آريا توبراق
(طالبة جامعية تدرس الادب الانكليزي في الجامعات التركية- من كرد تركيا)
حصلت على النص (المترجم) عن طريق والد آريا الدكتور لقمان توبراق– عميد كلية السياحة بجامعة ماردين
الترجمة عن الانكليزية: د. مسلم عبد طالاس
أنا كردي كردستان/ الآن بائس ومظلوم/ قلاعي وحصوني دمرت/ اسمي وشهرتي/ سرقت من قبل الغزاة / الذين وضعوا الأمراض في جسدي/ ليشلوا كياني/ ويجعلوا امتي / بدون اسم بدون اصدقاء / من أنا [1]؟
من قصيدة “من أنا ” للشاعر الكردي جكرخوين
طرح الشعب الكردي هذا السؤال “من أنا ؟” على نفسه منذ سنوات طويلة. حتى قبل أن يكتب الشاعر الكردي جكرخوين هذه القصيدة في عام 1973, والتي عدلها المغني الكردي شفان برور إلى أغنية في وقت كانت كل الاقليات والايديولوجيات السياسية والثقافات المختلفة مقموعة بشدة من قبل الحكومة التركية في الثمانينات[من القرن العشرين] بعد الانقلاب العسكري. بالطبع في ذلك الوقت لم يكن شفان برور يعيش في تركيا, لأنه كان ممنوعاً بموجب القانون التكلم بالكردية والغناء بالكردية في تركيا. لذلك فإنه, وكما كان حال غيره من المغنين الكرد الذي أرادوا الغناء بلغتهم الأم, سجل أغانيه في الخارج ومن ثم كانت تلك التسجيلات تجلب لتركيا وتتداول بشكل غير قانوني. وقد وصل الأمر أنه في عمليات التفتيش التي كانت تجري في القرى الكردية في الثمانينات, كان البحث يتم عن أشرطة الموسيقى الكردية بالإضافة للأسلحة والمقاتلين (Aktan, 2013). المغنون الكرد الآخرون, الذين لم يسمح لهم باستخدام لغتهم الام فضلوا طرقا أخرى, أو أجبروا على اتباع طرق أخرى, من أجل أداء أغانيهم. وقد كانت ترجمة الاغاني الفولوكلورية الكردية وتكييفها للغة التركية أحدى هذه الطرق. وسبب القيام بعملية الترجمة تلك كان أحياناً أوامر مباشرة من الدولة وأحيانا بمبادرة من المغني نفسه.
من أجل دراسة أسباب هذه الترجمة التي تمت بعد تأسيس الجمهورية التركية, وتحليلها لغوياً بمقارنة نصوص المصدر والهدف, يجب علينا أن ندرك أولاً العلاقة التراتبية بين لغتي المصدر والهدف أي الكردية والتركية. في هذه الورقة سأحاول أن أبين أن نظريات الترجمة ما بعد الاستعمارية يمكن أن تساعدنا في الترجمات والتحويرات التي تمت للأغاني الفولوكلورية الكردية. باعتبار أن هذه النظريات تمنحنا فهماً للترجمات بين اللغات التي بينها علاقة هيمنة (قسر), وكانت هناك مثل هذه العلاقة بين اللغة والثقافة التركية والكردية, فإن منظورها يساعدنا على رؤية الأسباب التي كانت وراء تلك الترجمات وتحليل نصوص المصدر والهدف.
سياسات الجمهورية التركية في الاستيعاب واستخدام الترجمة كأداة لتلك السياسات:
من أجل رؤية علاقة الهيمنة بين الثقافة الكردية والتركية بوضوح أكبر يجب أن نعرف أولاً كيف عززت الدولة علاقة الهيمنة من خلال سياسات الصهر التي مارستها. وعلى الرغم من أنني سأركز أساساً على بيان استخدام الترجمة بين هذه السياسات, من المهم معرفة الخلفية التاريخية العامة لممارسات الصهر التي مارستها الدولة التركية, لمعرفة تصورات الدولة لثقافات ولغات الاقليات.
بدأت الدولة التركية بممارسة سياسات الصهر على مجموعات الاقليات الاثنية بعد تأسيس الجمهورية التركية. وكان هدف الدولة المؤسسة حديثاً هو بناء دولة أمة بهوية قومية موحدة هي التركية (Bengio 2013, 76). ونتيجة لذلك تم تقييد وحتى منع أي ممارسات ثقافية خارج ذلك. باعتبار أن اللغة هي ممارسة ثقافية بارزة, فقد تعرضت لأكثر الممارسات التقيدية التي فرضتها الدولة. في دستور عام 1924 أشير إلى أن اللغة الرسمية للجمهورية هي التركية (Republic of Turkey Constitution, 1924). وقد دعمت الدولة ذلك الدستور بالعديد من القوانين الأخرى, مثل منع التعليم باللغة الام ومنع الالقاب (أسماء العائلة أو الكنية) التي تحمل ما يشير للغات الأخرى (Aslan 2009). بالطبع فإن الممارسات التقييدية لم تطبق على اللغة الكردية فقط بل على لغات كل الاقليات في تركيا مثل الأرمنية والعربية واليهودية[ربما تشير الكاتبة للعبرية- المترجم]. باستخدام الحملات العسكرية والسياسية والقيود والعقوبات وسعت الدولة المجال للغتها القومية ومنعت لغات الاقليات القومية حتى وصلت لمحاولة فرض هيمنة اللغة التركية في الحياة اليومية للناس العاديين. على سبيل المثال بدأت حملة حملت اسم ” تكلم التركية أيها المواطن” عام 1928 من جمعية طلاب كلية القانون في جامعة استنبول. وهدفت تلك الحملة جعل المواطنين, الذين ينتمون لأثنيات مختلفة غير التركية, يتكلمون التركية حتى فيما بينهم في الأماكن العامة: مثل وسائل النقل العام والمقاهي وحتى في الشارع. كانت هذه نتيجة للخطاب القومي للدولة ودعمت تلك الحملات من قبل الدولة. وهكذا كان على الأقليات, التي كانت قد أجبرت على التكلم بالتركية في المباني الحكومية مع الموظفين الرسميين, أن تتخلى عن حقها في تكلم لغتها الام في حياتها اليومية(Bali, 2006).
