بعد أكثر من ستة وأربعون يوماً من العدوان التركي الغادر لشعبنا وأهلنا في الشمال السوري وتحديداً مدينة عفرين وريفها وبعد ازدياد وتيرة القصف الوحشي براً وجواً وسقوط عشرات الضحايا الأبرياء من المدنيين من أهالينا وفي ظل الحشود العسكرية الهائلة من آليات وقوات عسكرية مضافاً إليها اڵالاف من مقاتلي فصائل درع الفرات من السوريين الذين تحركهم وتشرف عليهم المخابرات التركية.
في خضم كل هذا التحشد العسكري المتزايد والقصف العنيف من اسراب الطائرات الحربية التركية مترافقاً مع اتساع جبهات القتال في مدينة عفرين وريفها علی مسافات مترامية الأطراف
أمام هذا الوضع الصعب جداً عسكرياً في ظل صمت مريب وغياب دولي كامل غير مبرر من كل دول العالم الحر الديمقراطي عما تفعله حكومة أردوغان التركية.
اضطررنا نحن الفصائل الثورية العاملة ضمن قوات سوريا الديمقراطية تحت مظلة التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب إلی اتخاذ قرارا ما كنا راغبين به، ولا تصورنا يوم أن نصل إليه بعد كل هذه التضحيات الجسيمة من مقاتلينا شهداء ومصابين الذين قدمناهم في معاركنا ضد تنظيم داعش الإرهابي علی مدی ثلاث سنوات متواصلة في أرجاء الجغرافية السورية في محافظات حلب والرقة ودير الزور والحسكة.
نعم نحن نأسف أن نتخذ اليوم قراراً أليماً يعتصر قلوبنا أسی ولوعة بأن ننقل مقاتلينا من مناطق شرقي الفرات في أرياف محافظة دير الزور المرابطين في مواجهة الدواعش الإرهابيين ونرسلهم إلی جبهات عفرين في مواجهة العدوان التركي الأثيم ما كان قرارانا اليوم لنتخذه لولا تخاذل المجتمع الدولي في لجم العدوان التركي والضغط الحقيقي علی حكومة أردوغان لإيقاف عبثه الجنوني داخل حدودنا السورية بحجة أمن تركيا القومي.
إننا نخاطب العالم أجمع وننبه كل حكومات العالم الحر أن ما تفعله حكومة أردوغان التركية في شمال غربي سوريا من عدوان بغيض أعاد الروح في جسد داعش الإرهابية في شرق سوريا بعد أن كادت تلفظ أنفاسها التي أجهز مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية الأشاوس الأبطال عليها.
كما قامت المخابرات التركية بتوجيه تنظيم القاعدة الإرهابي الممثل بجبهة النصرة في إدلب لكي تقوم جبهة النصرة الإرهابية بتصفية ما تبقی من فصائل الثورة السورية لكي تصبح محافظة إدلب وريف حلب الغربي مرتعاً ومستنقعاً لجبهة النصرة لكي يتم إعادة الروح الشيطانية للإرهاب في غرب سوريا، كما سيحدث ذلك الأمر في شرق سوريا علی يد داعش.
أيها السادة في كل أرجاء العالم نحن قوات سوريا الديمقراطية اللذين شهد لنا العالم بأسره بما فعلناه وأنجزناه في ثلاث سنوات وكان ذلك مثار إعجاب ودهشة كيف استطاعت قوات سوريا الديمقراطية خلال 3 سنوات تحطيم أسطورة داعش الإجرامية ذلك الأخطبوط المرعب وخصوصاً عندما انهينا دولتهم المزعومة عندما حررنا محافظة الرقة التي جعلوها عاصمة لهم ولكننا بعزمنا وتضحياتنا قضينا علی أوهامهم وأضغاث أحلامهم.
إننا اليوم نخاطب المجتمع الدولي ونقول له أننا نجد أنفسنا بين خياران أحلامها مر ولكن عدم تحرك المجتمع الدولي في وقف العدوان العسكري التركي علی مدينة عفرين وشعبها المسالم دفعنا لقرار سحب مقاتلينا من شرق سوريا في مواجهة إرهاب داعش إلی غرب سوريا في مواجهة إرهاب تركيا لأنها عفرين مطلع الشمس الحالمة بسوريا حرة ديمقراطية.
عفرين رمز التعايش بين مختلف القوميات والطوائف من كل السوريين
عفرين…اليوم تشهد مذبحة بسبب شهوة التوسع التركي بحجج واهية لا يقبلها عقل سليم.
فإننا اليوم اخترنا وبعد ستة وأربعون يوماً من العدوان علی عفرين الصمود أن نتوجه للدفاع عنها وبذل أرواحنا لحماية أهالينا من كل أطياف الشعب السوري وبعد عجز المجتمع الدولي عن مد يد العون لنا.
وفي نهاية المطاف نخاطب السوريين الذين جندتهم المخابرات التركية في الحرب علينا ونقول لهم نحن سوريين وغصن الزيتون رمز للسلام ورمز لنا، وليست غصن الزيتون الذي تخوض حرباً عبيثة.
لذلك أيها السوريون المشاركون في عدوان غصن الزيتون سوريا وطن لنا أجمع كلنا.
تعالوا لنوحد كلمتنا ونعمل معاً.
عار أن يقتل السوري أخاه السوري من أجل أجندة وأطماع دولة إقليمية مثل تركيا.
خزي وعار أن نرفع السلاح ضد بعضنا البعض لماذا تصبحون وقوداً لنيران الحرب التركية ضد شعبكم السوري … لماذا؟
لماذا يحدث ذلك بتوجيه دولة ظلت سبع سنوات يطلق قادتها التصريحات الجوفاء، ويرسمون الخطوط الحمراء.
أيها السوريون سيزول الباطل حتماً وتبقی سوريا وسيبقی السوريون المخلصون الشرفاء لذلك مازلنا نمد يداً للسلام كما نحمل باليد الأخری سلاحا لندفع عن نفسنا العدوان.
سوريا للسوريين … هدفناً بناء وطننا ودحر الإرهاب بكل أشكاله.
قوات سوريا الديمقراطية
الفصائل الثورية في إدلب وحلب:
جيش الثوار
لواء الشمال الديمقراطي
جبهة الأكراد
مجلس إدلب العسكري
#06-03-2018#