دلدار ميتاني
لدينا في المنطقة العديد من الجسور القديمة والجديدة و أكبر وأشهر الجسور عندنا هو الجسور الرومانية الاثنين على نهر صابون و عفرين في ناحية شران قرب موقع الاثري المعروف نبي هوري وهناك أربعة جسور جديدة أثنين في مركز مدينة عفرين و واحد في قرية تل سلور جنوب ناحية جنديرس والآخر في بلدة ميدانكي ناحية شران
نستعرض أهم الجسور :
1- الجسور الرومانية على نهر صابون وعفرين :
من أشهر وأصخم الجسور التاريخية في عفرين بنيت في فترة ولاية سوريا الرومانية في القرن الأول أو الثاني الميلادي ، الجسور يقع في أقصى شرق المنطقة قرب موقع نبي هوري الاثري :
- يبلغ طول الاول حوالي 125م ويحتوي ستة فتحات مقنطرة على نهر صابون من روافد نهر عفرين .
- الجسر الثاني طوله 90 م يقع قرب جسر الاول من الشرق على نهر عفرين بعرض ستة أمتار تقريبا .
2- في جنوب المنطقة :
كان هناك قاعدة لجسر أثري قديم ما بين قريتنا و قرية كفرزيت على ضفتي نهر عفرين واليوم لم يبقى منه شيء نتيجة جرفه مع فيضان نهر عفرين عام 1996 .
3-في ناحية شران بلدة ميدانكي :
كان هناك جسر أثري أخر في غاية الروعة على نهر عفرين قرب بلدة ميدانكي ولكن تم غمره بالمياه بعد انتهاء من بناء سد ميدانكي عام 2000 وليس لدينا تفاصيل عن هذا الجسر .
4- جسر القيبار :
يذكر المؤرخ الحلبي ابن شداد {1217 - 1285م} في موضع من كتابه مايلي : ومن شمال تنتهي إلى {{جسر قيبار}} على عفرين ..(ابن شداد ص70) و قيبار قرية كبيرة قرب مدينة عفرين من الشرق (2كم) متاخمة لجبل ليلون ولكن اليوم ليس هناك أي أثر لهذا الجسر ولا نعلم مكانه بضبط على نهر عفرين .
5-جسر على نهر يغرا:
العلامة الحلبي المعروف كامل الغزي (1853-1933) في معرض حديثه عن نهر يغرا حيث يقول : نهر يغرا رأس قريب من يغرا يمر عليها ثم يصب في النهر الاسود وفي حدود سنة 850ه(1446ميلادي) عقد أحد أعيان حلب على نهر يغرا {جسرا عظيما} هو الآن متوهن جدا وباني هذا الجسر (سعدالله المللطى )وهو باني المدرسة السعدية بحلب {نهر الذهب ..ص28) وحاليا ليس هناك أي أثر لهذا الجسر .
يغرا كان أسم بحيرة و نهر مذكور في العديد من المصادر التاريخية وتقع في قرية تل سلور قرب الحدود مع تركيا (أنطاكيا) جنوب ناحية جنديرس حاليا و مكان البحيرة موجود ولكنها مجففة قرب نهر عفرين أسفل جسر قرية تل سلور وعن تل سلور يقول ياقوت الحموي (1178-1225م) مايلي : عين السلور : بفتح السين المهملة ، وتشديد اللام وفتحها ،وهو السمك الجري ( Masî Reş) بلغة أهل الشام ، قال البلاذري : وكان عين السلور { وبحيرتها } لمسلمة بن عبدالملك ويقال {لبحيرتها بحيرة يغرا} وقد ذكرت في موضعها ،وهي قرب أنطاكية ،و إينما سميت عين السلور لكثرة هذا النوع الذي بها من السمك (معجم البلدان... ص178) يتواجد اليوم في القرية جسر حديث على نهر عفرين .
