تبذل حكومة العدالة والتنمية- تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان قصارى جهودها، وتُركز جُلَّ سياساتها في الوضع السوري على تطويق وضرب حضور ودور الكُرد، وتُقدم تنازلات على عدة محاور من أجل ذلك، كما تُمارس سياسة فاشية عنصرية بحق أهالي منطقة عفرين الكردية – السورية والمحتلة من قبلها.
أكثر ما يؤرق الأهالي ويعرضهم للتهديدات والمخاطر هو فقدان الأمان والاستقرار، في ظل حالة الفلتان والفوضى التي خلقها الاحتلال التركي عمداً، وإطلاقه ليد الفصائل الجهادية المسلحة في تنفيذ سياساته البغيضة، لتعيث في الأرض فساداً، إذ تعرضت حافلة ركاب مدنيين لتفجير إرهابي وسط مدينة عفرين، يوم الأحد 20 كانون الثاني، أدى إلى سقوط /4/ ضحايا قتلى، بينهم الشهيد جميل أحمد بكر من قرية خليلاكا، و/8/ جرحى، وكذلك وقوع تفجيرات متفرقة، منها تفجير أمام المركز الثقافي بعفرين وآخر على طريق يلانقوز- جنديرس، كما عُثر أواسط الشهر الجاري على جثة المغدور عكيد محمّد شيخ حسن قرب قريته آفراز مقتولاً، ووقعت اشتباكات بين فصيلين مسلحين وسط مدينة عفرين يوم أمس الجمعة، تحت أعين الجيش التركي، أدت إلى وقوع قتلى وجرحى، وإغلاق منافذ المدينة. ومن جهةٍ أخرى تم اعتقال الشابين (أحمد محمد كعلو، وليد محمد جوجو) من أهالي بلدة شيه بتهم خدمة الادارة السابقة، علماً أنهما موظفين لدى المجلس المحلي، إضافةً إلى استدعاءات أمنية متلاحقة، مثل ما تم في بلدة جلمة باستدعاء /50/ شخصاً وإطلاق سراحهم فيما بعد. وجرى اقتحام منازل مواطنين- رفض أغلبهم الكشف عن أسمائهم خوفاً من العقاب- في مدينة عفرين وسرقة بعض محتوياتها وأموالهم، واقتحام محل عائد للمواطن رشيد جيرو وسرقة سيارته (صالون للركاب)، وتعرض منازل مواطنين في قرية قده-راجو للسرقات من قبل المسلحين، منها سرقة ست ماكينات خياطة كهربائية واسطوانات غاز وتنكات زيت زيتون. وفي سياق الوضع المتردي تم إخراج بعض أهالي قرية كوران- جنديرس من منازلهم، لأجل إسكان الوافدين الجدد بدلاً عنهم، وكلك إخراج المواطن مجيد نبيكو من منزله في عفرين والاستيلاء عليه بالقوة، كما يتواصل قطع وتحطيب الأشجار على نطاق واسع، مثلما يحصل في حقول بلدة معبطلي ومحيطها، وقطع أشجار توت معمرة وسنديان وشمسية داخل دُوَر في قرية كمرش- راجو.
وفي إطار سياسة تغيير هوية وخصوصية المنطقة وأهاليها، وإنشاء قاعدة بيانات أمنية لهم، ومن خلال المجالس المحلية، تعمل سلطات الاحتلال على إلزام السكان الأصليين فقط على إصدار بطاقات تعريف شخصية، مدونةٌ عليها معلومات عن حاملها باللغتين العربية والتركية.
بالنسبة للثروة الحيوانية، وفق مصدر زراعي موثوق، كانت أعداد المواشي في منطقة عفرين قبل العدوان عليها حوالي (أبقار /2500/، أغنام /65000/، ماعز /5000/) وعدد المداجن /25/، بينما انخفضت الآن إلى حوالي (أبقار /500/، أغنام /5000/، ماعز /500/) ولا توجد أية مدجنة عاملة، وذلك بسبب نفوق أعداد كبيرة من المواشي والدواجن، جراء الأعمال القتالية والضياع والتَرك والسرقة أو البيع بأسعار زهيدة في أسواق المناطق المجاورة، وبسبب تدمير منشآتها بشكل كلي أو جزئي، مثل المسلخ قرب عفرين ومدجنة كوبلة في جبل ليلون، حيث تُقدر خسائر الثروة الحيوانية ومنشآتها وفق الأسعار الرائجة بما يقارب /20/ مليون دولار، عدا خسائر أنواع الحيوانات الأخرى (أحصنة، بغال، حمير، مناحل العسل)، وعدا توقف المداجن عن العمل، أو تدمير بعضها نهائياً، بسبب القصف والسرقات.
ويُذكر أن الوافدين إلى المنطقة قد جلبوا معهم إلى المنطقة الآلاف من المواشي، يسرحون بها بين حقول الزيتون والمزروعات، في رعي جائر ضار بها، دون رادع، ولا يتمكن أهالي عفرين من منعهم وتقاضي المتسببين، في وقتٍ تكثُرُ فيه الجبال والغابات الحراجية الطبيعية والمزروعة.
إن تعرية سياسات الدولة التركية تجاه منطقة عفرين وفضح ممارساتها المنتهكة للقانون الدولي الانساني، لواجب وطني، ومهني إعلامي، وإنساني، وسياسي بالدرجة الأولى، يقع على عاتق الكُرد أولاً والشرفاء السوريين ثانياً، وعلى محبي العدالة وحقوق الانسان ثالثاً ومناهضي الارهاب والفكر المتعصب رابعاً؛ فأهالي عفرين يتوقون لتحرير منطقتهم من الاحتلال اليوم قبل الغد.
#26-01-2019#
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)