مازالت ضواحي قرى ناحية شيراوا في مقاطعة عفرين، تزخر بالبيوت القديمة التي مرت عليها عقود من الزمن، وما يزال سكان تلك القرى يحافظون على العديد منها بالرغم من التطور العمراني فيما حولها. بالإضافة إلى ما تضمه تلك البيوت من مقتنيات تراثية استخدمها أجدادهم في الحياة اليومية.
في قرية الزيارة توجد العديد من المنازل التراثية التي تحافظ على العمارة القديمة التي تعود إلى مئات السنين. ومن بين تلك المنازل، منزل يعود ملكيته لجمعة محمد حسن وهو كان أحد كبار الناحية، يقال أنه شيد قبل أكثر من 100 عام، والمنزل يضم عدد من الغرف التي تتداخل وتتوزع المساحات بينها بواسطة أعمدة خاصة، كذلك حال السقف الذي يعتمد على الأعمدة الخشبية، وتضم كبرى الغرف موقداً للحطب.
أما في خارج الدار فهنالك المزاريب التي تصل إليها مياه الأمطار من على سطح المنزل، وقد صنعت يدوياً، ويتميز مطبخ المبني بشكله مقبب بهندسة إسقاط الضوء من أعلى القبة إلى الأسفل وموقد داخلي كان يتم إعداد الطعام عليه، وفي ساحة الدار يوجد بئر الماء وخان للخيول والماشية.
ونظراً لأهمية المنزل الذي لا يزال يحافظ على جمالية بناءه التراثي تم تصوير مسلسلين سوريين فيه هما صهيل الألم والفراري.
إضافة إلى الأبنية، فالأهالي هناك ما يزالون يحافظون على الكثير من الأدوات التراثية التي استخدمها أسلافهم في حياتهم اليومية. بعضٌ منها تمتلكها المواطنة خديجة خليل قاسم التي ترجع أصولها إلى قرية باسوطة وهي متزوجة في قرية الزيارة.
من مقتنيات خديجة مطحنة القهوة اليدوية وسلات مصنوعة من القش وسلة القش الكبيرة التي كانت تحفظ فيها الطعام، و”الصَفر” المصنوعة من القش والمهباش والجرة المصنوعة من الفخار ومكيال القمح وخماشة ومذراة والعديد من الأدوات الزراعية المصنوعة من الخشب التي لا تستخدم في يومنا الحالي.
تقول خديجة أنها تريد المحافظة على ذلك التراث لتتعرف الأجيال القادمة على صعوبة الحياة ومشقاتها في قديم الزمان إذ كان كل شيء يصنع يدوياً والاعتماد على الذات كان سائداً حينها.[1]