كتاب (تاريخ ماردين) للمُفتي عبد السلام المارديني (1785-1843 م) مصدراً لتاريخ الأكراد والجزيرة الفراتيّة في العهد العثماني 1/2د. بدرخان علي
مجلة “الحوار”- العدد 78- عام 2021م
المُلّخص:
تتناول الدراسة بالتحليل كتاب “تاريخ ماردين” لمفتي ماردين عبد السلام الماردينيّ (1785-1843 م) وتخلُص إلى أهميّته في تناول تاريخ ماردين وبريّتها في العهد العثماني والأحوال الاجتماعية والتركيبة السكانيّة لإقليم الجزيرة الفراتية، لا سيما ما سُيعرَف منها لاحقاً ب”الجزيرة السورية”، نظراً لشغلِ المؤلِّف منصبَ الإفتاء والقضاء في مدينة ماردين، في الوقت الذي تندر فيه التواريخ المحليّة في الحقبة قيد الدراسة.
كلمات دالّة/ مفتاحية (Key Words): الأكراد، برية ماردين، الجزيرة، مفتي ماردين، العشائر الكردية، العشائر العربية.
المقدّمة:
تتناول الدراسة أهميةَ مخطوط (تاريخ ماردين) للمفتي عبدالسلام الماردينيّ (1785-1843 م ) في تكوين لمحةٍ عامة عن القسم العلوي من إقليم الجزيرة الفراتية ( الجزيرة[1]، بلاد الجزيرة، بلاد الرافدين و بلاد ما بين النهرين = بين نهري دجلة والفرات = ميزوبوتاميا)[2] ، أو الجزيرة الفراتية العليا التي توزّعت أراضيها بعد ترسيم الحدود السياسية في المنطقة بين دولتي تركيا (كردستان تركيا في جنوب شرق تركيا) والقسم الشمالي من سوريا (محافظة الحسكة والرقة). لا سيما أهمية الكتاب في العهد العثماني، نظراً لشغلِ المؤلِّف منصبَ الإفتاء والقضاء في مدينة ماردين، في الوقت الذي تندر فيه التواريخ المحليّة في الحقبة قيد الدراسة.
المؤلِّف، مُفتي ماردين:
تاريخ ماردين، هو جزء من مخطوطة كتاب واسع بعنوان (أم العبر) لمؤلّفه مُفتي ماردين، الشيخ عبد السلام بن عمر بن محمد المارديني، الذي عاش بين أعوام (1200ه – 1258ه/ 1785م-1843م). نعتمد في هذه الدراسة على تحقيق (حمدي عبدالمجيد السلفي و تحسين إبرهيم الدوسكي) للمخطوطة[3].
عمل الماردينيّ مُفتياً لمدينة “ماردين”، وهو سليلُ أسرة امتهنت القضاء والفتوى في ماردين لعدّة قرون، منذ تأسيس جامع التكية والزاوية بجانبه بحدود العام 1500م، واختار حاكمُ ماردين آنذاك أحدَ أجداد المؤلف لتولية الجامع والمدرسة والزاوية. وانتقلت هذه الوظائف إلى أبنائه، ولذلك كان رجال هذه الأسرة يعرفون بهذه الوظيفة فيقال في أحدهم: فلان بن خطيب التكية، كما يرد على لسان المؤلّف[4]. أما ناسخ المخطوطة المتوفرة فهو أحد تلامذة المفتي (فقيه أو طالب علم)، وينقلُ عن ناسخٍ قبله هو “ إبراهيم المحمدي الشرابي بن ملا أحمد المهدوب”.
والمؤلف عربيٌّ مسلم. وفي تقديرنا أن العديد من الباحثين أخطأوا بالقول أن المؤلف ينتمي لعشيرة الشرابيّة العربية[5]، فقد خلطوا بين نَسَب المؤلف (مفتي ماردين) و نَسَب ناسخ المخطوط (الشرابي).
وكان بالإمكان الاكتفاء بترجمة المؤلّف بالقدر الوارد أعلاه، غير أنني أرى في إضاءة أوسع حول نَسَب المؤلّف فائدةً لموضوع البحث وسياقه؛ أي التكوين التاريخيّ وتعدد الأعراق والهويات في منطقة ماردين وما حولها.
لو كان المفتي شرابيّاً، كما كتب العديد من الباحثين الكرد خصوصاً، لوجدنا إشارات لنَسَبه في متن كتابه سيما أنه أدرج نَسَبه حتى أحد أجداده “الحاج عبد القادر”، أو أن الناسخ الذي ذكر عشيرته (الشرابية) كان سيفعل الشيء نفسه بالنسبة للمؤلف كذلك. ثم أن عشيرة الشرابية العربية لم تكن تتواجد في عموم الجزيرة الفراتية في الزمن الذي يتحدث فيه المفتي عن جدّه ، حدود العام1500م[6]. وعلى الأرجح هو ليس كرديّ الأصل أو في إدراكه لهويتّه بالتأكيد، أو من خلال مُجمل “خطابه” في الكتاب ونُعُوته التحقيريّة غير اللائقة للأكراد بعض الأحيان، في سياق توصيفاته اللاذعة لمختلف العشائر الكردية والعربية، وسنعود لاحقاً إلى هذه الجزئية.
