حالة ارتباك وخوف وفوضى يعيشها عناصر الفصائل المسلحة التابعة للاحتلال التركي في منطقة عفرين، نتيجة إمعانهم في ارتكاب الجرائم والانتهاكات، وانحدارهم إلى الدرك السفلي من اللاإنسانية، ونقل قسم منهم قسراً للمشاركة في عمليات عسكرية محتملة ضد مناطق في شمال وشرق سوريا، لخوض حروب جديدة تقتضيها مطامع تركيا العدوانية... فالبعض منهم فرّ مع عائلاتهم إلى وجهةٍ أخرى، وبعض الفصائل تُجبر أهالي قرى وبلدات تحت سيطرتها للتظاهر والطلب من الجانب التركي لإبقائها، رغم إعلان قيادات تلك الفصائل موافقتها على تنفيذ الأوامر التركية أينما كانت.
الحدث الأبرز في الأسبوع الفائت، كان تفجير سيارة فان مفخخة في عفرين على مقربة من دوار كاوا، وسط سوق الهال المكتظ بالمدنيين، يوم الأحد 16/12/2018، والذي وقع في سياق تنصل سلطات الاحتلال عن القيام بواجباتها القانونية وتعمدها في نشر الذعرّ والفوضى، حيث أسفر التفجير عن وقوع قتلى وجرحى، من بينهم استشهاد مدنيين وهم (محمد حج علي-قرية جويق، شيار شكري حسين-راجو، برخدان عبد الفتاح سيدو-قرية كورزيل، نظمي شكري مولود-قرية قده، محمد عثمان نعسو- قرية ميركان)، إضافةً إلى وقوع خسائر مادية جمة؛ وعقب التفجير مباشرةً سارع مسلحو الفصائل العسكرية المسلحة المتواجدة إلى نهب وسرقة محلات تجارية ودراجات نارية. عدة تفجيرات متفرقة بين المدنيين، شهدتها مدينة عفرين في الآونة الأخيرة، تهدف إلى إرهاب الأهالي وإرغامهم على الهجرة، في ظل إدامة حالة الفوضى والفلتان.
وأعادت المدفعية التركية قصف قرية بينيه-شيروا، الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، مرةً أخرى، مستهدفةً منازل للمواطنين، وأدى إلى إصابة المواطن نامي محمد عثمان /60/ عاماً بجروح متفاوتة.
قرية كفروم-ناحية شرّان، بحدود /70/ عائلة، أكثر من نصفها نازحة وتقطن بدلاً عنها عوائل وافدة؛ حيث تعرضت لحملة تفتيش ومداهمات للمنازل وحصار مدة أربعة أيام، منذ الأربعاء 12/12/2018، وتم حظر الأهالي للخروج من منازلهم وتوجيه إهانات لبعضهم، وبِيعت لهم الخبز والمواد الغذائية بأسعار عالية، واعتقل ستة عشر شخصاً، بينهم المواطنين (أحمد حميد، الأخوين عدنان و محمد مستو، محمد جافو، والمسنة دنيا خانم)، وتم تعذيب بعضهم وإجبار البعض على الاعتراف قسراً ب تهمة الانتماء إلى حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، إلى أن تم الافراج عن بعضهم وغرامة البعض بمبلغ /100/ ألف ليرة سورية، وإعادة اعتقال أكثر من عشرة من بعض المفرج عنهم في المرة الأولى وآخرين؛ وكما صودرت معظم أجهزة الهاتف الخليوي؛ علماً أن القرية تعرضت لعمليات نهب شامل للممتلكات، من أثاث منازل ومحتوياتها ومجموعات توليد كهربائية وغطاسات آبار وآليات وآلات وغيرها، وأمام أعين أصحابها أحياناً، لدى دخول الجيش التركي ومرتزقته الذين فجروا حينها أيضاً بالألغام منزلي المواطنين (فائق عبدو و صلا ح بلال) وقطعوا حوالي /300/ شجرة زيتون للمواطنين (فائق عبدو و أحمد حبو)، إضافةً إلى قطع أشجار حراجية في الغابات المجاورة، وقطاف وسرقة ثمار آلاف أشجار الزيتون وفرض أتاوى إضافية مؤخراً.
