بكائيات غنائية، على أنغام ألحانٍ تراثية، بأصوات نساء ورجال من عفرين، تُنشر على صفحات التواصل الاجتماعي، وهي تُعبر عن ألمٍ عميق، وتتحدث عن جرائم تُرتكب بحق الكُرد، التي لها تاريخٌ طويل، وكذلك تُمجد بطولات أبنائهم البواسل وتُثمن تضحياتهم الجسام، ولا تخلوا من الأمل بالانعتاق ورد المظالم.
يوميات من الانتهاكات والجرائم تُسجل في نفوس أهالي عفرين، تغرز في أدق تفاصيل حياتهم، من إهانات ومضايقات ومحاربة لثقافتهم المدنية المنفتحة، التي تنبذ العنف وتُعزز أواصر العيش المشترك أينما كانوا، وعلى خطى نشر الكراهية ونعت الكُرد ب (الانفصاليين والكفار)، وبالتالي تبرير وتعميم اضطهادهم وقمعهم، تتواصل جهود تغيير أسماء المعالم والقرى، مثلما جرى في مدينة عفرين، من تغيير دوار كاوا إلى دوار غصن الزيتون و دوار نوروز إلى دوار صلاح الدين الأيوبي ودوار وطني إلى ساحة الرئيس رجب طيب أردوغان، وكذلك تغيير أسماء بعض القرى والبلدات، مثل كوتانا إلى ظافر أوباسي و قورنه إلى أوندر أوباسي و قسطل مقداد إلى سلجوق أوباسي، إضافةً إلى إزالة عبارات بالكردية من لوحات دلالة مقرّات ومؤسسات عامة، ورفع العلم التركي على مبانٍ ومآذن جوامع ومزارات ومدارس وفي ساحات ومواقع لها رمزيتها التاريخية والثقافية، وعلى مقرّات إدارية وعسكرية، مثلما يُرفع العلم التركي في مناطق ما تسمى ب (درع الفرات)، لتُعبر بوضوح عن مطامح تركية – عثمانية – جديدة في سوريا عموماً.
يُذكر أن قرية قسطل مقداد تقع على بعد حوالي /40/كم شمال مدينة عفرين، وكانت تعج بالنشاط التجاري والصناعي والزراعي، وتعرضت للكثير من الدمار أثناء العدوان على المنطقة، خاصةً شارعها الرئيسي، حيث قامت جرافات الاحتلال بإزالة محلات ومنازل مهدمة جزيئاً، بهدف إزالة معالمها والاستيلاء على أرضها.
لا يغيب عن الذاكرة تلك العبارة التي كتبها بالتركية جندي تركي على جدار مبنى في مركز ناحية راجو لدى احتلالها، وهي تقول: لا أعرف من حرق روما، أما راجو فنحن أحرقناها، وهو الجندي الذي يعتلي سطح المبنى رافعاً العلم التركي.
كما انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي صورة لمجموعة من أشخاص بينهم ضابط شرطة-أمام مقرَ شرطة جنديرس-وهم يرفعون بأياديهم شارة الذئاب الرمادية، وكان بعض طلاب مدارس قد رسموها أيضاً في صور سابقة وتم وضع العلم التركي على صدور البعض منهم في صور أخرى، في إشارة واضحة إلى تمجيد الفكر القومي التركي المتعصب والعمل على نشره، وفي استفزاز مريب لشعوب المنطقة.
بالعودة إلى موسم الزيتون، لا يزال الحصار مفروضاً على نقل وعمليات بيع وشراء الزيت، حيث امتلأت المعاصر بكميات كبيرة منه، وسعر البيع متدنٍ /10-15/ألف ليرة سورية، في وقتٍ فيه مدينة حلب وغيرها بحاجة لكميات كبيرة وسعر تنكة الزيت /16كغ/ فيها يصل إلى /27/ ألف ليرة سورية، إذ أن الجانب التركي يستغل الوضع الذي أحدثه، في شراء الزيت بأدنى الأسعار. كما أن عمليات السرقة والنهب مستمرة، فقد تم قطاف وسرقة أكثر من /1500/ شجرة لمواطنين من قرية تللف، إضافةً إلى فرض أتاوات على محاصيل الغائبين منها تصل إلى /50%/ من الإنتاج، وكذلك إجبار أخوين غائبين من قرية مسكه على دفع /600/ دولار للسماح بجني محصوليهما، وأيضاً قطاف وسرقة ثمار أكثر من /1000/ شجرة في سهول قرية عمارا عائدة للأشقاء (مصطفى و عابدين و رشيد إبراهيم) من بلدة بعدينا، ومصادرة أكثر من /25/ تنكة زيت للمواطن شعبان شعبان من نفس البلدة. كما تعاني المعاصر من الازدحام والفوضى بسبب تدخل المسلحين، وكذلك نفاذ التنك الفارغ لدى بعضها.
كما علمنا أن مسلحون قاموا بقطع أكثر من /100/ شجرة زيتون لأجل التحطيب، وهي عائدة للمواطن حمو يوسف والمرحوم عبد الرحمن حنان من قرية قژوما، وكذلك قلع حوالي /300/ شجرة زيتون في قرية كفرجنة لعائلة الراحل آرو، بحجة إقامة قاعدة عسكرية. وفي قرى (مروانية، آنقلة، سنارة، هيكجة) يُطلب من كل مواطن يود حراثة حقله /250/ ليرة سورية عن كل شجرة.
ومن جهةٍ أخرى أقدم مسلحون، بتاريخ 24/11/2018، على سرقة محتويات مستودعات تبريد فاكهة بالكامل، وفي وضح النهار، عائدة للمواطن زكريا رفعت أوسو من قرية برج عبدالو.
وتمت سرقة مجموعتي توليد كهربائية من مبنى قرب مفرق قرية كوكان، إحداها كانت مخصصة لبئر مياه الشرب الذي كان يغذي القرى المجاورة، والأخرى كانت مخصصة لتزويد مركز معبطلي بالكهرباء.
وتمت مهاجمة محل صيرفة وسط مدينة عفرين- قرب دوار نوروز، والسطو على أموال نقدية كبيرة، وإصابة صاحب المحل بجروح بالغة.
هذا وحملات الاعتقالات أيضاً جارية، ففي بلدة بعدينا تم إبلاغ كلًّ من (إلهام حسن، غسان حسن، حياة محمد بكر، محمد جرجي، إدريس أحمد، حسين شعبان، هاوار دهدو، أسو سينو، خليل محمد كلين) بمراجعة ما تسمى محكمة راجو، ولدى المراجعة منذ أيام تم اعتقالهم ونقلهم إلى سجن مدينة عفرين، من بينهم من اعتقل لأكثر من مرة، ولايزال كل من (هيفين مصطفى ايبش، حسين جرو، أنور جرو، حجي عابدين حبش) من نفس البلدة معتقلين منذ أكثر من شهر.
أما قصة ملاحقة الفاسدين، ما كانت إلا مسرحية لتصفية حسابات، وإعادة ضبط وتنظيم الفصائل وفق الأجندات التركية، والاستمرار في حالة الفوضى والفلتان، حيث أن الفساد والإفساد، جارٍ على قدمٍ وساق بحق البشر والشجر والحجر.
#01-12-2018#
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)