وربما يجوز الافتراض أن المفتي عبد السلام المارديني ينتمي إلى إحدى الأسر العربية العريقة التي وفدت واستقرت في مدينة ماردين أثناء حكم “الأراتقة”، الذين شجّعوا العلماء واستقطبوهم من أنحاء العالم الإسلامي للإقامة في ماردين. توصّلنا إلى هذا الافتراض من خلال تصفّح سير بعض الأعلام الماردينيّين منشأً، أو الذين توافدوا على ماردين في حقب مختلفة. فوجدنا توارد أسماء (عبد السلام ومحمد) مع مهنة القضاء والتعليم الديني، في ترجمة عائلة أصلها من القدس الشريف؛ ف “محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبدالساتر الأنصاري المارديني، أبو عبد الله فخر الدين من أئمة عصره. ولد بماردين ونشأ فيها. كان أصله من القدس الشريف. ويقال أن الملك الأرتقي نجم الدين إيلغازي الأول صاحب ماردين (ت 1122م/516ه) لما فتح بيت المقدس بعث بجد فخر الدين المسمى بعبد الرحمن إلى ماردين وعاش فيها مع أبنائه في بيت اشتهر بالميل إلى العلم والمعرفة تجلى في أكثر ولده ومن بينهم عبد السلام والد الإمام فخر الدين. وتوصل فخر الدين في وقت من الأوقات أن يصبح قاضياً لماردين لفترة طويلة” وعن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبد الساتر الأنصاري المارديني نقرأ أنه” اشتهر في عصره وكان من الفقهاء والأصوليين. جيد المعرفة متقناً للعربية، عالماً بالأحكام. عين قاضياً بماردين “كما عين قاضياً بدنيسر ويقال أنه قد تقلب في عدة وظائف مقرباً من الحكام.”
نفترض أن ما ورد أعلاه يشير لتحدّر مفتي ماردين من هذه العائلة المقدسيّة الأصل، الماردينيّة نشأة، العاملة بالتوارث في القضاء الديني والإفتاء والفقه[7].
وطالما لم يشير المؤلف لأصوله العرقيّة، وهو يتحدّث مراراً عن العشائر وأصولها وأعيان ماردين وعشائرهم وأنسابهم، فلا نستطيع نفي أو تأكيد أنه ينتمي لعائلة ذات أصول كرديّة (أو تركمانية) قديمة تعرّبت منذ زمن، حيث شهدت المنطقة بالفعل تكريد عوائل وعشائر تركمانية وعربية وتعريب أكراد وتركمان، أما عمليات التتريك فكانت قد ازدهرت لقرون متواصلة من جرّاء هجرات وغزوات القبائل التركية من موطنها الأصلي (تركستان)، و توقفت مع مطلع القرن التاسع عشر[8].
إنّ هذه العمليات التاريخية التي جرت في سياق زمني طويل مُتعدّد الطبقات على مدار قرون في إقليم الجزيرة، من جرّاء تداخل الإثنيات والقبائل والأعراق والأديان وهجراتها والحروب والغزوات وتبدّل السلطات والحكام، تتجلّى نتائجها بوضوح في مدينة ماردين وحولها (حصن كيفا/ حسنكيف، سعرت/ إسعرد، ميافارقين/ فارقين ..)، ومن خلال وجود عشائر مختلطة عربية- كردية (ك”المحلّميّة”) أو تمازج اللغات و اللهجات والمفردات.
كذلك ثمة أيضاً العديد من العوائل والأسر التي تكنّى ب “ماردينية” (أو ماردنلي/ ماردنلية في اللفظ المحلّي) نسبة للمدينة وحسب، بصرف النظر عن “رابطة الدم”.
وباختصار يمكن القول أن المؤلف “ماردينيٌّ” ينتمي إلى بيئة عرب ماردين المَدِينيّة، بصرف النظر عن “رابطة الدم”.
كتاب تاريخ ماردين:
كتاب “تاريخ ماردين” يندرجُ في صنف التواريخ المحليّة، إذ يؤرّخ لمدينة “ماردين” وتوابعها، وأهلها وسكانها وانقلاب أحوالها بتغيّر الحكام.
