قصيدة عن الكورد هزت عروش الطغاة
الشاعر الأوكراني Vasyl Symonenko فاسيل سيمونينكو، وهو من أهم الشخصيات في الأدب الأوكراني وشاعر المقاومة الأوكرانية.
من مواليد 1935، وتخرج في سنة 1957 من جامعة كييف، وتوفي سنة 1963 عن عمر ناهز 28 سنة فقط.
سنة 1963 عندما كانت الثورة الكوردية بقيادة الملا مصطفى بارزاني مشتعلة ضد النظام الشوفيني، ووقتها كانت الإتحاد السوفيتي تدعم الدولة العراقية والنظام العراقي، كتب الشاعر آنذاك قصيدة بعنوان إلى الأخ الكوردي Kurds‘komu Bratovı وذلك في سنة 1963.
هذه القصيدة أصبحت رمزاً لمقاومة القمع الشيوعي، وقد تعرض الشاعر للضرب من قبل البوليس السوفيتي آنذاك ومات بعده بفترة قريبة.
القصيدة تتكون من 6 مقاطع، ويبدأ القصيدة بوصف الشوفينيين الذين يغزون أرض الكورد، وفي المقاطع الأربعة الأولى يخاطب الشاعر صديقاً كوردياً ويشجعه على محاربة الغزاة ومقاومة الظلم الذي يتعرض له الشعب الكوردي واللغة الكوردية.
وفي نهاية المقطع الرابع يقدم لنا الشاعر بأن الشوفينية هي العدو المشترك للشعب الكوردي والأوكراني.
لكن النظام الشيوعي آنذاك منع جميع أعمال الشاعر بسبب هذه القصيدة، غير ان الأوكرانيين كانوا يكتبون هذه القصيدة بخط اليد ويقومون بتوزيعها سراً، وكانت العقوبة تصل إلى 10 سنوات سجن إذا عثر مع شخص هذه القصيدة إلى الأخ الكوردي .
وهذه هي ترجمة القصيدة إلى اللغة العربية
إلى الأخ الكُوردي
الجبال تبكي، مبللة بالدماء
النجوم المهزومة تتساقط
على رقع الوادي جرحوا ودفنوا
الشوفينية الجائعة تندفعُ
أوه، أيّها الكُوردي احفظ ذخيرتك
لكن لا تدخر حياة القتلة
دعها تسقط على أوغاد الطغيان والموت
مثل زوبعة دموية، مثل العاصفة
دع الرصاص فقط يتحدث معهم
لقد جاؤوا ليس فقط لحيازتك
أتوا لأخذ اسمك ولغتك
ليتركوا ابنك يتيماً
مع الظالم لا يمكنك العيش برضا
سوف يحكم وسوف تسحب العربة
إنهم يسمنون من دماء الناس الذين يستاؤون منهم
الشوفينية هي أسوأ عدو لنا حتى الآن
خطب الخيانة بالعار
سيفعل أي شيء لتخضع له
أيها الكُوردي احتفظ برصاصك
بدونهم لن تنقذ عائلتك
لا تهز قوة الكراهية
ثم تأخذ اللطف كشعار
حالما تُسقط في قبر فقع
آخر شوفيني على كوكب الأرض..
فاسيل سيمونينكو (1963)
يذكر ان الشاعر سيمونينكو أنهى دراسته الثانوية في عام 1952 ودخل في كلية الصحافة في جامعة كييف الوطنية، التي تخرج منها بعد خمس سنوات، وتزوج من لودميال بيفتورادنيا من سكان تشيركاسي.
عمل فاسيل سيمونينكو متدربا في مكتب تحرير صحيفة تشيركاسكا برافدا في عام 1956، وبدأ في العام التالي العمل هناك كصحفي منتظم.
انضم سيمونينكو في عام 1960 إلى هيئة تحرير جريدة مولود تشيركاشيني، ويقي فيها حتى عام 1963، حيث عمل بعدها في صحيفة روبوتنيتشا هازيتا في العاصمة كييف.
بدأ بكتابة الشعر في سنوات الدراسة، لكنه كان يتردد في طباعة أعماله في ظل ظروف الرقابة السوفيتية الدقيقة.
احتجز سيمونينكو في محطة تشيركاسي للسكك الحديدية في نيسان 1962 وتعرض للضرب على أيدي الشرطة في قسم النقل في محطة تاراس شيفتشينكو في مدينة سميال .
توفي سيمونينكو في المستشفى الاقليمي الرئيسي في 13 كانون الاول 1963 بسبب سرطان الكلى، والذي يفترض أنه تفاقم بسبب الضرب على أيدي الشرطة، حيث تم دفنه في تشيركاسي.[1]