تفرض سلطات الاحتلال التركي حصاراً مُحكماً على منطقة عفرين، من حيث دخول وخروج وتنقل مواطنيها الأصليين، وتقييد حركة شحن البضائع والانتاج المحلي الصناعي والزراعي، كما تحظر دخول أي وسيلة إعلامية غير موالية لها، وحتى الموالية لها تعمل ضمن نطاق ضيق وتحت مراقبة شديدة، ولم تسمح بَعد حكومة أنقرة بدخول منظمات إنسانية وحقوقية لا تتبعها أو وفود وشخصيات مهتمة من الخارج لا تلتزم بأجنداتها، تنوي مساعدة الأهالي أو تبغي استقصاء الأوضاع ورصد الانتهاكات والجرائم المرتكبة في المنطقة ولا تزال.
إمعان المحتل في القمع والاضطهاد، يتجلى عبر تحريض المستقدمين العرب والتركمان ضد الكُرد، وإغرائهم بامتيازات خاصة، وكذلك دفع المرتزقة المسلحة إلى استباحة أموال وممتلكات الأهالي وارتكاب الجرائم والانتهاكات، بعد أن تم شحنهم بأفكار دينية متعصبة وقومية عنصرية شوفينية حاقدة، مستندة إلى جملة أكاذيب وتلفيقات عن الأكراد (انفصاليون، ملاحدة، إرهابيون...)!
/150/ مسلح من فصيل الزنكي استحلوا في قرية كيلا، لا يترددون في مضايقة أهاليها الذين لا يبرحون منازلهم تفادياً لسرقات قد تطال محتوياتها في أية لحظة، ولم تنفعهم شكواهم لدى سلطات الاحتلال في عفرين، كما أن عشرات أشجار حراجية في سهول وجبال القرية، منها نادرة ومعمرة، قد تعرضت للتقطيع والتحطيب.
تعرض المواطنون (محمد صلاح سيدو ومحمد مصطفى سيدو من قرية قوتا، محمد أحمد إبراهيم من قرية كَرّيه وداوود حسين إيبش من قرية كيلا)- ناحية بلبل، قرب مفرق قرية قاسم- راجو، لعملية خطف وسطو مسلح، وسُلبت منهم سيارة بيك آب هونداي ومبلغ مالي /500/ ألف ليرة سورية وأجهزة هاتف، وتُركوا قرب قرية كيلا، بعد أن لاذ المسلحون بالفرار. وتعرضت قرية قوتا أيضاً لحملة مداهمة وتفتيش من قبل مجموعة مسلحة وبرفقة جنود أتراك، التي اعتقلت عدداً من المدنيين، وكذلك تم اعتقال مواطنين من قرية كَرّيه، من بينهم مختار القرية صلاح حنيف بطال.
ميليشيا السلطان سليمان شاه بقيادة أبو عمشة تُجبر كلٍ من تعامل مع الإدارة الذاتية السابقة (وظائف مدنية أو ضمن الأسايش والحماية الذاتية أو في المجالس المحلية والكومينات) بقرى چَقلا الثلاثة وكاخرة وخليل وقرمتلق وبلدة شيه (شيخ الحديد)، على دفع ألف دولار، في قرمتلق وَحدها /35/ شخصاً، إضافةً إلى بدئها بفرض (ضريبة الزكاة) – كما يحلو لها أن تُسميها – على ما تبقى من انتاج زيت الزيتون لدى الأهالي، بعد تحصيل أتاوى ضخمة. وتواردت أنباء عن تعرض مواطنين مدنيين في شيه لاعتقالات عشوائية وتعذيب جسدي، مثل ما جرى مع الشاب إبراهيم أمين شيخ عمر- صاحب محل سمانة.
تعرض المعالج الفيزيائي عدنان بوستان كردي من أهالي قرية بليلكو، في مركز ناحية راجو لعملية خطف، وأفرج عنه بعد دفع فدية مالية، وقد انتشرت صور له تُبين آثار التعذيب الشديد على جسده، إذ أفادت وسائل إعلام عديدة، بينها مقربة من المعارضة المسلحة، أن مجموعة من فيلق الشام قامت بخطف المذكور واقتادته إلى سجن ميدان أكبس المقيت، وأضعته لتعذيب شديد، تحت إشراف مسؤولين في قوات الاحتلال التركي.
واختطف المواطن المسن محمد حاج طاري من أهالي قرية برِمجة - ناحية معبطلي ولا يزال مصيره مجهولاً؛ إذ تتواصل عمليات التفتيش والمداهمة والاعتقالات العشوائية في مدينة عفرين أيضاً.
قصف الجيش التركي قرية صاغونك- جبل شيروا الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري بأكثر من عشرة قذائف، عصر يوم الأثنين 28 كانون الثاني، الذي أدى إلى وقوع أضرار في بعض المنازل وإصابة الزوجين المسنين (علي مام ، نديمة) من مواطنيها بجروح متفاوتة.
هذا واستشهد المواطن كاميران منان علي بن نبي /45/ سنة، من قرية آفراز، أب لطفلين، إثر جراح أصابته من تفجير سوق الهال بتاريخ 16/12/2018.
وقد انفجر لغم أثناء فلاحة أرض عائدة للمرحوم جاهيد غباري- غربي مدينة عفرين، أدى إلى تكسر الجرار ومقتل سائقه المسلح، مع جرح آخر، كانا قد استوليا على الأرض عنوةً.
وأفاد لنا مصدر موثوق أن الغزاة قد أعدموا الشابين (حسين عبدالرحمن حسين /24/عاماً، وليد صوراني /18/ عاماً) من أهالي قرية چقليه جوم رمياً بالرصاص، في باحة إحدى مدارس مدينة عفرين، خلال الأيام الأولى من دخولهم إليها، وتم تطويق القرية ومنع ذويهما من مشاهدة جثمانيهما أثناء الدفن في المقبرة.
وفي سياق الاستيلاء على الممتلكات الخاصة ومصادرتها، فقد استولى المجلس المحلي في جنديرس على /6/ هكتارات من أرض قرب مدخل المدينة الشرقي، عائدة للمحامي أحمد رفعت آغا، الذي بادر إلى رفع دعوى قضائية ضد المجلس، ولكن طُلب منه سحبها بعد أن تم استدعاؤه من قبل الجيش التركي الذي أبلغه أن قرار الاستيلاء عسكري ولأجل بناء مقرّ له، ولا يجوز الاعتراض عليه.
ومن جانب آخر نشر تجمع شباب تركمان سوريا مقطع فيديو عن فتح معهدٍ ديني باسم معهد الفَتح المُبين في قرية كورزيليه القريبة من مركز مدينة عفرين، يُظهر بوضوح مساعي الاحتلال التركي ومرتزقته لنشر ثقافة التعصب الديني وتغيير ثقافة أهالي المنطقة المنفتحة، مع إضفاء طابع إسلامي تبريري لغزو المنطقة، الذي لطالما عملوا عليه بكثافة عبر /90/ ألف مسجد في تركيا ومن خلال مشاريع وزارة الشؤون الدينية ديانت- التركية.
رغم صعوبة الظروف والمخاطر التي يتعرض لها أهلنا في قرى وبلدات ومدن منطقة عفرين، وتجنب الكثيرين من ضحايا الانتهاكات والجرائم عن البوح بها، يبقى فضح تلك الممارسات المشينة من واجب ومسؤولية كل من تَعزّ عليه الكرامة الانسانية، ومن الواجب أيضاً التعاون بين من في الداخل والخارج على ذلك.
#02-02-2019#
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)