ومع أن بحثنا هذا ليس تقويماً للكتاب أو مراجعة شاملة له، يسعنا أن نورد ما لاحظه أحد الباحثين أن مخطوطة تاريخ ماردين فيها من “المعلومات الكثيرة والمتنوعة لكن ليس في مادتها سوى تكرار لما أورده أصحاب المصادر الأساسية”[9]، وهو يعني الحقب التاريخية السابقة لعصر المفتي. وكذلك يوجّه المؤرخ عماد الدين خليل، وهو مؤلف دراسة موسّعة عن “الأراتقة” الذين حكموا ماردين لفترة طويلة، نقداً أشدّ للمارديني بالقول: أما المارديني (ت 1259ه) فيقدّم في (تأريخ ماردين) روايات مفصلة واسعة عن ظهور الأراتقة وعلاقتهم بالسلاجقة، والأحداث التي مرت ببني أرتق إثر وفاة جدهم. وتتميز هذه الروايات جميعاً بالطابع القصصي، الذي يعتمد على الخيال، دون أية محاولة للقيام بتمحيص جدّيّ للحقائق، وما وقع فيه من أخطاء لا يحتاج إلى نقاش لشدة بعده عن الحقائق الأساسية والمسلمات في تأريخ الأراتقة، فضلاً عن أنه حوّر في بعض الأسماء، وحشر أسماء جديدة لا نصيب لها من الواقع. ويضيف “واضح أن رغبة المؤلف في تمجيد حكام ماردين عامة، والأراتقة خاصة، دفعته إلى هذا الإغراق في مديح هذه العائلة (الأراتقة)[10].
ورغم أن هذه الملاحظات النقديّة حول الكتاب وما يعوزه من دقّة ومنهجية تقلّل من أهميته العلميّة فيما يخصّ حقب مختلفة من العصر الوسيط، إلا أنه بالنسبة لموضوعنا والحقبة التي نعتني بها يبقى ذو أهمية كبيرة، فالمؤلف يسجّل مشاهداته الشخصيّة وما سمعه عن قرب من حوله في مدينته “ماردين”، ومُطّلع مباشرة على أحداث عصره بحكم وظيفته في الإفتاء والقضاء، سيما في ظل شحّ مصادر أخرى بين أيدينا. فهو تأريخ محليُّ نادر لمنطقة ماردين وبريّتها. ويقتضي البحث هنا الإشارة إلى مصادر أخرى من الحقبة موضع البحث استكمالاً للصورة أو استدراكاً لبعض المعلومات.
يبدأ الكتاب بفصل من تسمية ماردين نسبة لابن أحد ملوك الفرس، ومعلومات عامة عن ماردين وبريّتها، يليه (فصل في استيلاء الإسلام على قلعة ماردين)، ثم حكم الدولة المروانية- الدوستكية (الكردية) بعد الفتح الإسلامي. يقول المؤلف: “وكانت ماردين تحت حكم الأكراد 29 سنة”[11]، وهو يعني هنا فترة خضوع ماردين لحكم الإمارة الدوستكية- المروانية الكردية، وليس عمر الإمارة كاملاً، حيث دامت تلك الإمارة لأكثر من قرن بقليل.
وفي موضوع المدّة الزمنيّة لتبعية ماردين للإمارة المروانية الكردية، توصّل باحث في تاريخ ماردين إلى أن أنه في حقبة حكم الدولة المروانية لإقليم دياربكر فإنّ “بلاد ماردين تأرجحت بين السيادتين العربية العقيلية والكردية المروانية”[12].
ثم (فصل في ذكر أصل الأكراد وبلادهم) يعيدُ فيها الروايات المتداولة عن أصل الأكراد في كتب المؤرخين العرب، ويكفّر أبناء الطائفة اليزيدية ويكرر الفتاوى التي صدرت بحقهم في العصر العثماني من المشايخ ورجال الدين، وبينهم مشايخ أكراد. يقول متكلماً عن اليزيديين: (والحاصل أنهم لا كتاب لهم ولا دين، وهم كافرون بالاتفاق، يحلّ للسلطان مالهم ودمهم حتى يرجعوا عما هم فيه من الضلال، كما أفتى بذلك محمد البرقعلي الكردي وغيره من العلماء)[13]. ثم (فصل في ذكر الملوك الأرتقية)، والأراتقة[14] هم أسرة من سلالة قبائل الغزّ التركمان الذين ساهموا بفاعلية في ظهور السلاجقة الأتراك، الذين قضوا على أول إمارة/ سلطة تحكمها أسرة كردية في الجزيرة الفراتية – دياربكر خلال العصور الوسطى، وهي الإمارة/ الدولة المروانية (الدوستكية) وعاصمتها “ميافارقين”[15] التي حكمت أعالي الجزيرة الفراتية- إقليم ديار بكر، بين أعوام (372ه / 982 م) حتى ( سنة (478 ه / 1086 م)[16].
ثم (فصل في ذكر دولة الملوك القره قوينلية) وبعدها (فصل في ذكر دولة الآق قوينلية). و(القره قوينلية والآق قوينلية) طائفتان من التركمان حَكَمتا المنطقة وتصارعتا، بعد “مغادرة مساكنهما القديمة ببلاد تركستان”[17]، ثم (فصل في ذكر خروج شاه اسماعيل) عن توسّع الصفويّين حتى حكم ماردين. ثم الفصل الأخير (فصل في ذكر حكام ماردين منذ دخلت تحت حكم آل عثمان) وهو مصدر أهمية الكتاب، للدقّة النسبية في المعلومات في الفترة التي عاشها المؤلف أو السابقة لعصره بقليل.
