للكاتب إدريس عمر [1]
آلان بوتان - مصدر الصورة: شيركو كنعان عكيد، صديق الراحل
قبل يومين ، و خلال متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي والصفحة الزرقاء، وقع نظري على صورة واسم كتب بالبوند العريض في موقع ” مدارات كرد ” الالكتروني، الذي أتابعه لغنى مواضيعه، وأبحاثه القيمة والجديرة بالقراءة، وإذ بمقالة باللغة الكردية للباحث( بشير بوتاني ) نُشرت في موقع آفستا للإعلامي دلبخوين دارا مرفقة بصورة شدَت انتباهي ، هذه الصورة أعادتني أكثر من ثلاثين عاما إلى الوراء لأنني كنت على علاقة مع صاحب هذه الصورة الذي غاب عنا منذ سنوات طويلة، إنه (شاهين محسن) اسمه الفني (آلان بوتان) تعرفت عليه من خلال الصديق المشترك( شيركو كنعان عكيد) في عام 1985 في مدينة حلب عندما كنت أدرس هناك.
التقينا كثيراً … كان يسكن مع عائلته في حي الاسماعلية نزلة الفيض، بالرغم من أنه كان يكبرني بعدة سنوات ولكن لم أشعر يوماً بذلك، كان شاهين طيب المعشر ،حلو الكلام ،حديثه غير ممل ، مرحاً،الابتسامة والضحكة لا تفارق شفتيه أبداً، كان فنانا حقيقياً ، عازفا ، شاعراً، ملحناً، رساماً، كان موهوباَ، صاحب نكتة ، سياسياً، وما جمعنا هو السياسة !
انقطعت علاقتي به لظروف خارجة عن ارادتي، ولم أسمع عن أخباره إلا عندما كنت معتقلاً في سجن صيدنايا العسكري في دمشق خلال التسعينيات القرن الماضي وفي إحدى الليالي بينما كنت أتابع راديو (صوت أمريكا) القسم الكردي، واذا بمقابلة مع فنان كردي اسمه( آلان بوتان)، عرفته من خلال صوته وعلمت بأنّه يعيش في السويد، لأنه عندما تعرفت عليه كانت لديه محاولات من أجل الهجرة إلى السويد، لا أتذكر متى كانت المقابلة بالضبط ولكنني أعتقد كان ذلك في العام 1995، وقلت حينها للأصدقاء أعرف هذا الفنان المبدع ،وكنت على علاقة جيدة معه ،تحدثت عنه وعن شخصيته المحبوبة والمرحة في ذاك المساء.
مرت سنوات بعد خروجي من السجن، التقيت بالصديق( شيركو) وتحدثنا عن ذكرياتنا أيام دراستنا في حلب وعن شاهين وعن المقابلة التي اجريت معه من قبل راديو( صوت أمريكا) ، وسألت شيركو عن أخباره، قال لي شيركو:” هو الآن في حالة غيبوبة نتيجة لأزمة قلبية تعرّض لها” هذا الخبر نزل كالصاعقة على كياني، وكان خبراً حزينا و مؤلماً أسمعه عن صديق فنان مبدع، وانسان طيب ومحب للآخرين ولشعبه، وكنت أتابع أخباره و وضعه الصحي من الصديق( دجوار عكيد ) الى أن سمعت خبر وفاته وأنا في أوروبا ، قدمت واجب العزاء للصديق شيركو بعد وفاته.
خطا أولى خطواته نحو الشهرة عندما جهّز مجموعة أغانيه ووضعها في ( سي . دي )، وكان ينتظره مستقبل مشرق لولا القدر الظالم الذي كان له بالمرصاد…! وفي ليلة ظلماء أفل نجمه وترك وراءه آلاماً وأحزانا و خاصة لدى محبيه و أصدقائه ، ولكن تبقى ذكراه خالدة في قلوبنا و ذاكرتنا ، فلترقد روحك بسلام أيها الفنان الوفي.