إعداد/ ليكرين خاني
بدأ الفنان الراحل خضر فقير مسيرته الفنية منذ صباه ودأب على الغناء الفلكلوري في منطقة شنكال، يمتاز بلونه المليء بالمعاناة والمأساة التي عاشها أهالي شنكال، كونه مستنبط من قصص وأحداث من التاريخ الكردي عامة وعن الإيزيديين خاصة، واشتهر الفنان الراحل خضر فقير بما قدمه من عصارة ألم الإيزيديين على مر السنين ولخصها في كلمات وأغانٍ ومواويل.
خضر فقير.. فنان المجتمع الإيزيدي
ولد الفنان خضر فقير عام 1952 في قرية ( سمى هيستر) في قضاء شنكال، عاش في ظل الخلافات العشائرية في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي التي كانت بالنسبة لأهالي شنكال فترة عصيبة كونها كانت مليئة بالصراعات والخلافات العشائرية التي أجبرت العديد من الشنكاليين على الرحيل والتوجه إلى قرى أخرى، ومن بينهم خضر فقير وعائلته، حيث توجهوا إلى قرية أخرى لتفادي النزاعات حينها، أثرت هذه التغييرات على حياته بشكل كبير وتسببت بانقطاعه عن الدراسة لمدة طويلة، وحينها توجه خضر فقير إلى الغناء لكسب رزق يومه، وبدأ بالاشتراك في الحفلات الفلكلورية في دواوين رؤساء العشائر بمختلف المناسبات، وكانت له مكانة خاصة لدى أهالي شنكال كباراً وصغاراً بمختلف شرائحهم لأنه غنى للجميع، وشكلت محبة الأهالي والمحيطين به دعماً للإبداع وتقديم الأفضل في مسيرته الفنية.
صوت الفرمانات والويلات
غنى خضر فقير كافة الأغاني التي عبرت عن سرد المواقف التاريخية التي مر بها الشعب الإيزيدي وحكى عن معاناتهم طويلة الأمد وعن حياتهم التي لم تخلُ من المأساة إلى يومنا هذا، فقد كان الفنان الراحل خضر فقير يتميز من خلال أغانيه بنشره لهالة من الحب والود ما بين الطوائف، وكان يشير دوماً في أغانيه وكلماته إلى الحفاظ على الأخوة بين الكرد.
ما يميز فن خضر فقير أنه استطاع الغناء باللهجات السورانية والبادينية وبعض المواويل والأغاني باللغة التركية إلا أنه لم يكن يود التعاطي مع اللغة التركية، ومن أشهر المواويل التي غناها (موال إيزيدي ميرزا، وموال حافظ باشا، “زالم” ظالم ، ومرثية بعنوان غزال)، وكان للفنان خضر فقير مشاركات رسمية على مستوى الأحداث في العراق ما قبل 2003، وفي مناسبات عديدة للأعياد القومية الكردية في إقليم كردستان ومنطقة شنكال، وحضوره في مناسبات احتفالية وغنائية أعدتها بعض القنوات الكردية في إقليم كردستان، توفي خضر فقير الفنان الإيزيدي الذي بعث الروح في جسد الأغنية الفلكلورية الكردية في حزيران سنة 2009 بعد صراع مع مرض السكري والقلب.[1]