بلاد الأكراد:
يحدّد المؤلف حدود بلاد الكرد كما يلي: (ولنرجع إلى ذكر الأكراد، أما بلادهم ومساكنهم فهي من بحر هرمز (يقصد مضيق هرمز في الخليج العربي/ الفارسي) إلى نواحي ملاطية ومرعش طولاً، ومن بلاد الإيران إلى الموصل وعراق العرب عرضاً). وهنا نسمع صدى ما دوّنه المؤرخ الكردي شرفخان البدليسي عن حدود كردستان، ومن المحتمل أنّ المؤلف أطلع على “شرفنامه”، وكذلك تحديد الرحالة التركي أوليا جلبي لبلاد الأكراد، ويتوافق مع ما أورد أميرٍ كردي معاصر نسبياً للمفتي المارديني. (الفقرات اللاحقة)
فبحسب شرفخان البدليسي الذي وضع “شرفنامه” بالفارسية بين أعوام 1597-1599 م: “يبتدأ حد بلاد الكرد (كردستان) من ساحل بحر هرمز (=الخليج الفارسي/العربي) المتفرع من المحيط (الهندي( على خط مستقيم ممدود من هناك إلى آخر ولايتي ملطية ومرعش[18]، فيكون الجانب الشمالي لهذا الخط ولايات: فارس، والعراق العجمي[19]، وأذربيجان، وأرمينية الصغرى، وأرمينية الكبرى[20]. ويقع في جنوبه العراق العربي، وولايتا الموصل ودياربكر”[21].
يجدر بالقول هنا أن شرفخان البدليسي حين يضعُ في هذا التحديد (ديار بكر) حدّاً لجنوب كردستان لا يعني أنه يضع (ديار بكر) خارج كردستان / بلاد الأكراد؛ إذ أن قراءة الكتاب وسرده لسِيَر الإمارات والزعامات الكردية في إقليم (ديار بكر) تُبدّد هذا “اللبس” بسرعة. ف”كردستان” أو”إقليم الجبال” لم تكن بلاد الاكراد الوحيدة في أيّ وقت من الأوقات، وإن كانت مهداً أساسياً لهم[22]. و نودّ القول هنا باختصار أن انتشار الأكراد لم يقتصر في أي وقت على “كردستان” فقط (بالمعنى الإداري على نحو خاص) أو إحدى مرادفاتها (الجبال، جبال الأكراد، قوهستان/ كوهستان بالفارسية، ميديا/ مادي عند المؤرخين اليونانيين)، وأنّ “كردستان” أو جبال الأكراد أو “مصايف الأكراد ومشاتيهم”[23] لم تكن بلاد الأكراد الوحيدة في أيّ وقت من الأوقات، بل إحدى مناطق تواجد الأكراد الرئيسية إلى جانب (شهرزور، الجزيرة الفراتية، أذربيجان، أرمينيا، فارس وخوزستان )[24] هذه الأقاليم التي عاشت فيها أقوام وشعوب وطوائف دينية عديدة، بخلاف غربي إقليم الجبال، الذي كان معقلاً كردياً غالباً على نحو شبه تام.
وكان المؤرّخ العثماني خوجه سعد الدين أفندي (توفي 1599م) الذي سبقَ شرفخان بقليل، قد اعتبر إقليم “ديار بكر” قبل الضم/ الفتح العثماني “منطقة معظم سكانها من الأكراد”[25]. آخذين بعين الاعتبار هنا أن إقليم “ديار بكر” كان منذ الغزو المغولي يقصد به كامل إقليم الجزيرة الفراتية بشكل تقريبي ف”منذ العصر المغولي ساد استعمال تسمية ديار بكر على حساب الديارين الأخريين (ديار ربيعة، ديار مضر) وكان المقصود بها عند أغلب البلدانيين والمؤرخين إقليم الجزيرة بأسره، ويحدّ إقليم ديار بكر من الشمال أرمينيا ومن الغرب بلاد الروم ومن الجنوب بلاد الشام والعراق العربي ومن الشرق أذربيجان وكردستان وانحصر ذكر مصطلح الجزيرة عند البلدانيين التقليديين الذين نقلوا معظم معلوماتهم عن مؤلفات البلدانيين الأوائل”[26] وكانت الموصل- وليس آمد كما في العصور السابقة [27]– عاصمة ولاية دياربكر في زمن الامبراطورية الإيلخانية المغولية [28]. وهذا هو السبب وراء تعيين ابن خلدون (توفي 808ه /1406م)، وربما انفراده من بين مؤرخي العصر الإسلامي الوسيط كونه عاش فترة الغزو المغولي، مدينةَ الموصل “كرسياً” (أي عاصمة أو قصبة) ل” ديار بكر”[29]
أما الرحالة العثماني أوليا جلبي (1611-1684/1685م)، الذي قرأ شرفنامه، فجاءت حدود كردستان لديه على هذا النحو: “كردستان بلاد شاسعة. وهي تضم أرضروم، وان، هكاري، جِزرة، العمادية، الموصل، شهرزور، حرير، أردلان، بغداد، درنه ودرتنك. إن هذه الأرض التي تمتد 70 مرحلة[30] لغاية الوصول إلى البصرة تُعد بمثابة أرض كوردستان الصخرية( كوردستان و سنكستان)… ولولا وجود ستمائة من العشائر والقبائل الكوردية التي تُشكّل سداً قوياً بين عراق العرب والعثمانيين لكان غزو الإيرانيين قوم العجم) للأناضول (ديار الروم) أمراً يسيراً جداً. إن عرض كوردستان ليس كبيراً بقدر طولها. فعرض كوردستان من حدها الشرقي مع إيران إلى حدها الغربي- أي من أراضي حرير وأردلان إلى مناطق الشام وعراق العرب، التي هي حلب- يبلغ ما بين 20 و 25 مرحلة، وهي تبلغ 15 مرحلة في أضيق مناطقها”[31].
