تقرير/ هايستان أحمد [1]
روناهي/ قامشلو بهدف إحياء التراث والثقافة الكردية في المدارس والمجتمع وبطريقة منظمة وسلِسة على الأطفال أقيم مهرجان الأطفال للمرة الثانية في قامشلو لتظهر من خلاله مواهب الأطفال الثقافية.
يبقى الأطفال موضع الاهتمام الأول والشغل الشاغل، لأننا بهم ومن خلالهم نبني الوطن ونرسم لمستقبل أفضل وغد أجمل، ولهذا تتواصل كل الجهود من أجل أن نبني مجتمعاً أساسه طفل مثقف وواعٍ وعلى دراية تامة بكل ما حوله.
عندما تتبادر كلمة أجيال المستقبل إلى أذهاننا نُدرك على الفور إن الأطفال هم مستقبلنا الجديد، وأملنا القوي في ازدهار ثقافة ومجتمع متحضر ومتين، وبهم نفتح آفاق الحياة الواسعة، ومن أجل بناء مجتمع وثقافة قوية يجب علينا تعليم النشء ورعايتهم أفضل رعاية كي يكونوا خير بداية لإشراقة شمس الأيام المقبلة، وغني عن القول أهمية التعليم والدراسة في المجتمع وللأطفال، فهي منارة ومناهل النور والضمان الأساسي لبناء مجتمع مثقف وبوعيّ خلاق، ولكن المدرسة ليست مكاناً خاصاً بالتعليم فقط، بل هي ساحة للطفل ليظهر ما يهواه ويبدعه، ويجب علينا تقريب فكرة المدرسة حياة للطفل عن طريق النشاطات الثقافية التي تهدف إلى زرع حب التعليم والتعلم في قلب الطفل، ولتشجيعه أكثر على المداومة والمثابرة في مدرسته.
مشاركة واسعة ومتنوعة للكثير من الفِرق
ومن هنا كانت فكرة مهرجان الأطفال الذي أُقيم للمرة الثانية في مدينة قامشلو الذي نظمته لجنة الفعاليات في المركز الثقافي، وذلك في مركز محمد شيخو للثقافة والفن المصادف 14/4/2019م، وبحضور عدد من الأطفال والأهالي لمشاهدة أطفالهم، والمعلمين من مختلف مدارس قامشلو، والمهرجان هذا كان بفكرة معلمين يريدون تقرب الأطفال أكثر من المدرسة وإظهار مواهبهم وإبداعهم من خلال المهرجان، وشارك في المهرجان (19) فرقة من مختلف مناطق مقاطعة قامشلو والقرى التابعة لها، وأدت الفرق عروض مختلفة تنوعت بين الرقص والأغاني الفلكلور الكردي والشعر، وبين فرق موسيقية مشاركة، وكان هناك عرض لأزياء التراث الكردي وعرض مسرحي أيضاً، ضمن هتافات الأطفال وتشجيعهم لرفاقهم على خشبة المسرح مما خلق جواًّ جميلاً أظهر أهمية هذا المهرجان وهذه النشاطات لأطفال.
أطفالنا مصابيح المستقبل التي لا تنطفئ
وفي هذا السياق أجرت صحيفتنا مقابلة مع العضوة في اللجنة التحضيرية المعلمة “هيفين محمد”، لتحدثنا عن المهرجان، فقالت: “عملنا منذ بداية السنة لتحضير فعاليات المهرجان، وهدفنا من هذا المهرجان هو إحياء التراث والثقافة الكردية في المدارس والمجتمع وبطريقة منظمة وسلسة على الأطفال، وكان هناك فرق كبير بين مهرجان السنة الفائتة وهذه السنة، عملنا بجدٍ وتعلمنا من تجربتنا السنة السابقة وأدخلنا فرق موسيقية وآلات موسيقية متنوعة، وكانت ردة فعل الأطفال للتحضير جداً جميلة فهم كانوا متشوقين وسعداء بهذا النشاط، وأثبتنا لهم إن المدرسة ليست تلك المؤسسة التعليمية فقط، ومن خلال أولادنا سنتقدم ونرتقي أكثر ونرجع تاريخنا وثقافتنا الكردية”.
من أجل المحافظة على التراث الكردي العريق وتعريفه لأجيالنا القادمة، يتوجب علينا تكثيف هذه النشاطات والمهرجانات التي تحفز حب التعلم لدى النشء أكثر، وفتح صفحات التاريخ لهم ليكونوا ملمين ومثقفين بفكر واسع خلاق، ولنفتح أمامهم دروب الحياة الأتية.