تقرير/ هايستان أحمد
روناهي/قامشلو على الرغم من صغر سنها إلا أنها تجرأت وكسرت حاجز الخوف فكانت المُشارِكة الوحيدة من الجنس الأنثوي الذي شارك في المهرجان الأول للعزف المنفرد الذي أُقيم مؤخراً في قامشلو، وبمشاركتها أثبتت أن المرأة ذات إرادة حرة ولديها القدرة بالمشاركة في جميع المجالات حتى في الفن والموسيقى.
الموسيقى من أروع الفنون التي ولِدت مع الإنسان ووهبها الله له، إذ من السهل أن نتذوق غبطة السلام والراحة من خلال الاستماع لها والتلذذ بأنغامها، وكما قيل عن الموسيقى أنها الحاجة الرابعة لطبيعتنا، فحاجتنا الأولى هي للغذاء، ثم للكساء، ثم المأوى، ثم الموسيقى، أنها اللغة الأبدية لترجمة ما يشعر به الإنسان في العالم بأسره.
تتنوع الفنون والثقافات واللغات في شمال وشرق سوريا ومنها الموسيقا، وفي قامشلو أخذت الموسيقى حيّزاً كبيراً من الاهتمام والأهمية من قبل هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة، ولإيصال هذا الفن العريق للجميع وتطويره والحفاظ على هذا الفن ودعمه، وإعطاء كل متميزاً حقه في هذا المجال ودعم المواهب الفريدة، نظّمت هيئة الثقافة والفن واتحاد الفنانين في إقليم الجزيرة “مهرجان العزف المنفرد” الذي أقيم في مركز محمد شيخو للثقافة والفن، ليفتح الطريق أمام عشاق هذا الفن لإظهار مواهبهم، واللافت في هذا المهرجان كان مشاركة الشابة الكردية “زينب منصور” حيث كانت الفتاة الوحيدة المشاركة، وهي من مدينة الدرباسية وتبلغ السابعة عشرة من عمرها من مواليد 2002 فعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها عملت بجد لإثبات شخصيتها وموهبتها الموسيقية.
عائلة مُحِبة للموسيقا والفن
ترعرعت زينب في أسرة أغلب أفرادها يُحبون الموسيقا ويهيمون بها، تقول زينب عن ذلك: “حبي للموسيقى بدأ منذ الصغر فأبي وأخي يتقنان العزف على آلة الطمبور، أما أنا فقد بدأت بالعزف منذ الثالثة عشرة من عمري على “البغلمة” وعملت في هيئة الثقافة والفن في قامشلو لعدة سنوات، ومن ثم انتقلت للعمل في حركة المرأة للثقافة والفن (الهلال الذهبي) في قامشلو أيضاً، ورغم أنني تركت عائلتي في الدرباسية إلا إنني لا أشعر بأنني بعيدة عن أهلي فأصدقائي هنا في قامشلو وطبيعة عملي جعلتني أنسى بُعدي عن أقاربي ومدينتي وهم الآن بالنسبة لي عائلتي الثانية”.
زينب أضافت في حديثها: “مشاركتي في المهرجان لم تكن الغاية منه الفوز بالمراكز الأولى، بل لتعزيز ثقة المرأة بنفسها وبقدراتها وعدم الخوف من الظهور في أي مكان، ولأنه يجب أن يكون للمرأة مشاركة ومكانة في فعالية مهمة كهذه”
بالعزيمة تتحقق الأهداف
العزيمة والإصرار على النجاح بل والتميز تقرأها في عيني زينب وهي تتحدث عن موهبتها وحبها لها: “كان هناك عدد من النساء والشابات لديهن مواهب وقدرة المشاركة في المهرجان، إلا أنهن لم يمتلكن الشجاعة للمشاركة، وتملكهن الخوف من مستوى المشاركين وكذلك الوقوف أمام الحضور، وهذا خطأ “.
كانت مشاركتها بدعمٍ من أهلها وأصدقائها وتشجيعهم لها لإظهار موهبتها، وعبّرت عن مدى سعادتها لأنها مثلت نموذجاً للمرأة الكردية في هذا المهرجان وأنها كانت تجربة مختلفة، وقد انتصرت على توترها بالصعود على المسرح والعزف أمام الحضور وأنها حققت هدفها من خلال المشاركة بالمهرجان.
وفي ختام حديثها تمنت زينب منصور أن تستمر المرأة بإثبات ذاتها ووجودها لنفسها وللجميع، وفي كافة المجالات بعد أن حققت نجاحات وانتصارات أذهلت العالم، وعدم الانكفاء والانطواء و التحرر من الخوف لأنها تصنع المعجزات بالإرادة والطموح.[1]