إعداد/ عبد الرحمن محمد
أعمال فنية خالدة، وصوت ثائر كان يتردد بين الجبال والوديان، وصرخات حرية تردد صداها عبر مساحات الوطن، هكذا كانت أغنيات وصوت الفنان الشاب والشهيد الثائر “هوزان سرحد”، الذي شارك مع العديد من الفنانين الكرد في المهرجانات والاحتفالات القومية، وترك إرثاً فنياً وثقافياً وأغنيات تدعو للثورة والحرية قبل أن يكلل نضاله بالاستشهاد واللحاق بمواكب الخالدين، قبل أن يلتحق بقافلة الشهداء قبل 21 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً ثقافياً فنياً ووطنياً وثورياً، وللحفاظ على هذا الإرث شكلت مجموعة من الفنانيين في مدينة السليمانية فرقة فنية أطلقت عليها اسم “فرقة الشهيد هوزان سرحد”.
سليمان آلب دوغان، اسمه الحقيقي، هو من مواليد 24 تموز 1970 في مدينة آغري بباكور كردستان، والابن الأصغر في عائلته حيث كان له ثلاثة إخوة وأختين، بدأ العزف على آلة “ساز” وهو في السابعة من عمره.
في عام 1988 درس سرحد الموسيقى في جامعة أزمير، وتخرج منها عام 1991م، وكان شغوفاً بالدراسة والبحث فيما يخص الثقافة والفن الكردي وهو يتابع دراسته الجامعية، هدفه في ذلك إحياء بعض الأغاني الكردية التراثية، وفي عام 1991 تزوج من طالبة تدعى يلدز، وفي تموز من العام نفسه انضم وزوجته يلدز إلى صفوف كريلا حزب العمال الكردستاني، لكن وبعد فترة وجيزة ألقى جيش الاحتلال التركي القبض على زوجته يلدز وحكمت عليها بالسجن 12 سنة.
بعد إلقاء القبض على زوجته والحكم عليها قصد سرحد سوريا ومن ثم انتقل إلى لبنان لينضم إلى العديد من الدورات التدريبية في أكاديمية معصوم قورقماز، وعندما أنهى تدريباته قصد منطقة “حفتانين” لفترة لينتقل من هناك إلى ساحات النضال في أوروبا في مجال الثقافة والفن والموسيقى.
في منتصف تسعينيات القرن الماضي عاد سرحد من أوروبا قاصداً جبال زاب في كردستان، ثم توجه إلى هولير وعمل في مركز موزبوتاميا للثقافة والفن، ثم انتقل إلى مدينة السليمانية، وبعد تعرض مركز الثقافة والفن ومشفى الجرحى في هولير لهجوم قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK إلى جانب جيش الاحتلال التركي بتاريخ 17 أيار 1997، أسفرت عن مجزرة سقط فيها العشرات من الشهداء.
وتخليداً لأرواح شهداء هولير أطلق الشهيد هوزان سرحد أغنيته الشهيرة باسم (هولير)، الأغنية التي لا تزال تتردد في مناطق شتى من كردستان وعلى شفاه شرائح عمرية مختلفة.
قرابة ثلاثة سنوات قضاها الشهيد سرحد في السليمانية، حيث أنجز العديد من الأعمال الفنية مع زملاء الدرب في المدينة، وفي الثاني والعشرين من تموز 1999، وبرفقة عدد من المقاتلين، توجه الشهيد هوزان سرحد إلى منطقة بوطان بباكور كردستان لتصوير كليب أغنية، لكن نتيجة كمين غادر لجيش الاحتلال التركي أثناء مسيرتهم إلى بوطان، وبعد مقاومة، التحق سرحد ورفاقه بقافلة الشهداء.[1]