نبذة عن حياة الرفيق الراحل طيار بكي أبو زوراب 1958-2018
طيار بكي بن مصطفی من مواليد –قنطرة- كوباني مواليد 1958 من عائلة فلاحيه كسائر العائلات الكوردية التي تعمل في مجال الزراعة هاجر كغيرها من الأسر الكردية من مدينة (كوباني) إلی مدينة (سري كانية) للعمل في الزراعة وكان ذلك عام (1965) بعدها تزوج و أصبح أبا لتسعة أولاد أربعة بنات وخمس شباب.
التحق كغيره من الأطفال بالكتاتيب القرآنية في الجوامع ثم المدرسة إلا أن الظروف المعاشية وقفت أمام إكمال دراسته حيث لم يكمل الدراسة الإعدادية.
انتسب إلی حزب الديمقراطي الكردي في سوريا البارتي(1975)وكان ذلك في خضم النكسة التي أصابت ثورة البارزاني الخالد،وكانت الاعتقالات علی أشدها بالنسبة للحزب في سوريا بعد أن تم إقرار مشروع الحزام العربي في منطقة الجزيرة من قبل النظام الحاكم، حيث وقف الحزب بحزم أمام هذا المشروع كل ذلك كان يثير الحماسة في قلب أي شاب كردي وأبو زوراب كان أحد هذا الشباب المتحمس والمندفع، وبعد أن انضمامه إلی صفوف الحزب لمدة عامين وأكثر التحق بالخدمة الإلزامية وبعد تسريحه من الخدمة لأسباب صحية، عاد إلی سري كانية علی أمل اللقاء مع رفاق في الحزب الذين تركهم إلا أنه تفاجئ بحل المنظمة فيها، وعن طريق أحد الرفاق القدامی عاد إلی صفوف الحزب،وقد تم استجوابه لمرات عديدة من قبل أجهزة الأمن حيث كانت الاستجوابات عبارة عن كليشة جاهزة وهي الانتماء إلی(صفوف الحركة السياسية الكردية).
في عام 1994 اعتقل بتهمة الانتماء إلی الحزب الوحدة (يكيتي) حيث كان يعمل في بيروت وكانت نتيجة لمراقبة أو وشاية للأماكن التي كان يقصدها،وتم ضبط بعض المراسلات الحزبية معه التي كان يقوم بإرسالها إلی بعض الأصدقاء في أوربا، حيث تم اقتياده إلی شعبة الاستخبارات والاستطلاع العسكرية السورية في منطقة الحمرا ببيروت،ومن ثم إلی فرع رملة البيضا وكان مقرها في بناء بريفاج.
وقد تم التحقيق معه بشأن المراسلات والتي كانت عبارة عن (جريدة يكيتي،وبيان، وتقرير السياسي الشهري الصادرة عن حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية يكيتي) والتهمة التي وجهت له هي (تأسيس تنظيم معادي لسورية في لبنان،وكان التحقيق منصباً علی الأشخاص الذين كان يراسلهم وأين يسكنون وكيف يتم التواصل فيما بينهم).....
واعتقل لمدة عام ونصف العام في فرع فلسطين السيء الصيت من -27-9-1994 وأفرج عنه في – 7 - 3 - 1996 – خلال هذه الفترة الاعتقال تعرض لكل صنوف التعذيب الوحشي والهمجي وتم نقله لأربع مرات إلی مشفی حرستا العسكري لمعالجة ألامه وجراحه نتيجة ذاك التعذيب،وأثناء فترة التعذيب تم كسر معظم أسنانه تقريباً بالإضافة إلی التمزيق في غشاء الطبل في إذنه اليمنی ‘بالإضافة إلی كسر في عظمة الأنف.
ومن أثار التعذيب والاعتقال التي لازمته حتی وفاته هي التهابات حادة في القولون والمستقيم و ألام حادة في العمود الفقري نتيجة الضغط عليها، أما الحالة النفسية ورغم كل ذلك وبعد خروجه من الاعتقال عاد إلی العمل الحزبي والتنظيمي في صفوف حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا وأصبح عضو لجنة منطقية في هيئة تضم (الحسكة والدرباسية وراس العين وريفها) لمدة اربع أعوام وفيما بعد ناضل في صفوف اللجنة الفرعية لمدينة سري كانية ليعود وينال ثقة رفاقه لمرة أخری كعضو لجنة منطقية في المنظمة، ونتيجة لظروفه المعيشية ترك العمل التنظيمي منذ المؤتمر الخامس،وكان له بصمة في تهدئة الأوضاع في مدينة سري كانيه أثناء انتفاضة أذار 2004 حيث تعرض مع أخرين لهجوم من قبل بعض العشائر العربية التي كانت تحاول ان تثير نار الفتنة وقتها وتجر الحركة الكردية إلی صراع عربي – كُردي ولكن بقي طيار أبو زوراب قريباً من الحزب سياسيا واجتماعيا ومعنويا، ولكن اثناء تعرض الحزب لمؤامرة من قبل بعض ضعاف النفوس ومحاولتهم النيل من نضاله والاساءة إليه ومحاولة شق وحدة صفوفه، عاد إلی التنظيم عام 2015 مع عدد من الرفاق الذين تركوا الحزب في أوقات مختلفة ولأسباب مختلفة أيضاً وذلك في كردستان العراق الذي هاجر إليها مع عائلته،بعد تعرض مدينة سري كانيه لهجوم من قبل فصائل الجيش الحر وضرب المدينة من قبل طائرات النظام.
قال الرفيق طيار في مقابلاته الصحفية و عما بذله من تضحيات أنا كشخص أقدم اعتذاري للشعب الكردي، بأني لم أتمكن تقديم شيء له: كما قال الكاتب التركي ناظم حكمت : (تفاحة حمراء وهي قلبي) ربما قدمت الوقت والصحة والتضحية بمستقبل أولادي إلا أني لم أستطع أن أقدم له أغلی من ذلك...
ربما يستطيع أحداً غيري تقديم أكثر من ذلك
وعن امنياته و آماله قال : بصراحة لا أستطيع أن أطلب ما يجول في خاطري لأن تحقيق ذلك بعيد المنال،أتمنی بأن تتحقق هذه الأمنيات ومنها توحيد صف الحركة الكردية.
عانی الرفيق الراحل طيار بكي في العامين الأخيرين من حياته المرض واجری عدة عمليات جراحية لم يشف منها ليقوم بتسليم روحه إلی ربه مساء يوم السبت #09-06-2018# ويدفن في مقبرة سري كانيه من قبل رفاق دربه ومحبيه والشخصيات الوطنية والسياسية في المدينة تاركاً خلفه إرثاً نضالياً وذكری طيبة لكل رفاق دربه.
ويذكر بأن منظمات الحزب في كلاً من سري كانيه وهولير والحسكة قامت بتكريمه لأكثر من مرة تقديراً لنضالاته والتضحيات التي قدمها.