تقرير/ دلال جان
الآثار مصطلح يتم تداوله جيلاً بعد جيل، ويطلق على كل ما تبقى من ممتلكات مادية ملموسة متراكمة من الأجيال السابقة، وتختلف الآثار من منطقة لأخرى حسب التواجد البشري فيها، وما نشأت عنها من حضارات.
باختلاف الظروف الطبيعة بين المناطق كانت هناك مناطق غنية بالآثار، وصلت فيها الحضارات إلى مراكز متقدمة جداً ولكنها اندثرت، وتدل عمليات البحث والتنقيب في الوقت الحاضر على وجود الكثير من الآثار خاصة في حوض ميزوبوتاميا التي تعد المنطقة الأولى التي نشأت فيها الحضارات الإنسانية والتي تؤكد انطلاقة البشرية والحضارة الإنسانية من هذه المنطقة، حيث اكتشفت فيها آثار العديد من القصور والرقم التي تدل على عراقة الحضارات التي مرت على المنطقة، كما أن القبور والأبراج والتماثيل التي مرت عليها آلاف السنين، تعد صلة الوصل التي بين الحاضر والماضي والتي نقرأ فيها التاريخ البشري, وكانت لصحيفة روناهي زيارة إلى دائرة حماية الآثار بالحسكة والتقت ببعض أعضائها وكانت الآراء التالية:
الآثار موروث الأمم
العضوة جيهان فرمان التي تحدثت عن أهمية الآثار وكيفية الحفاظ عليها، وقالت: “تأتي أهمية الآثار كونها تعد موروث للماضي وتاريخاً للحضارات الإنسانية السابقة منذ آلاف السنين، وقد شهدت المنطقة من خلال الدراسات العميقة والبحوث العلمية والتنقيب المستمر، على مدى غنى المنطقة بالآثار القديمة بكافة أشكالها وأنواعها، وتعد حماية الآثار من التدمير والإهمال والسرقة من أهم الأمور التي تقف عليها الإدارة الذاتية الديمقراطية، فالآثار في منطقة روج آفا شمال سوريا تعد من أعمدة الحضارة والثقافة والتراث الإنساني القديم لسكان المنطقة والحضارة الكردية بشكل خاص لذلك لا نعتبر الآثار شيئاً ثانوياً بل عملنا كل ما نستطيع فعله من أجل الحفاظ عليها من التلف والسرقة والدمار، لأنها تحتل مكانة عظيمة ومرموقة ولأنها الدليل المادي على وجود حضارات إنسانية قديمة بثقافاتها المتنوعة، وتتصل بشكل مباشر بالتاريخ الإنساني لذلك لا يمكن الاستغناء عن الآثار أو إهمالها إلا أن الآثار في المناطق التي سيطرت عليها المرتزقة تعرضت للسرقة والدمار والتخريب، وبعد تحرير تلك المناطق على أيدي قوات سوريا الديمقراطية، تمكنَّا من الحفاظ على الآثار المتبقية واستعادة البعض منها”.
حماية الآثار من أولويات عملنا
العضوة في دائرة حماية الآثار رنا الأسعد أكدت على ضرورة حماية الآثار قائلة: “للآثار أهمية كبيرة ليست فقط من الجانب الحضاري والتاريخي للمجتمعات القديمة التي ظهرت، بل لها أهمية اقتصادية وتاريخية وفكرية وسياحية، إذ تعتبر صلة وصل بين الحضارات القديمة والأجيال الحالية ولا يمكن لأي مجتمع من التعرف على تاريخه وحضارته ما لم يكن يمتلك الأدوات والدلائل الملوسة التي تدل على حضارته، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل والتقليل من البطالة، إذ أن التنقيب والترميم تتطلب أيدي عاملة تستطيع الحفاظ عليها بشكل سليم، كما إن للآثار أهمية كبيرة في جذب السياح من كافة مناطق العالم إلى المناطق الغنية بالمعالم الأثرية، فالسياحة تشكل مصدر دخل قوي وحيوي في المجتمع ولابد من توفير الجو المناسب لجلب السياح إلى المنطقة”.
روج آفا أغنى مناطق العالم بالآثار
العضوة في مكتب الآثار في مكتب حماية الآثار روشان حاج علي من جهتها أضافت: “تشهد منطقة شمال وشرق روج آفا وجود العديد من الآثار لأمم وحضارات سابقة، حيث بلغت عدد المواقع الأثرية المكتشفة أكثر من 1043موقع أثري، وتتضمن هذه المواقع ألواح فنية وزخارف وكتابات لأقوام عديدة والتماثيل للملوك والملكات وللآلهة التي كانت تُعبد عند تلك الشعوب والأمم، لذلك يعتبر الحفاظ على التراث والموروث الحضاري لتلك الأقوام ضرورة أساسية لذلك لابد من تعريف الأهالي بأهمية الآثار والحفاظ عليها وخاصة سكان المناطق الأثرية من خلال إقامة دورات توعية، وإقامة المتاحف وتوفير الحماية اللازمة للمعالم التاريخية الأثرية والبحث المستمر والتنقيب عن الآثار في أماكن جديدة، وتكثيف ورشات الترميم والصيانة لبعض الأمكنة الاثرية، وقد عملنا على إعادة الترميم في بعض المواقع الأثرية التي دمرتها العصابات المرتزقة مثل مواقع “تل سكرالأحيمر وتل طابان وتل مبطوح وتل تنينير وتل براك وتل بري وتل فرس” حيث سيتم حصر الأضرار الحاصلة فيها بغية العمل فيها وإجراء ما يلزم لها. [1]