منذ خمسة وأربعين عاماً والعشق المتبادل بين أحمد تحلو وكمنجته يعظم كل يوم، إنها حكاية عمر تجمع بينهما منذ ناهز تحلو السابعة عشر من عمره وصنع «كمنجته» التي ترافقه على مدى أربعة عقود ونيف.
و»تحلو» ابن قرية الوردية التابعة لناحية عامودا يبلغ اليوم الثانية والستين من العمر ومنذ بلوغه الخامسة عشر من عمرة صنع عدة كمنجات من علب الصفيح حتى أسفرت محاولاته عن هذه الكمنجة التي ترافقه منذ 45 عاماً وعزف عليها في مئات السهرات والمناسبات، بعد ان وصل من خلال محاولاته إلى نغمة ومستوى ونوعية الصوت التي يريدها من خلال عمله الفريد وآلته المميزة التي باتت رفيقة عمره، وقد حاول قبل ذلك عشرين مرة حتى توصل لما يريد من نغمة وشكل الصوت غير العادي.
أحمد تحلو «بافي شيخموس» تعلم كذلك العزف على الطنبور، لكنه أحب الكمنجة بعد أن أتقن العزف عليها وكانت رفيقته في السهول وهو يرعى الغنم ورفيقته في حفلات السمر الأعراس، ورغم انضمامه لفرق الغناء والموسيقا في مركز الخابور في الحسكة إلا أنه لا يترك آلته التي يحبها كصديق عزيز ورفيق درب كما يقول.
يذكر أن بعض المصادر تشير إلى أن آلة الكمنجة عرفت في العصر البيزنطي في القرن التاسع باسم «إيارا»، فيما عرفت في الشرق الأوسط باسم «كمنجة» وهي كلمة فارسيّة. وخلال القرن الحادي عشر انتشرت في العالم الإسلاميّ باسم «الربابة». [1]