إعداد/غاندي إسكندر
كردستان الحمراء، قضاء تمتع بصفات جمهورية ذات حكمٍ ذاتيّ داخل جمهورية أذربيجان الاشتراكية، تأسست في بداية عهد لينين في السابع من تموز من عام 1923وانتهت بشكل تراجيدي في نيسان عام 1929بأمر مباشر من ستالين.
في أعقاب نجاح الثورة البلشفية في روسيا، وفي إطار حل المسألة القومية، أرسل فلاديمير إيليتش لينين خطاباً مؤرخاً في 17 تشرين الثاني عام 1921إلى نيرمان نيريمانوف المفوض العام الأول لجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية، الرئيس الأول من جمهورية ما وراء القوقاز السوفيتية الاشتراكية يطالب فيه بالدعم الاقتصادي لشعب كردستان القوقازية، حيث اشتملت تعليمات لينين على الكلمات التالية “التبرع ب40 مليون روبل لمن يتضورون جوعاً في بوفولجيا وكردستان”، وعلى هذا الأساس سميت المنطقة لأول مرة بكردستان، كان 99،5 من السكان في منطقة كيلبجار و99،2 في لاتشين من الكرد، وفي إطار الحل اللينيني للمسألة القومية، وخاصةً في مناطق القوقاز المعقدة تقرر إنشاء منطقة حكم ذاتي للكرد، وقد كانت منطقة جبلية تقع ضمن جمهورية أذربيجان، ويفصلها عن أرمينيا ممر ضيق، والممر كان جزءاً من المنطقة، وكانت تقع فيه عاصمة كردستان الحمراء “لاتشين”، وتضم فضلاً عن لاتشين، كلبجار، وزنكيلان، وجبراييل، وقوبادلي التي تقع اليوم ضمن منطقة ناكورنو كرباخ المتنازع عليه بين كل من أرمينيا، وأذربيجان، لقد لعب سيركي كيروف سكرتير الحزب الشيوعي الأذربيجاني دوراً مهماً في إصدار قرار لينين بشأن تحديد حدود وعاصمة كردستان حيث ضمت أربع مناطق وست دوائر بمساحة قدرها 6210كم2وتعيين مدينة لاتشين عاصمة لها، وقد ضمت كردستان الحمراء نسبة 90،1من مجموع كرد أذربيجان، وفي اجتماع لجنة تنظيم المقاطعات التابعة للجنة التنفيذية المركزية (الحكومية) الأذربيجانية، واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني (البلاشفة) اللجنة الخاصة لتحديد الشكل الإداري لناكورنو كاراباخ وكردستان، وفي اجتماع 7 تموزمن عام 1923 تم اتخاذ قرار تاريخي بالنسبة للكرد، وأعلنت المفوضية عن قرارها ب ” إقامة حكم ذاتي لكردستان” بعبارات واضحة تضمن “إقامة إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي، وتحديد مركزه، وحدوده مع تحديد حدود إقليم ناكورنو كاراباخ المتمتع بالحكم الذاتي” وفي أغسطس 1923 تم تعيين البلشفي حسو حجييف رئيساً للجنة التنفيذية لكردستان، وبدأت المدارس باللغة الكردية ومن ثم تم افتتاح الكلية الكردية في مدرسة شوشا التربوية والمؤسسات الأخرى.
نهاية تراجيديّة
في عام 1929 تم إلغاء مقاطعة كردستان بضغط من القوميين الأذريين، وعلى رأسهم ” جعفر باقيروف” رئيس جمهورية أذربيجان السوفيتية، وبتحريض مباشر من مصطفى كمال أتاتورك على السلطات السوفيتية، والأذربيجانية حيث كان أتاتورك يرى أن ” كردستان الحمراء” تشكل خطراً على تركيا، وتحرض الكرد في باكور كردستان للمطالبة بحقوق مماثلة، وانطلاقاً من مصالحها النفطية لبت السلطات السوفيتية مطالب أتاتورك، وأصدرت قرارها المجحف من مؤتمر “سوفييتات أذربيجان” بحل جمهورية كردستان ذات الحكم الذاتي في الثامن من نيسان وفي عام 1929 وبعدها شتت “ستالين” الكرد، وهجرهم بعربات القطار وساق بهم إلى الصحراء في الشتاء القارس ووزعهم في دول الاتحاد السوفيتي مثل أوكرانيا ومولدافيا وقيرغيزستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وكازخستان، لقد طُعن الكرد من الظهر على يد ستالين، وقدمهم أكباش فداء على مذبح المصالح السوفيتية.[1]