كما نجد تحديداً مشابهاً من قبل أمير كرديّ غير شهير (من سلالة أمراء منطقة شروان- شمال غربي جزيرة بوطان) مُعاصر لمفتي ماردين، عُثر على مخطوط له، هو الأمير صالح بك بن خان بداق الشيرواني ( توفي بعد 1824م)[32]، استناداً إلى تحديد شرفخان البدليسي السابق بقوله: “ابتداء إقليم كردستان من طرف بحر هرمز إلى مرعش، وشمال فارس عراق، وعجم آزربيجان، وأرمن صغرى، وأرمن كبرى، وجنوب عراق عرب، وموصل، وديار رقة، و ديار بكر، والبستان “ [33] ….. (يتبع)
[1] – “سمّى العرب بلاد ما بين النهرين العليا بالجزيرة، لأن تلك السهول العظيمة تحيط بها مياه أعالي الفرات ودجلة والأنهار التي تصب فيهما جنوبي السهول الصخرية “ (لسترنج، بلدان الخلافة الشرقية، ص 17)
“أما الجزيرة فإنها ما بين دجلة والفرات … وعلى شرقي دجلة و غربي الفرات مدن وقرى تنسب إلى الجزيرة- وإن كانت خارجة عنها ،لقربها منها “ الاصطخري ،المسالك والممالك ص 52، وابن حوقل ، صورة الأرض ، ص 189.
والمقدسي يسمي إقليم الجزيرة باسم “ آقور”:
“إقليم أقور: إقليم نفيس ثم له فضل لان به مشاهد الأنبياء ومنازل الأولياء به استقرّت سفينة نوح على الجوديّ وبه سكن أهلها. وقد قسمنا هذا الإقليم على بطون العرب لتعرف ديارهم وتميّزها وجعلناه ثلاث كور على عدّة بطونهم أوّلها من قبل العراق ديار ربيعة ثم ديار مضر ثم ديار بكر وبه أربع نواح وأما ديار ربيعة فقصبتها الموصل ومن مدنها: الحديثة، معلثاى، الحسنيّة، تلّعفر، سنجار، الجبال، بَلَد، أذرَمَة، برقعيد، نصيبين، دارا، كفرتوثا، راس العين، ثمانين، وأما ناحيتها فجزيرة ابن عمر ومدنها: فيشابور، باعيناثا، المغيثة، الزّوزان. وأما ديار مضر فقصبتها الرّقة ومن مدنها: المحترقة، الرّافقة، خانوقة، الحريش، تلّ محرى، باجروان، حصنُ مَسلَمَة، ترعوز، حرّان، الرّها، والناحية سَرُوج، كفرزاب، كفرسيرين. وأما ديار بكر فقصبتها آمد ومن مدنها: ميّافارقين، تلّ فافان، حصن كيفا… الخ “. ينظر في: أبو عبد الله محمد بن أحمد المقدسي البشاري، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، مكتبة مدبولي، القاهرة، الطبعة الثالثة عام 1993م، ص 137.
واسم “ آقور”محرّف عن “ آثور” على الأرجح. و وفق لسترنج “أصل آقور غير واضح، ولكن يخال لنا أنه كان حيناً من الزمن اسم السهل العظيم في شمالي ما بين النهرين “ ( لسترنج، بلدان الخلافة الشرقية، ص 114) .
[2] – الإقليم السهلي العظيم الذي أطلق عليه اليونان اسم “ميزوبوتامية، Mesopotamis (أي ما بين النهرين) ما هو إلا هبة الرافدين: الفرات ودجلة” ( لسترنج، بلدان الخلافة الشرقية، ص 15).
[3] – تاريخ ماردين من كتاب أم العبر، تأليف مفتي ماردين الشيخ عبد السلام بن عمر بن محمد، تحقيق وتعليق (حمدي عبد المجيد السلفي وتحسين إبرهيم الدوسكي)، دار المقتبس، بيروت – لبنان ط2014.
[4] – من مقدمة التحقيق ص 7-8.
[5] – عشيرة الشرابية هي: إحدى لواحق قبيلة «جبور» العربية. أحمد وصفي الزكريا، عشائر الشام، دار الفكر-دمشق، الطبعة الثانية 1983م، ص 644. وبحسب أوبنهايم «يقول الشرابيين أنهم والجبور من أصل واحد» ماكس فون أوبنهايم، البدو، تحقيق وتقديم: ماجد شبر، ترجمة محمود كبيبو، دار الوراق للنشر، لندن، عام 2007، الجزء الأول، ص 378.
