منذ أن تحركت جحافل الجيش التركي وفصائل سورية مسلحة تابعة له نحو أراضي منطقة عفرين، بدأت الاعتداءات علی الممتلكات الخاصة والعامة بشكل واسع، فكانت حقول أشجار الزيتون وغابات حراجية عرضة للاقتلاع والحرائق... دون اكتراث بمصادر أرزاق الناس ومكونات ومقومات البيئة والزراعة.
ومنذ سنتين، كانت السلطات التركية قد جرفت مساحات زراعية وحراجية واسعة، بعمق 200-500 متر وبمحاذاة الشريط الحدودي، لدی بنائها لجدار اسمنتي عازل، كما قامت آلياتها العسكرية بقلع مئات أشجار الزيتون في العديد من المواقع بعد احتلالها لعفرين، مثل جبل بلال وقرب قرية درويش – ناحية راجو وفي قری حمام ومروانية فوقاني وتحتاني و أشكان غربي-ناحية جنديرس وغيرها، لأجل تمركز قواتها وقوات الفصائل التابعة لها.
خلال أشهر مضت، بشكل متعمد وبسبب إطلاق عيارات نارية حارقة أحياناً، اندلعت حرائق عديدة في غابات وادي سارسين ووادي جرقا – راجو، وفي ما يقارب نصف غابات جبال هاوار (مواقع بافران، قلعة هاوار، ريشا عسيه)، وفي أحراش حي المحمودية بمدينة عفرين، وفي غابة جزيرة وسط بحيرة ميدانكي، وفي غابات قری رمضانا وتترا وحج حسنا وموقع قازقلي وشيخ محمد وجولاقا-ناحية جنديرس، إضافةً إلی تقطيع أشجار فيها، حيث ذكر مصدر زراعي أنه ما يقارب 10 ألاف هكتار من أصل 32 ألف هكتار من غابات الصنوبر الطبيعية والمزروعة في منطقة عفرين قد تعرض للحرق والتقطيع. وذكرت عدة مصادر أنه تم قطع شجرة سنديان كبيرة معروفة باسم شجرة معميه عباس علی أيدي مسلحين، والتي كانت بمثابة متنزه للعامة في منحدر أرموت علی طريق راجو-ميدان أكبس، وعمرها أكثر من 100 عام.
لدی البدء بشق وتعريض جزء من الطريق الواصل بين بوابة قرية حمام الحدودية ومركز جنديرس، تم جرف أراضٍ وقلع الكثير من أشجار الزيتون دون تعويض يذكر لأصحابها، وهناك تخوف من تعرض المزيد من الممتلكات للإزالة.
هذا ونشر مركز إدلب الإعلامي (ECM) مقطع فيديو يؤكد فيه أصحاب ورشة تقطيع وبيع الحطب ببلدة سراقب أن أشجار زيتون في عفرين تُقطع وتباع لهم.
علی أبواب فصل الشتاء، يعتري الأهالي والمدافعين عن البيئة والأشجار مخاوف جدية من إقدام الفصائل المسلحة علی اقتطاع الغابات وأشجار الزيتون علی نطاق واسع بغية بيع حطبها أو حرقها.
من جهةٍ أخری، تتعرض مواسم حقول زيتون للنهب والسرقة في العديد من القری، وعلی سبيل المثال في بلدة ميدانكي، وفي سهول قرية آفراز، دون أن تُمنع بشكل جدي من قبل الدوريات العسكرية، بل ويتم التساهل مع جموع المعتدين علی أرزاق الأهالي، بل ويُغض النظر عن أفعالهم، رغم صدور التعليمات والتعاميم من المجالس المحلية، والتي تفرض قيوداً علی جني محصول الزيتون، وهي تتضمن فرض نسبة 10% من المنتوج لصالحها، وربما تُحوَّل تلك النسبة أو معظمها لصالح الفصائل المسلحة إلی جانب أتاوات تفرضها هي علی الأهالي بمختلف أساليب الابتزاز والسلب، كما تنوي تلك المجالس وبالتعاون مع الفصائل المسلحة التصرف بأملاك الغائبين، حيث أصدر مجلس راجو كنموذج إعلاناً بتاريخ 10/10/2018 ينوي فيه ضمان حقول زيتون، وذكر مصدر موثوق أنه تم الاستيلاء علی ما يقارب /15/ ألف شجرة زيتون بين قرية عدما وميدان أكبس – ناحية راجو منذ أواخر الربيع.
هناك قلق عام من عدم التزام الفصائل المسلحة وغرباء قاطنين في المنطقة بالحد الأدنی من تعليمات المجالس والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
ومن جانب آخر، في ظل فلتان أمني مزمن، لا يجرأ أغلب أهالي منطقة عفرين الخروج من بيوتهم، درءاً لمخاطر الاعتداء أو الخطف والاهانة، وخاصة النساء والفتيات منهم، اللواتي كُنَّ يتمتعن بحريات واسعة في مجالات العمل والدراسة والتعاطي الاجتماعي.
وخلال الأسبوع المنصرم، تم اختطاف المواطن حسين بوظو 57 عام ولا يزال مصيره مجهولاً، واعتقال (نازلية كور علي و مصطفی قدو) من قرية ترنده، وتم الافراج عن المختطف (أ.ر) بعد دفع فدية ألفي دولار، والاستيلاء علی محل المواطن فوزي محمد في مدينة عفرين رغم وجوده، وكذلك اعتقل عدد من المحسوبين علی إدارات ومجالس الاحتلال دون معرفة الأسباب.
رغم كل الانتهاكات الواقعة، هناك قناعة تامة لدی أهالي عفرين بضرورة البقاء والتشبث بالأرض والحفاظ علی هوية منطقتهم مهما كانت الصعاب.
#13-10-2018#
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)