في صفوف الجيش التركي والمرتزقة الراديكاليين، ولن يصفح الشعب عنهم أبداً، والتاريخ أيضاً يسجل صمت الأطراف السورية والكردية والإقليمية والدولية علی هذه الإبادة التي ترتكب بحق الكرد والإنسانية، ويسجل أيضاً المواقف المشرفة التي تناصر مقاومة عفرين وصمودها، وخاصة الوفود التي قدمت إلی عفرين من مختلف المدن السورية ومن شنكال الإيزيدية ليقولوا نعم لصمود عفرين ولا للاحتلال التركي ولا للتغيير الديمغرافي، ولم يثنهم استهداف قوافلهم من قبل جيش الاحتلال التركي وسقط منهم شهداء علی طريق عفرين، لتستمر القوافل بالتوافد إلی عفرين.
إننا- أحزاب إقليم عفرين- نكرر مناشدتنا للأطراف الدولية بالتدخل العاجل لوقف الهجمة التركية اللاأخلاقية وغير المشروعة علی عفرين، ومحاسبتهما علی المجازر التي تم ارتكابها، وندعو الدولة السورية إلی تحمل مسؤوليتها السيادية والوطنية تجاه عفرين السورية والتحرك بجدية للدفاع عنها، كما نؤكد وقوفنا إلی جانب قواتنا المدافعة عن أرضنا وشرفنا وكرامتنا، فقوات سوريا الديمقراطية تحولت اليوم إلی قوة وطنية شعبية اشترك فيها كل أبناء عفرين وبناتها للدفاع عن عفرين، ولا يمكن فصل هذه القوات عن الشعب لأن الشعب في عفرين هو قسد وقسد هي الشعب.
وفي نهاية البيان نستذكر شهداءنا الذين رووا أرض الزيتون بدمائهم، ونطلب الصبر والسلوان لعوائلهم، والخلود والسكينة لأرواحهم، والشفاء العاجل للجرحی، فمن تضحيات شهدائنا نستمد الإيمان بالنصر، وكلنا ثقة بأن عفرين منتصرة في وجه الفاشية والتطرف.
عفرين 1/3/2018
الأحزاب الموقعة علی البيان:
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)
التحالف الوطني الديمقراطي السوري
الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
الحزب الديمقراطي الكردي السوري
الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)
حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM)
مكتب العلاقات لمجلس سوريا الديمقراطية
#01-03-2018#