إعداد/ آرين شنكالي
كان الفن ولا يزال سلاحاً لا يقل في أهميته عن البندقية في الدفاع عن الشعوب وتحريرها، وإنارة الطريق أمام عشاق الحرية ليلتمسوا دربهم نحو حياة حرة أو شهادة تضمن الخلود، والكثير من عشاق الفن في العالم وفي كردستان على وجه الخصوص كانوا شهداء برهنوا أن عشقهم للوطن ليس له حد، وأن الأرض العطشى للحرية لن ترتوي إلا بالدماء الزكية.
الفنان الكردي القدير خليل غمكين الذي طالما عُرِف عنه العطاء دون حدود والتضحية بالكثير من الوقت والجهد والمال، من أوائل الفنانين الذين واكبوا انطلاقة حركة التحرر الكردستانية، وله باع طويل مع عدد من الفرق الفنية ومنها “كوما برخودان” التي عُرفت في أوروبا والعالم، وأوصلت صوت الفن الكردي والبطولات والانتصارات للعالم أجمع، وفي مقابلة له مع وكالة هاوار كأنت هذه بعض آرائه عن الفن والفنانين ودور الفن ووضعه في الوقت الراهن:
الثقافة والفن كأنت أولى اهتمامات حركة التحرر الكردستانية
يتحدث الفنان خليل غمكين عن أهمية الثقافة والفن في حركة التحرر الكردستانية بداية وأضاف غمكين “تأثرت الثقافة والفن الكردي بعمليات الصهر والإنكار والمنع مع ذلك كأنت حركة التحرر الكردستانية بمثابة انبعاث جديد للثقافة والفن الكردي، وفي فكر وعمل القائد عبد الله أوجلان فهو ينشغل فقط في حركة التحرر الكردستانية والجانب السياسي والعسكري، بل كانت له محاولات كبيرة لكي يُنشئ جبهة فنية تُكمل جبهة الوحدة الوطنية. لذلك كأن القائد يعمل بمقياس وقيادة حكيمة على تطوير النواحي التي تحدثنا عنها”. وفي الأربعين سنة الأخيرة يمكن تقسيم المرحلة إلى قسمين الأول: فترة ما بين أعوام 1980 – 1999، فترة الصعود بالثقافة والفن الكردي، يمكننا القول بأن تلك الفترة كأن فترة وضع أساس للثقافة والفن عبر توجيهات وأفكار بشكل منظم ومؤسساتي، حينها كنَّا نجري نقاشات ونعقد اجتماعات وكونفرانسات متعلقة بالفن والثقافة في كافة أرجاء العالم بتعليمات القائد أوجلان ، والثاني: ما بعد عام 1999، هذه الفترة بمثابة فترة الثبات والتراجع”.
تقدم الكم على حساب المضمون
وأشار الفنان غمكين إلى المفارقة والتحول في ميدان الفن بالقول: “رغم الإمكانات القليلة وصعوبة المرحلة كان الفن جزءً من النضال في حركة التحرر الكردستانية وكانت اللبنة الأولى لبناء فن وثقافة شعبية حرة، وكانت هناك فرق وشخصيات فنية برزت على الساحة وأثبتت وجودها، لكن للحقيقة أصاب الإحباط البعض من الفرق والافراد بعد مؤامرة الاعتقال وأفل نجم الكثيرين منهم، لم نضع نظام مؤسساتي لمستقبل جيد وجديد، ولا ننسى رواد هذه النهضة الفنية ومنهم القائد أوجلان وشهداء أمثال دليل دوغان وصفقان ومزكين وسرحد، الذين بذلوا جهداً كبيراً تطوير الفن والثقافة والكردية. فالإبداع الثقافي الذي رأيناه في ذلك الوقت كأن كبيراً. ورغم أن هناك اليوم إمكانات ومؤسسات والعشرات من الفرق ووسائل ووسائط الإعلام إلا أن الفن يكاد يكون عاجزاً عن مواكبة ما يجري وما زال يعاني من عدم إيصاله صوت الكرد وثورتهم وثقافتهم للعالم.
النهوض بالواقع الفني والثقافي واجب وطني
الفن كان ويبقى في خدمة الشعوب وهو سبيلها لتوصل رسلتها للعالم، يضيف خليل غمكين عن أهمية ودور الفن ويتابع: “البعض يحاولون إفراغ الفن من جوهره وحرفه عن مسارة وعن إبلاغ رسالته المقدسة، وقد رأينا الدور الكبير للفن في ثورة باكور التي ما تزال قائمة في وجه الطغيان التركي، ولكن لا بد من الانتباه إلى أن فن الشعوب وتراثها وثقافتها لا يمكن أن تزول أو أن تنحرف وأن شابها بعض الركود أو الانحراف، ما تم بناءه حتى الأن ليس بالقليل ولكننا بحاجة الى متابعة ما بدأناه وبأسلوب جديد يضمن مشاركة الجميع في النهوض بالفن وهي تكون بمشاركة كافة الفئات من سياسيين ومثقفين وشبيبة ومرأة لكي يكون الفن من الجميع وللجميع ولا بد من عقد مؤتمر عام للفنانين، فالفن سلاح ويمكن أن يكون له دور تعجز عنه باقي الأسلحة والجبهات وتبقى رسالته من أسمى الرسالات.[1]