برادوست ميتاني
أبو الفداء، هو إسماعيل بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهينشاه بن أيوب بن شادي الملقب بالسلطان الملك الكامل عماد الدين حاكم مدينة حماة في سوريا، ولد في دمشق 1273م وتوفي في حماة 1331م
ظهر هذا العالم والكاتب والسياسي بعد انهيار الدولة الأيوبية حيث استعاد حكم الأيوبيين على مدينة حماة وكان من الفرسان الذين يتصدون لهجمات الصليبيين والمغول وهو صاحب سياسة وعدل وعلم وثقافة.
آثاره: من حيث العمران أسس جامع الدهيشة في حماة أو ما يسمى بجامع أبي الفداء أو جامع الحيايا، وقد قال ما أظن أني استكمل من العمر ستين عاماً، لذلك جهز لنفسه وهو حي ضريحاً وعليه قبة وبجانبها مئذنة قبل أن يموت بخمس سنوات وكتب على ضريحه ما يلي: العبد الفقير إلى رحمة ربه الكريم إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهينشاه بن أيوب، كما أنه بنى المربع والقبة والحمام والناعورة وأضاف كتلة عمرانية على الجامع النوري وجعل من الجامع مدرسة لتدريس الفقه الشافعي الإسلامي، هذه المدرسة التي سماها “روشن”، أي النور في اللغة الكردية، بعد أن ترك في القسم الأسفل قبواً لمسير الناس، وجعله بناءً رائعاً يشرف على نهر العاصي والنواعير.
من حيث العلم: فقد ألف 12 كتاباً في مختلف العلوم, أشهرها كتاب المختصر في أخبار البشر في التاريخ، وكتاب تقويم البلدان في الجغرافيا، طبع منه عدة طبعات وسمي هذا الكتاب بجغرافية أبي الفداء، فصار أعظم الرحل في التاريخ والجغرافيا، كما أن له كتاب الكناش، أي المجموعة أو التذكرة، يشمل عدة كتب في النحو والصرف والعلم الغزير والفلسفة والطب والنبات وعلم الهيئة، ويعود لأبي الفداء الفضل في تكميل كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير، ومن كتبه أيضاً كتاب تاريخ الدولة الخوارزمية وكتاب تاريخ ونوادر العلم وكتاب في الطب وله شعر وموشحات.
ظهرت عشرات الدراسات والأبحاث الأكاديمية لعالمنا الفلكي أبي الفداء الأيوبي في روسيا وفرنسا وإنكلترا وبلجيكا وإيطاليا وغيرها، وورد على جدار قاعة المحاضرات في الجمعية الجغرافية الفرنسية اسم أبو الفداء في المرتبة الثالثة من مجموع ما ورد من العلماء على هذا الجدار.
كان أبو الفداء يتابع السماء بما فيها من نجوم وكواكب وأقمار من خلال ما وضعه من مرصد فلكي على قبة قصره أو جامعه الدهيشة، وكان يدون كل ما يكتشفه في كتابه المسمى بالموازين، وقد اكتشف جبلاً على سطح القمر، مما دفع العلماء الأوربيين إلى تكريمه بتسمية هذا الجبل باسم جبل أبو الفداء.
وهو من أوائل الذين كتبوا عن نسبة الماء واليابسة على سطح الأرض وكان يقول إن نسبة الماء تقترب من ثلاثة أرباع مقابل ربع اليابسة.[1]