إعداد: عصام عبدالله
ولد أبو العز بن اسماعيل الرزاز الملقب ب (الجزريّ) وهو أحد أعظم المهندسين والكيميائيين والمخترعين في التاريخ، في منطقة جزيرة ابن عمر في شمال كردستان على نهر دجلة، ثم عمل كرئيس للمهندسين في (آمد) ديار بكر؛ شمال الجزيرة. حظي الجزري برعاية حكام آمد من بني أرتق، ودخل في خدمة ملوكها لخمس وعشرين سنة، وذلك ابتداء من سنة 570ه/1174م، فأصبح كبير مهندسي الميكانيكا في البلاط. صمم الجزري آلات كثيرة ذات أهمية كبيرة؛ كثير منها لم يكن معروفاً في أي مكان في العالم من قبل. من آلاته: آلات رفع الماء والساعات المائية ذات نظام تنبيه ذاتي وصمامات التحويل وأنظمة تحكُّم ذاتي والكثير غيرها شرحها في مؤلفه الرائع المزود برسومات توضيحية كتاب (الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل).
كان علم الجزري أساساً لنهضة العالم العربي ثم َّ هذه النهضة إلى أوروبا. وكان الجزري يجمع بين العلم والعمل والتحريض عليه ويمثل وصفه للآلات وصف مهندس مخترع مبدع في عالم العلوم النظرية والعلمية.
ومن أهم تصميماته:
المضخة ذات الأسطوانتين المتقابلتين وهي تقابل حالياً المضخات الماصّة والكابسة، نواعير رفع الماء عن طريق الاستفادة من الطاقة المتوفرة في التيار الجاري في الأنهار، مضخة «الزنجير» والدلاء في كتابه (الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل) هو نوع من آلات السقوط وهذه الآلات تعطي مردوداً حركيّاً بفضل سقوط الماء على المغارف وتحتاج عادة مثل هذه الآلات إلى رفع منسوب الماء عن طريق سدود أو مصادر مائيّة أخرى، صناعة الآلات ذاتيّة الحركة العاملة بالماء والساعات المائية والآلات الهيدروليكيّة التي ابتكرها علماء المسلمين وطوّرها الجزريّ، ووصف عدداً من الآلات الميكانيكيّة المختلفة من ضاغطة، ورافعة، وناقلة، ومحركة. كما أنّه وصف بالتفصيل تركيب الساعات الدقيقة التي أخذت اسمها من الشكل الخاص الذي يظهر فوقها: ساعة القرد، وساعة الفيل، وساعة الرامي البارع، وساعة الكاتب، وساعة الطبال…إلخ.
ويذكر دونالد هيل أنّ الجزريّ صنع ساعات مائية وساعات تتحرك بفتائل القناديل، وآلات قياس، ونافورات، وآلات موسيقيّة، وأخرى لرفع المياه. كما صنع إبريقاً جعل غطاءه على شكل طير يصفّر عند استعماله لفترة قصيرة قبل أن ينزل الماء. كما ذكر «ألدو مييلي» أنّ الجزريّ صنع ساعة مائيّة لها ذراعان تشيران إلى الوقت.
كان علم الجزريّ أساساً لنهضة العالم العربيّ ثم تحوّلت هذه النهضة إلى أوروبا. فقد اعترف العالم لين وايت والكثير من علماء الغرب أن الكثير من تصاميم الآلات التي ابتكرها الجزريّ نُقلت إلى أوروبا، وأن التروس القطعيّة ظهرت لأول مرة في مؤلفات الجزريّ.. ولم تظهر في أوروبا إلا بعد الجزريّ بقرنين في ساعة «جيوفاني ديدوندي» الفلكية.[1]