تقرير/ هايستان أحمد[1]
روناهي/ قامشلو: ِبالموهبة والفن الجميل بدأ الفنان “محمد شاويش” مسيرته الفنيّة في عالم الفن ولشدة حبه للريف وحياة البساطة ولقريته على وجه الخصوص تميزت لوحاته بالطابع الريفي البسيط، ليكون فناناً لامعاً في سماء عفرين.
يُعرّف الفنّ التشكيلي بأنّه كل ما يأخذه الفنان من الواقع الطبيعي، ثم يقوم بإعادة تشكيله بطريقة جديدة ومُختلِفَة عما هو في الطّبيعة بحسب رؤيته وأفكاره وأحاسيسه، والفن تعد أرقى اللغات وأقدسها لا يتقنها إلا من يمتلك الموهبة والحب تجاهها، فهي تترجم جوهر الإنسان وذاته المعقدة، بإبداع وابتكار متميز، والإنسان هو من يمتلك إحساس مرهف وذكاء حاد يتميز به عن غيره من الكائنات الأخرى، ولديه القدرة على تجسيد الواقع بشكل مرئي من خلال ما يشعر به بفنون ملموسة كالرسم، لأنه يمتلك خيالاً واسعاً وقدرة خارقة على تحويل الأشياء العادية إلى أشياء فنيّة ساحرة تبهر الناس، وتتنوع الفنون التشكيلية بين العصري والكلاسيكي والخيالي والواقعي، وعادة يكون مضمون اللوحات لفنانٍ ما حياته التي عاشها وما مر به من تجارب ووقائع لتكون بذلك بصمته المتميزة، وفي مدينة عفرين المدينة الخضراء عاش الفنان التشكيلي محمد شاويش في ربوع قرية من قراها حياته، وكانت لتلك الطبيعة الخلابة أثرها البارز في أعماله، وتجلى ذلك في أعماله الكلاسيكية القديمة التي تظهر روعة وجمال كل شيءٍ قديم.
الظروف لم تكن العائق في طريق فنه
الفنان التشكيلي “محمد شاويش”، من مواليد 1976م، من قرية (سينكو) في عفرين، رسام موهوب منذ الصغر حدثنا عن مسيرته في هذا المجال قائلاً: (لطالما أحببت الرسم أكثر من كل شيءٍ أخر ومن عمر صغير جداً، أعتقد أنني ورثت حب الفن من أبي فهو أيضاً فنان في النحت وكنت أتأمل أعماله وأدقق في أبسط التفاصيل، وأجلس في الزاوية عند اجتماع الأهل والأحبة في بيتنا وكنت أرسم هذه الجلسة، وكنت أرسم كل ما تراه عيناي وما يجول في خاطري، ولكن بأسلوبٍ لربما هو أسلوب مختلف ولكنني أجد نفسي أميل له بشدة، وشجعني أهلي بشكل كبير وكان لهذا التشجيع أثره على الإبداع والتقدم أكثر، وعند انتقالنا إلى مدينة حلب في سن الخامسة عشرة توجهت إلى مدرسة الفنون الجميلة، ومن ثم انتقلت إلى لبنان وتركيا من أجل العمل، ولكنني لم أستطع التخلي والابتعاد عن ريشتي قط)”.
وعلى الرغم من كل الظروف التي مر بها أكمل محمد شاويش مسيرته الفنية بكل اندفاع وحب.
لوحات ملفتة بألوانٍ الطبيعة
وتتميز لوحات الفنان “محمد” بالطابع الريفي كونه كان يعيش في القرية وكما هو معلوم أن القرى في عفرين جميلة وتتمتع بالطبيعة الخلابة، ومن خلال لوحاته الجذابة شارك في معارض عديدة ومن ضمنها المعرض السنوي الرابع للفن التشكيلي في ملتقى روج آفا الثاني، وأشار إلى تقدم الفن في روج آفا قائلاً: (أرى أن الفن التشكيلي يتقدم بشكل كبير، ويتوجب على كل فنانٍ أن يستمر بتقديم أعماله وفنه فالفن في هذه الظروف بمثابة مقاومة لا حدود لها، ونحن نَعد بأن نقدم الأفضل من أجل وطننا ونتمنى أن تتحرر عفرين عاجلاً وأن نعرض لوحاتنا في أحضان طبيعتها).
وكما لوحظ في ريشة الفنان “محمد” من رونق وجمال تظن للوهلة الأولى عند رؤية لوحاته أنها حقيقة وطبيعية، أنها موهبة نابعة من وجدان وخيال فنانٍ تعلق بالفن وواظب على الالتزام بتطوير موهبته بما تبدعه وذاكرته المتقدة، ليكون ضمن فسيفساء روج آفا في لوحة الفن والجمال.