وكان قد اعتقل الشاب مسعود حسن إبراهيم منذ عودته إلى قريته عبودان، أواخر شهر آذار الماضي، وتم اعتقال الشاب جوان حسن وأكثر من عشرة آخرين في قرية مسكه، وتُشن اليوم حملة اعتقالات واسعة في قرية كورزيل-شيروا.
أما بخصوص موسم الزيتون، تأكدنا مما يلي:
- فرض نسبة إضافية 15% على انتاج الزيت في بلدة كمروك، لصالح الفصيل المسلح، عدا تلك التي قُطعت في المعاصر.
- سرقة محصول زيتون /150/ شجرة عائدة للمواطن عمر مصطفى إسماعيل، و /50/ شوال زيتون لعائلة المرحوم أحمد مصطفى إسماعيل، في قرية مامالا-راجو.
- تشغيل معصرة قرية كوركا واستثمارها من قبل مسلحين، وقطاف وسرقة ثمار ما يقارب /7/ آلاف شجرة زيتون عائدة لحوالي /10/ عائلات، من بينها عائلة رشيد سيدي، وفرض أتاوى تصل إلى 60% على انتاج زيت حقول أناس غائبين موكِلين أقرباء لهم، إضافةً إلى قطع أشجار في أحراش القرية.
- قطاف وسرقة /100/ شجرة زيتون للمواطن علي تبو و /50/ شجرة للمواطن علي محمد سليمان في قرية حبو-ناحية معبطلي، مع فرض إتاوة /2/ تنك زيت على كل عائلة، بمجموع /40/ تنك، لصالح الفصيل المسلح، وكان قد نُهب أكثر من سبعة منازل بالكامل لدى احتلالها.
- في قرية قده-راجو، قطاف وسرقة /300/ شجرة زيتون للمواطن عابدين كوليه حجو وأكثر من /100/ شجرة للمواطن حسين حاج موسى، مع فرض إتاوة إضافية 30% على محاصيل الغائبين الموكلين لأقربائهم، وكذلك فرض إتاوة /1/ تنك زيت على ما يقارب /80/ عائلة عائدة، أي بمجموع /80/ تنك زيت.
- قطاف وسرقة /1300/ شجرة زيتون للمواطنين (خليل صبري شيخو، شكري شيخو) في قرية درويش-راجو.
- فرض إتاوة /2-7/ تنك زيت على كل عائلة في قرية بربنه-راجو، بمجموع تقريبي /220/ تنك، لصالح الفصيل المسلح.
- فرض إتاوة إضافية 15% على انتاج الزيت في قرية عبودان-ناحية بلبل، إضافةً إلى قطاف وسرقة ما يقارب /6/ آلاف شجرة زيتون، منها لعائلة قاسم، وكان المحتلون لدى دخول عبودان والقرية الملاصقة لها حفتارو، قد نهبوا كافة ممتلكات منازلهما والجرارات والسيارات الموجودة.
من جانب آخر عمد فصيل مسلح إلى قلع وسرقة عشرات من أعمدة خشبية لشبكة الهاتف الأرضي في سهول كتخ-بعدينا، وكذلك السقف الخشبي لغرف محطة القطار في كتخ، تلك المحطة التي تُعتبر معلماً تاريخياً، والتي تم إنشاؤها من قبل شركة ألمانية لدى تمديد خط قطار الشرق السريع عام 1912م.
في تقرير سابق بتاريخ 24/11/2018، أشرنا إلى واقع شبكة الهاتف الأرضي المزري ومراكزها التي تعرضت للعبث والتخريب وسرقة مجموعات التوليد الكهربائية وكوابل نحاسية، وتحويل مركزي هاتف راجو وبعدينا إلى مقرّات عسكرية، وقد وردتنا معلومات موثقة أيضاً عن سرقة كافة أجهزة الطاقة الشمسية للتغذية الكهربائية في مراكز هاتف منطقة عفرين التسعة، من لوحات وبطاريات وغيرها، تُقدر قيمتها ب /16/ مليون ليرة سورية.
مع استمرار الاحتلال التركي وجشع أعوانه الجهاديين والكتائب التابعة للإئتلاف تبقى أجواء الفوضى والقلق هي السائدة في الحياة اليومية الحيوية لأهالي المنطقة.
#22-12-2018#
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)