في العشرين من ايلول من عام ألف وتسعمئة وأثنين وتسعين اغتيل «موسى عنتر» الأب الروحي لكل صحفي واعلامي كردي، الصحفي العنيد حتى النخاع، في إحدى ازقة مدينة آمد، وعلى ايدي مرتزقة الميت التركي واستخباراته والتحق بشهداء الحرية والقلم والصحافة الكردية.
ويعتبر الكاتب والصحفي موسى عنتر من أحد رواد الحكايات والقصص الساخرة، ومثال الصحفي المضحي والجريء، الذي وعد ووفى بوعده، فقد جابه وقال وتجرأ وناضل وكتب، تعرض للاعتقال مراراً وتكراراً وعذب نتيجة تمسكه بأفكاره الوطنية والقومية ونضاله في سبيل الحقوق الكردية.
والشهيد وشيخ الصحفيين الكرد من مواليد قرية ستليلي التابعة لمدينة نصيبين (إيالة ماردين) عام ألف وتسعمئة وثمانية عشر، فقد والده وهو ما زال صغيراً، درس المرحلة الابتدائية في مدارس ماردين وأضنة، ثم قصد استانبول ليدرس في كلية الحقوق.
وهو من مؤسسي جمعية (هيفي الثقافية)، وساهم في اصدار جريدة (مصادر دجلة)، وأعتقل مع مجموعة كبيرة من زملائه، وسجن عام ألف وتسعمئة وتسعة وخمسين، وألف في سجنه كتابه الأول والمشهور (الجرح الأسود) كما وضع قاموسا كردياً يحوي ستة آلاف كلمة.
عمل مع أحزاب عدة كحزب اليسار التركي وحزب كادحي الشعب، واعتقل وسجن مرات عدة، نشر في صحف ومجلات عديدة مثل: ولات، اولكه، اوزكور غوندم، ولاقت كتاباته إقبالاً من القراء لما كانت تحويه من السخرية والتهكم والتجارب الشخصية.
أهم نتاجاته الأدبية: (الجرح الأسود 1959)، (القاموس الكردي 1967)، (مذكراتي الجزء الأول 1991)، (مذكراتي الجزء الثاني1992)، بالإضافة إلى كتب أخرى وهي عبارة عن مقالات ساخرة ونقدية.[1]