[6] – حول هجرة الشرابيين إلى الجزيرة الفراتية وروايتهم عن تاريخهم… ينظر أوبنهايم (المصدر السابق) … والمؤلف يُشكّك في روايات الشرابيين عن نسبهم وتاريخهم، وخصوصاً تحدرهم من السادة الطفيحيين. ويرى أن هذه الروايات تهدف إلى «اختلاق أنساب لقبيلة تفتقر إلى تاريخ « ص 378.
[7] – حول هذه العائلة ينظر: «د.حسن شميساني ، مدينة ماردين من الفتح العربي إلى سنة 1515م/921ه، عالم الكتب، بيروت – لبنان، ط1 1987م، ص 383.
[8] – يقول» أوبنهايم» أنه مع مطلع القرن التاسع عشر «التركمان فغالباً جرى امتصاصهم بالكامل تقريباً في الجزيرة بين منطقة الأكراد وشمّر مع مطلع القرن التاسع عشر بينما حافظوا على أنفسهم في أرض شرق دجلة، وخاصة في مدنها «. البدو، مصدر سابق، ص 108
[9] – د. عبد الله العلياوي، كوردستان في عهد المغول، دون ناشر، 2005 م، ص 13.
[10] – عماد الدين خليل، الإمارات الأرتقية في الجزيرة والشام. مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1980، ص 29-30.
[11] – مفتي ماردين، ص63
[12] – د. حسن شميساني، مدينة ماردين من الفتح العربي إلى سنة 1515م/921 ه، عالم الكتب، بيروت – لبنان، ط1 1987م. ص113-129.
[13] – مفتي ماردين، ص 72. والبرقعلي الكردي، كما جاء في شرفنامه» مولانا محمد برقعلي الذي اشتهر بين العلماء والفضلاء بأنه زعيم الفقه والحديث، وقد نشأ هذا العالم في مدينة بدليس..» نفس المصدر.
[14] – نسبة إلى جدّهم «أُرْتُق ابن أَكْسَك (أو أكسب حسب ابن الأثير) التركماني. ويلقب بظهير الدين، ينتمي إلى قبيلة الدقر (doger) التركمانية، وهي إحدى البيوت الكبيرة التي تنتمي إلى الغز، والتي كانت زعامتها قد انتها إلى أرتق، وكانت هذه القبيلة من جملة القبائل التركمانية، التي انتظمت في صفوات القوات السلجوقية.. ومن المؤكد إذاً أن قبيلة (الدقر) كانت ضمن القبائل التركمانية العديدة التي اشتركت في الزحف السلجوقي وبناء كيان الدولة السلجوقية. عماد الدين خليل، الإمارات الأرتقية في الجزيرة والشام. مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1980، ص 57-58. ابن الأثير/ الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1967، ج9، ص 209.
[15] – «ميّافارقين أشهر مدينة بديار بكر». ياقوت الحموي…ويضيف «وكان رئيس هذه الولاية رجلا يقال له ليوطا فتزوج بنت رئيس الجبل الذي هناك يسكنه في زماننا الأكراد الشامية «(معجم البلدان، المجلد الخامس، ص 235-236) … بلدان الخلافة الشرقية … وقد اتخذها المروانيون الأكراد عاصمة لدولتهم.
[16] – بشأن الإمارة المروانية في ميافارقين ودياربكر والجزيرة، ينظر المصدر الأساسي «تاريخ ميافارقين وآمد» المعروف بتاريخ الفارقي. تحقيق، د. بدوي عبد اللطيف عوض، القاهرة، 1959م.
وكذلك «الدولة الدوستكية في كردستان الوسطى» من جزأين تأليف عبد الرقيب يوسف. ومواد ابن الأثير المتعددة في كتابه «الكامل في التاريخ». وكذلك محمود ياسين أحمد التكريتي «الإمارة المروانية في ديار بكر والجزيرة»، رسالة ماجستير جامعة بغداد عام 1970م
[17] – قبيلتا القره قوينلو والآق قوينلو «هاجرتا إلى بلاد أذربيجان خلال عهد الخان المغولي أرغون خان ثم تحولت قبيلة القره قوينلو إلى نواحي ارزنجان وسيواس، واستفحل بها أمرها وتحولت قبيلة الآق قوينلو إلى بلاد دياربكر واستولت على الملك والسلطنة بها» و»قدومها كان حصيلة غزوات وهجرات الأقوام والشعوب التركية، السلاجقة، التركمان، القبائل التركية والمغولية التي انضوت تحت لواء جنكيزخان أو التي فرت من وجهه و زحفت شرقاً» د. زرار صديق توفيق، كردستان في العهد الجلائري (737-814ه/1337-1441م)، منشورات جامعة دهوك، 2009، ص94 و 96.
