حصلنا على صورة قديمة لشجرة سنديان رومي وهي قائمة بشموخ في موقع مزار شيخ حمزة – بين قريتي علي كارا (Elî Kera) و زعرية (Ze'irê)– ناحية بلبل-منطقة عفرين، وقد قطعها (جهاديون إسلامويون) تابعون للاحتلال التركي أواسط شهر تشرين الثاني 2018، مع أشجار حراجية محيطة بها.
تلك الشجرة اسمها بالكردي كيلبَري (Gêlberî)، يُقدر عمرها بأكثر من مئة عام، وهي من الصنف المهدد بالانقراض ولدى قطعها لا تنبت في مكانها أغصان أو شجرة جديدة، وأفاد مصدر زراعي موثوق، أن السنديان الرومي من الأشجار الضخمة والمعمرة، توجد في المنطقة بشكل طبيعي مترافقةً مع غابات السنديان العادي بشكل أشجار منفردة هنا وهناك، وتنمو في التربة الخصبة، ولا تشكل غابة بمفردها، وتُثمر أجود أنوع البلوط، وفي قانون الحراج السوري كل من يقطع شجرة يعاقب بالسجن من 1 إلى 3 أشهر وبغرامة مالية من /100/ إلى /300/ ألف ليرة سورية، أي قبل الأزمة كانت تصل إلى /6/ آلاف دولار.
وإذا كانت للشجرة والطبيعة عموماً مكانة في تراث وثقافة الكُرد، فإن الشجرة الحراجية الكبيرة مباركة لديهم وهي موضع تقدير واهتمام مميز، فلا تُقطع خوفاً من لعنة وسوء قد يصاب به الفاعل-حسب اعتقادهم، وبعضها يعتبر مزارات، حيث في منطقة عفرين هناك أكثر من /40/ موقعاً فيه أضرحة شيوخ ومقابر قد أصبحت محميات حراجية طبيعية، وتعتبر أماكن للتبرك وتُقدم فيها الأضاحي، كما يُستجدى على أعتابها شفاء مريض أو تحقيق أمنية أو هطول أمطار وما شابه.
وإذا كان الاحتلال التركي لمنطقة عفرين، يستهدف الإنسان أولاً، فإنه جاء عدواناً على الحجر والشجر أيضاً، فلم تتوانى جموع المسلحين عن قطع آلاف أشجار الزيتون وأشجار حراجية، وإحراق غابات، في وقتٍ لم تتخذ فيه سلطات الاحتلال أية إجراءات وتدابير لمنع قطع الأشجار والاضرار بالبيئة وبممتلكات الأهالي أو لتفادي اندلاع حرائق وإطفائها في الوقت المناسب.
نعم إنها جرائم تُرتكب بحق البيئة والإنسان.
موقع نوروز
Yek-dem.com
#05-12-2018#