روناهي/ كركي لكي: بيّن الكاتب والمؤرخ برادوست ميتاني في لقاء أجرته معه صحيفتنا حول أسباب العدوان التركي على شمال وشرق سورية، وتدخلها السافر في سوريا والعراق والعديد من الدول الأخرى بجملة من الأسباب.
وتتمثل هذه الأسباب حسب رأيه، بأن الذهنية التسلطية، والعدوانية التي يتصف بها أردوغان رأس هرم السلطة في تركيا إضافة إلى إنكار الآخر المختلف ولاسيما القوميات الأخرى، وحملة لأفكار الذئاب الرمادية، وتَخفيه وراء العباءة الدينية هي التي تدفعه لغزو شمال وشرق سورية، وقبلها عفرين وإعزاز، وجرابلس منوهاً أن أردوغان يستخدم في عدوانه على شعوب المنطقة أحدث أسلحة الناتو، ويستخدم أبشع أنواع الإبادة من خلال استخدامه للأسلحة المحرمة دولياً للوصول إلى غايته في احتلال المنطقة مستنداً إلى ميراث السلطان سليمان شاه، ومحمد الفاتح، وتنكيلهم بالشعوب المختلفة معهم في القومية وأشار ميتاني أن من الأسباب الأخرى للغزو التركي للمنطقة، هو رغبة الدولة التركية، وحزب العدالة، والتنمية الحاكم إعادة احتلال المنطقة التي كانت تحت سيطرتها إبان السلطنة العثمانية الغابرة سيئة الصيت مستغلة ضعف كل من الدولة السورية، والعراقية، ومشاكلهما الداخلية، وكذلك ليبيا فوجد أردوغان أن الفرصة سانحة للتوغل في هذه الدول من خلال دعمه ومساندته لتيار الإخوان المسلمين الذي بات الآن يأتمر بأمره في كل من سورية والعراق ومصر وليبيا، ويقوض من خلالهم الاستقرار، وينسج المؤامرات فعملية نبع السلام المزعومة التي تقودها بقايا داعش من السوريين تحت مسمى الجيش الوطني، والجيش المحمدي، والتي هي في الحقيقة نبع الدم الغاية منها نسف المشروع الديمقراطي وحالة الحرية المُعاشة بين شعوب المنطقة، وتمثل بداية للتوسع في كل من سورية، والعراق مؤكداً أن الرغبة الجامحة في إعادة أحلام السلطنة هي الدافع الرئيسي للعدوان.
وأضاف ميتاني بأن الدولة التركية الحالية المحكومة من قبل التيار الأردوغاني تسعى وبكل السبل العودة إلى الميثاق الملي، أو عهد الأمة “بيان نامه” الذي أقر قبل مئة عام وهذا الميثاق بات اليوم مضمون مشروع العثمانيين الجدد وعلى رأسهم أردوغان الذين يعتبرون أن ميثاقهم الملي هو أساس بناء تركيا الحديثة وعلى أساسه يجب أن تُرسم الخارطة التركية، ففي كل مناسبة يصرّح أردوغان وتشاويش أوغلو وخلوصي أكار بأن لهم الحق في السيطرة على حلب، والموصل وكركوك، ومعظم الشمال السوري تطبيقاً للميثاق الملي، وذكر ميتاني بقوله لا أحد يغالط نفسه من الشعب الكردي بأن تركيا تستهدف في حربها الوحشية حركة التحرر الكردية المتمثلة بحزب العمال الكردستاني، فتركيا تسعى إلى إمحاء الوجود الكردي في المنطقة وسحقهم في أجزاء كردستان الأربعة، فهي ترى في وجودهم انهيار لأطماعهم وأحلامهم التوسعية، واعتبر ميتاني أن الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة مطالب بالتوحد أكثر من أي فترة زمنية سابقة، وكذلك تكاتف الشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا بكردها وعربها وسريانها وباقي مكوناتها، لذلك يجب الالتفات ومساندة كل خطوة وحدوية من شأنها إيقاف التوحش التركي وآلة قتله التي تستهدف الكردي والشعوب التي تعيش في جغرافية كردستان.
تقرير/ غاندي اسكندر[1]