[18] – ملطية ومرعش في آسيا الصغرى (ضمن أراضي جمهورية تركيا حالياً). ومن جملة الثغور الإسلامية والحدود الشمالية لبلاد الشام، وكانت ميداناً للمعارك بين المسلمين والبيزنطيين في العصور الاسلامية حتى استولى عليها السلاجقة بشكل نهائي.
* «مَرْعَش مدينة بآسيا الصغرى فى جمهورية تركيا، بالقرب من بلاد الروم. تبلغ مساحتها نحو (11207) كم2، وكانت مركزًا تجاريًّا كبيرًا للتجارة الكردية.» الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي نقلاً عن: موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي. ج 11 ص 210.
وفي معجم البلدان لياقوت الحموي (مَلَطْيَةُ: بفتح أوله وثانيه، وسكون الطاء، وتخفيف الياء، والعامّة تقوله بتشديد الياء وكسر الطاء، هي من بناء الإسكندر وجامعها من بناء الصحابة: بلدة من بلاد الروم مشهورة مذكورة تتاخم الشام وهي للمسلمين) معجم البلدان، المجلد الخامس، ص 192.
ومَرْعَشُ: بالفتح ثم السكون، والعين مهملة مفتوحة، وشين معجمة: مدينة في الثغور بين الشام وبلاد الروم لها سوران وخندق وفي وسطها حصن عليه سور يعرف بالمرواني …) معجم البلدان، المجلد الخامس، ص 107.
«وهي مدينة من أعمال حلب عامرة ولها مياه وزروع وأشجار، ولها حصن منيع، وخرج منها جماعة من أهل العلم والعبادة منهم حذيفة المرعشي. وقد ذكرها أبو زيد البلخي في كتابه فقال : والحدث ومرعش هما مدينتان عامرتان، فيهما مياه وزروع وأشجار كثيرة وهما ثغران.” ابن العديم، بغية الطلب في تاريخ حلب، تحقيق: د. سهيل زكار الناشر: دار الفكر. ج1 ، ص 235 . وقد أشار المؤرخ ابن العديم (توفي 660ه/ 1262م) إلى تواجد الأكراد في نواحي مرعش في حديثه عن مدينة الحدث (التي -وفقه- تبعد عن مرعش ثمانية فراسخ (نحو 45 كيلومتراً) وتسمياتها الثلاثة عند الأرمن والأكراد والعرب: بقوله ( باب في ذكر الحدث: وتعرف بالحدث الحمراء لحمرة أرضها، وهي مدينة كثيرة الماء والزرع، وحولها أنهار كثيرة وخرب حصنها وبقيت المدينة، وساكنوها في زمننا هذا أرمن أهل ذمة، وهي في أيدي المسلمين، وكان ينزل في مروجها الأكراد بأغنامهم، وتسميها الأرمن كينوك، وتسميها الأكراد الهتّ، والعرب تسميها الحدث..) ، بغية الطلب في تاريخ حلب ، ج1، ص 239.
“ وموضعها في شمالي حلب وتبعد عنها 44 ساعة.. ولواء مرعش في شمالي حلب قبلة لواء حلب” كامل الغزي ، نهر الذهب في تاريخ حلب ، دار القلم، حلب الطبعة: الثانية، 1419 ه. ج1، ص447 .
[19] – العراق العجمي هو شرق إقليم الجبال. و “الجبال: هي المنطقة الواسعة الممتدَّة من سهول العراق والجزيرة في الغرب إلى مفازة فارس في الشرق، وينقسم هذا الإقليم إلى قسمين: الصغير وهو كردستان في الغرب، والكبير وهو عراق العجم في الشرق، (لسترنج: “بلدان الخلافة”، ص 220- 221)
[20] – «إرمينية الكبرى خلاط ونواحيها وإرمينية الصغرى تفليس ونواحيها» معجم البلدان لياقوت الحموي، مجلد1، ص 160
[21] – شرفنامه، ألفه بالفارسية شرفخان البدليسي، الجزء الأول في تاريخ الدول والإمارات الكردية، ترجمة محمد علي عوني، راجعه وقدم له يحيى الخشاب، دار الزمان، دمشق – 2006، ص59.
[22] – سنحاول التطرق لهذا الموضوع في مادة خاصة مستقلّة مستقبلاً.
[23] – «مصايف الأكراد ومشاتيهم» رسمها الجغرافي ابن حوقل النصيبني على خارطته لإقليم الجبال. ابن حوقل، أبي القاسم بن حوقل النصيبي، صورة الأرض، دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر، لبنان- بيروت، ط عام 1992، ص 305.
[24] – التنبيه والإشراف، لأبو الحسن على بن الحسين بن على المسعودي (المتوفى: 346ه. تصحيح: عبد الله إسماعيل الصاوي. الناشر: دار الصاوي – القاهرة. ص 78.