6- جسر مدينة عفرين الرئيسي:
عن هذا الجسر يقول العلامة الحلبي كامل الغزي ( 1853-1933) مايلي : أن نهر عفرين قد يتسع في أيام الشتاء أتساعا عظيما حتى يعسر المرور منه مع أنه قد يجف في أيام الصيف أو يقارب الجفاف وفي سنة 1300ه (1882م) أنعقد عليه قرب قرية الزيادية ( حي من أحياء مدينة عفرين حاليا ) في ناحية الجومة ( كانت ناحية تابعة لقضاء كلس في حقبة العثمانية ) من أعمال كلس جسر حجري عظيم ،غاية في الاتقان والزخرفة،وحين أنتهاء عمله أو لم مجلس البلدي عنده وليمة حافلة إليها جميع وجهاء الولاية ( يقصد ولاية حلب العثمانية ) من أمراء الحكومة والعسكريين والعلماء والأعيان وصار يوما مشهودا بغلت نفقته أربعمائة وثمانيين ذهبا عثمانيا أخذت من صندوق بلدية حلب وكليس وأنطاكية وأسكندرونة ثم أن هذا الجسر لم يلبث الا ريثما أتى عليه الشتاء وهطلت السماء بالسيول الجارفة وتدفقت على عفرين ظهور الجبال وبطون الاودية وساقت إليه ألوفا من الأخشاب والأشجار الجبلية فما كان إلا أن تعاظم هذا النهر وطغى وحمل على الجسر حملة شديدة دكت منه قنطرتين وساقت أحجارها الى مكان بعيد فأصبح كأن لم يغن بالأمر ، ولما كان وجوده مما لا بدّ منه لأنه معبر طريق المركبات الذي تم أيضا في السنة المذكورة فقد قضت الحال بأعادته ولضيق الصندوق البلدي عما يعيده حجرا أعيد من الخشب فأستحضرت الاخشاب العظيمة و ربطت ببعضها بالحديد ونصبت كالباب العظيم على أطراف القنطرتين الباقيتين و رجع الانتقاع به كما كان غير أنه لم يلبث ايضا أن أتى عليه الصيف وعلقت به النار ولم يجتمع الناس لأطفائه الا وقد أستحال رمادا كأن لم يكن ، ثم بعد مدة أعيد خشبا على الصفة المذكورة وقد مسحت هذا الجسر بقدمي فبلغ طوله 259قدما وعرضه 32 وقرأت ما نقش على حجرة في شمالي رأسه الغربي ما صورته «أنشىء هذا الجسر المتين في عهد خلافة سلطان السلاطين الخليفة الاعظم صاحب الشوكة السلطان الغازي عبدالحميد خان الثاني وكان أنشاؤه ثمرة الهمة التي بذلها حضرة جميل باشا والي ولاية حلب وأثر مهارة رئيس مهندسي الولاية قسطنطين مادر يديس أفندي ، وضع أساسه بحضور حضرة الوالي المشار إليه في اليوم الثاني من عيد الاضحى سنة 1298هجرية وتم أنشاؤه في ظرف سنة واحدة وصادف فتحه كذالك في اليوم الثاني من عيد الاضحى سنة 1299 بحضور الوالي المشار إليه ودعى أسمه جسر سلطان عبدالحميد وبلغت نفقة تعميره أربعة ألاف و أربعماية وثمانية عشرة ذهبا عثمانيا {نهر الذهب..ص 28-29} هذا الجسر الخشبي بقي صامدا حتى بداية سبعينيات ونتيجة فيضانات نهر عفرين في تلك السنة تعرض الجسر للانهيار وثم قامت الدولة السورية ببناء جسر أسمنتي كبير في نفس المكان وباقي حتى اليوم وثم تم بناء جسر أخر على مقربة من هذا الجسر الى جنوب ويعمل حتى الآن .
المراجع :
1- الاعلاق الخطيرة في ذكر إمراء الشام والجزيرة/ من تأليف -ابن الشداد -الجزء الاول- القسم الثاني -حققه يحيى زكريا عبارة -منشورات وزارة الثقافة -دمشق 1991.
2-نهر الذهب في تاريخ حلب / من تأليف الشيخ كامل الغزي- الجزء الاول -طبع في المطبعة المارونية في حلب .