إعداد/ غاندي إسكندر –
أصليكا قادر؛ فنانة مثقفة ضليعة بأصول الفن والغناء، متكلمة لبقة، وسياسية متمكنة، امتلكت القدرة الهائلة على التحاور والمناقشة والإقناع، وقد لوحظ عليها ذلك من خلال لقاء تلفزيوني أجرته معها إحدى القنوات التلفزيونية، تغني بصدق وإحساس حتى يخال إلى المستمع لصوتها أنها، والأغنية التي تؤديها يصبحان كلا متكاملا متماسكا.
ولدت الفنانة المتألقة أصليكا قادر في منتصف أربعينيات القرن العشرين، وظهرت كفنانة، وسياسية كردية في وقت شهد على ظهور عمالقة الكرد في الفن، والأدب والسياسة في الاتحاد السوفيتي السابق، استطاعت أن تجلب إلى فنها وصوتها وأدائها المتميز الأنظار وكان لإذاعة (يريفان) القسم الكردي فضل كبير على انتشارها في عالم الغناء الكردي، إلى جانب عشرات الفنانين والفنانات الكرد في تلك الحقبة من الزمن.
تؤكد أصليكا على أنها أول من غنت أغنية (ولاتي مه كردستانه welate me kurdistane) هذه الأغنية التي أضحت منذ ذلك الوقت بمثابة النشيد القومي الثاني للكرد بعد نشيد (أي رقيب)، ومازالت الحناجر الكردية ترددها إلى يومنا هذا وتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، وهي من كلمات الشاعر الكردي (مجيد سليمان) من كرد كازخستان، ولو كان الرصيد الفني لأصليكا قادر هذه الأغنية فقط، يكفي أن نقول: إنها فنانة عظيمة، إلا أنها غنت مختلف أنواع الغناء، فإلى جانب الأغنية القومية غنت الأغنية الاجتماعية، والعاطفية، والرومانسية، كما أنها ارتشفت من منهل التراث الكردي؛ ليكون رافدها الخيّر إلى عالم الفن الكردي الأصيل، وقد أدت مختلف أنواع الفن الكردي بجدارة، وتعد أصليكا من الفنانات الكرديات الملتزمات في حياتها، وفي فنها، وغنائها، ومفعمة بمشاعر العشق لكل المحيطين بها، ولشعبها ولكل البشر على الرغم من أنها لم تأخذ نصيبها من الرعاية، والاهتمام في عالم الإعلام الكردي من صحافة، وتلفزيون، وإذاعة منذ ستينيات القرن العشرين إلى يومنا هذا، لقد تمكنت أصليكا وأقرانها من الفنانات الكرديات (كفاطمة عيسى وسوسكا سمو وكولا أرمني) من كرد الاتحاد السوفيتي، وعبر إذاعة يريفان من النهوض بالفن الكردي الأصيل، فاستطعن من خلال الفن التعريف بقضية المرأة وما تعانيه في مجتمعنا الكردي، والمجتمعات الأخرى إضافة إلى التغني بالوطن والأرض، والطبيعة، وأيام الحصاد.[1]