وقد تناول باحثون مجددون مناطق انتشار الأكراد منذ صدر الإسلام والعصر العباسي. فبحسب المؤرخ الكردي د. زرار صديق توفيق، الذي بحث هذا الموضوع بالتفصيل في أكثر من مؤلف له استناداً على المصادر الأصلية العربية والفارسية، أن «بلاد الأكراد قسمت إدارياً خلال العصر العباسي بين أقاليم: الجبال وشهرزور، الجزيرة، آذربيجان، أرمينيا، كما أصبح إقليم فارس مركزاً لأكبر تجمع كردي منذ العصر الساساني وإبان القرون الأولى للهجرة، فضلاً عن إقليم خوزستان». الكرد في العصر العباسي، أ.د. زرار صديق توفيق، ط1 2018، دار مكرياني للطباعة والنشر أربيل- إقليم كردستان العراق. وفي: د. زرار صديق توفيق، كردستان في العهد الجلائري (737-814ه/1337-1441م)، منشورات جامعة دهوك،2009، ص 23-50.
وينظر كذلك: الدراسة الهامة للباحث محسن سيدا،»الكرد في الجزيرة حسب المصادر العربية الإسلامية، المنشورة في مجلة الحوار، العدد /69 /، 2016. قامشلي – سوريا « وفي موقع مدارات كرد.
كذلك ينظر: د. حكيم أحمد خوشناو، الكورد وبلادهم عند البلدانيين والرحالة المسلمين (232-626ه/ 846-1229م) دار الزمان ، دمشق- سوريا، ط1، 2009. وكذلك، د. فائزة محمد عزت، الكرد في إقليم الجزيرة وشهرزور في صدر الإسلام 16-132ه/637-749م، مطبعة خاني- دهوك، دون تاريخ نشر.
[25] – نقلاً عن فاضل بيات، دراسات في تاريخ العرب في العهد العثماني- رؤية جديدة في ضوء الوثائق والمصادر العثمانية، دار المدار الإسلامي، بيروت-لبنان، ط1، 2003، ص 19.
[26] – د. زرار صديق توفيق، كردستان في العهد الجلائري (737-814ه/1337-1441م)، منشورات جامعة دهوك،2009، ص42.
[27] – «وأما ديار بكر فقصبتها آمد ومن مدنها ميّافارقين، تلّ فافان، حصن كيفا..”، المقدسي البشاري في أحسن التقاسيم. انظر الهامش رقم 1 أعلاه.
آمد: قصبة ديار بكر، وهي في غربي دجلة أي يمينه. لسترنج، بلدان الخلافة الشرقية، ص 140.
[28] – «قسّم هولاكو إمبراطوريته الإيلخانية إلى ست وحدات إدارية، تابعة للعاصمة مراغة… وبخصوص العراق بحدوده الحاضرة فقد قسم إلى ولايات ثلاث وهي: ولاية عراق العرب وعاصمتها بغداد، وولاية دياربكر وعاصمتها الموصل، وجزء من ولاية بلاد الجبل..أما ولاية ديار بكر فقد قسمت إلى عدة أعمال، وكل ما وقع منها ضمن حدود العراق الحاضر الموصل وسنجار والعمادية وإربل..» ، أ.د. علاء محمود قداوي ،تاريخ العراق في عهدي القره قوينلو والآق قوينلو، دار غيداء، عمان، ط1، عام 2012، ص 12-13.
[29] – “وديار بكر وكرسيها الموصل، ومن مدنها: ميافارقين، نصيبين، سنجار، أسعرد، دبيس، حران، الرها، جزيرة ابن عمر”. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 5، ص 1154، بيروت دار الكتاب اللبناني 1978م.
[30] – “في البلاد العثمانية، فإن المرحلة تساوي 8 فراسخ عثمانية. وبما أن الفرسخ العثماني يساوي 5.685 كيلومترات، فإن المرحلة العثمانية تساوي: 8*5.685= 45.48 كيلومتراً”. نقلاً عن: محمود فاخوري وصلاح الدين خوام، موسوعة وحدات القياس العربية والإسلامية وما يعادلها بالمقادير الحديثة، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت لبنان، ط1 2002، ص 156.
[31] – هاكان أوزأوغلو، أعيان الكورد والدولة العثمانية (هويات متطورة و ولاءات متنافسة و حدود متحولة)، ترجمة عن الإنكليزية: أ.د. خليل علي مراد.من مطبوعات الأكاديمية الكوردية في أربيل، 2016، ص56. جدير بالذكر أن مؤلف الكتاب ينقل عن المخطوطة الأصلية لسياحتنامه لمؤلفها أوليا جلبي. والباحث يقول “نحن نعلم أن أوليا جلبي قد قرأ شرفنامه، ولذا ليس غريباً أن يتداخل تعريفه لكوردستان مع تعريف شرفخان) ص 57.
[32] – الأمير صالح بك بن خان بداق الشيرواني، تاريخ الأنساب مباحث في تاريخ إمارة شيروان، تحقيق وتعليق تحسين إبراهيم الدوسكي،دار المقتبس، بيروت- لبنان، ط1 عام 2014 ، ص 50 .
[33] – البستان: «قضاء البستان من أعمال لواء مرعش”. كامل الغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب. ص 447. وتُعرف كذلك ب” البستين”.[1]