اغتيل الدكتور عبد الكريم قاسملو بعملية غادرة ،بعد جلسات تفاوضٍ بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وبين ممثلي نظام الملالي دامت لأكثر من سبعة أشهر، حيث تمكن النظام الايراني خلالها منحه الثقة وادراجه الى ساحة العملية في فيينا.
ففي يوم 13-07-1989 قام المفاوضون الإيرانيون بقتله ورفيقيه بكاتم الصوت في غرفة المفاوضات في شقةٍ في فيينا.
الدكتور عبدالرحمن قاسملو هو أحد أبرز زعماء الكرد في إيران خلال النصف الثاني من القرن العشرين. كان قاسملو مثقفاً يتكلم عدة لغات شرقية وأوروبية، وكان سياسياً معتدلاً يطالب بإدارة للحكم الذاتي للكرد ضمن إيران.
ولد عبد الرحمن قاسملو عام 1930 في وادي قاسملو المجاور لبلدة رضائية (أورمية حالياً) بكوردستان إيران، كان أبوه ملاّكاً ميسور الحال. وكان في سنوات دراسته يتتبع حركة القاضي محمد الذي أعلن الجمهورية في مهاباد الكردية، عام 1946، في ظل الحماية السوفيتية.
درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية فيها وفي طهران وفي العراق. ومن ثم انتقل إلى مدينة اسطنبول في عام 1948 من أجل اتمام دراسته الجامعية واقتنع فيما بعد بأنه سيتلقى تعليما أفضل في أوربا. تعرف خلال وجوده في اسطنبول على الكاتب و الصحفي موسى عنتر وبعض الطلاب الكرد الوطنيين، وانتقل قاسملو فيما بعد إلى أوربا بمساعدة موسى عنتر لإكمال دراسته.
قام الدكتور قاسملو بتدريس مادة رأس المال والاقتصاد الاشتراكي في جامعة براغ، ودرّس اللغة والثقافة و التاريخ الكردي في جامعة السوربون في باريس حتى عام 1961ولعب دوراً هاماً في تشكيل اتحاد الشباب الديمقراطي في كوردستان الذي كان أحد مؤسسات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني. و بعد فترة قصيرة أصبح عضواً رسمياً في هذا الحزب وعمل في جميع مناصب الحزب حتى وصل إلى منصب الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني عام 1973.
العقلانية والديمقراطية كانتا من أهم صفتين تمتّع بهما الدكتور عبد الرحمن قاسملو, درس مع رفاقه الحزبيين الوضع السياسي والاقتصادي لإيران ووضع اليسار الإيراني والحركة الوطنية الكردية وعلاقاته كأمين عام مع الاتحاد السوفيتي، وانطلق من استراتيجية (الديمقراطية لإيران والحكم الذاتي لكوردستان). وقد وافق الحزب في مؤتمره الثالث على مقترحات الدكتور عبد الرحمن قاسملو وأصبحت استراتيجية الحزب الرسمية وانتخب في مؤتمر الحزب أميناً عاما له وأصبح من الشخصيات السياسية المهمة في جميع أنحاء كردستان.
في أواخر عام 1978 عاد إلى كردستان الإيرانية ليؤسس هناك فروعاً لحزبه، وقام الدكتور عبد الرحمن قاسملو برفقة عشرين ألف مقاتل من البيشمركه بحملة ضد جيش شاه إيران عام 1978 خلال الاضطرابات التي عمت البلاد خلال الثورة الإيرانية. وكاد الشعب الكردي يعود إلى أمجاده في أيام 1946 حيث سيطرت البيشمركه على ثماني مدن وعشرين بلدة في كوردستان إيران وبذلك وضع الشعب الكردي حجر الأساس لشبه إدارة فيدرالية.
في أعقاب الثورة الإسلامية لم يحصل الكرد على حقوقهم القومية، وانفجرت مواجهات مسلحة بينهم والقوات الحكومية، وكان دور قاسملو فيها قيادياً، وتم إعدام أعداد كبيرة من الكرد الإيرانيين في محاكم خلخالي السيئة الصيت.
حاول الدكتور قاسملو بعد ذلك نيل حقوق الشعب الكردي في شرق كردستان عن طريق المفاوضات، وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في آب 1988 ، استدرجه الإيرانيون إلى فيينا للتفاوض من أجل الحكم الذاتي لكردستان إيران واغتالوه مع اثنين من رفاقه يوم 13 تموز 1989.
وجد رجال الشرطة في فيينا في بناية “لينكبانكاس “رقم 5 في مساء الثالث عشر من تموزباب الشقة في الطابق الخامس مفتوحا .وكانت الغرفة في حالة فوضى شديدة كما كان لو ان قتالا عنيفا قد جرى فيها .ووجدوا في غرفة الجلوس في نهاية الممشى جثة عبدالرحمن قاسملو وقد فارق الحياة وبجانبه جثث ممثل الحزب في اوربا عبدالله قادري ازر .وفاضل رسول الصحافي والباحث الكردي البارز في جامعة فيينا وفد اطلق الرصاص على الرؤوس
كما أعلنت السلطاتُ النمساوية أنها تمتلك وثائق تؤكد ضلوع الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بالمشاركة في اغتيال الدكتور قاسملو، لكنها في النهاية اغلقت الملف دون معاقبة القتلة.
دفن د. عبد الرحمن قاسملو في مقبرة العظماء”pere lachaise” في مدينة باريس في 20 تموز عام 1989.[1]