حسب مفهوم القومية لدى الدولة, فإنه كان يجب وضع تعريف (هوية) للأمة وهذا التعريف لا يعني فقط لغة واحدة بل أيضاً ثقافة واحدة وعادات واحدة وتاريخ واحد (Uluç 2012, 22). وهكذا, وبالإضافة للتغيير في الممارسات اليومية لمجموعات الاقليات القومية, فإن الدولة تجاهلت أو أعادت كتابة تاريخ وعادات وثقافات تلك الاقليات. حيث اعتبرت عادات الاقليات القومية عنصر شديد الخطر. وقد تم الاعلان عن هذه الرؤية بشكل واضح في (خطة الاصلاح في الشرق). وقد أعدت الدولة تلك الخطة وأرسلت إلى المدن التي كانت تقطنها غالبية كردية عام 1925 بعد ثورة الشيخ سعيد (Hür, 2012). وتقول المادة الثانية عشرة من الخطة : ” يجب عدم النسيان أن الملابس والأغاني والرقصات واحتفالات الزواج وعادات وتقاليد المجتمع هي روابط تبقى الاحساس القومي متيقظا وتربط المجتمع بتاريخه. لذلك من الضروري السعي للبيان بأنه, وإلى جانب اللغات المحلية, هذه التقاليد شريرة وضارة …..وباختصار جعلهم تركاً”[2]. ولم يمر وقت طويل بعد توزيع هذه الوثيقة حتى بدأت الدولة السعي لتحقيق هدفها ب” تتريك التقاليد”. وكانت الخطوة الأولى في ذلك هي جمع هذه التقاليد, مثل الاغاني الفولوكلورية وتحويرها إلى الثقافة واللغة التركية:
( في تموز 1926 كانت هناك رحلات في جميع أرجاء البلاد بقيادة مدير “مؤسسة دارو ألهان” للموسيقى التركية” يوسف زيا بي. كان الهدف من تلك الجولات تسجيل كل الأغاني الفولوكلورية وترجمتها إلى اللغة السائدة في حينه. اعتقد الناس اصحاب الشأن الذين بدأوا بالتأسيس لفكرة تركيا الجديدة بأن كل شيء يجب أن يترجم للتركية وأن ذلك هو الطريقة الوحيدة لتحقيق الوحدة والتماسك………الجولة الثانية قام بها أساتذة كونسرفتوار أنقرة الحكومي الذي كان تحت إشراف المكتب المركزي للفنون الجميلة لدى وزير التعليم القومي. استغرقت تلك الجولة شهرين وتمت تحت قيادة أولفي جميل أركين. وكان لأركين مساعدان. أحدهما هو مظفر سارسزن الذي كان في اصله ينتمي لديار بكر, والآخر كان عارف أتكين. بينما كان اتكين منشغلاً بشكل رئيسي بالتسجيل , فإن سارسزن أخذ الاغاني الكردية وأعاد تفسيرها(تحويرها). ) (Bülbül, 2011)[3].
بعد الجولة الأولى كانت هناك 250 أغنية فولوكلورية كردية قد جمعت من قبل الدولة. واستمرت تلك الجولات في السنوات التالية من عمر الجمهورية التركية (Bülbül,2011). في السبعينات [من القرن العشرين] أرسلت فرق من الراديو والتلفزيون الحكومي TRT للشرق لجمع أغاني فولوكلورية اكثر لكي تترجم. وأكثرية الموسيقيين الذين أرسلوا للشرق كانوا من الكرد. ومن بينهم الفنان نظام الدين آرنج(فقه تيران –المترجم ) الذي عمل في TRT في ذلك الوقت لكن اختار لاحقا الغناء بلغته الام وذهب للخارج, ويقول عن تلك الأيام :
” عندما بدأنا بتحضير البرنامج في TRT في أواسط السبعينات, أخبرنا, أعني الموسيقيين الكرد مثلي, أن نجلب الاغاني الفولوكلورية من المناطق التي انحدرنا منها……أرادوا منا أن نجلب الاغاني الكردية من وطننا الام, وأن نلغي كلماتها الاصلية, ونعيد كتابة كلمات جديدة تركية لها مع الاحتفاظ بالموسيقى الكردية, بحيث لا يبقى لها علاقة بالأصل, ونقدمها في TRT. وجعلونا نعد برامج, وأتاحوا لنا كل الفرص في TRT لتقديم تلك ” الأغاني الفولوكلورية التركية” الجديدة التي فبركناها…..(Gündoğar, 2005)[4]“
بالنظر لهذه التجارب والوثائق والتفسيرات يمكن أن نرى أن الدولة استمرت بنجاح في سياسيات الاستيعاب بمساعدة مثل تلك الترجمات للأغاني الفولوكلورية الكردية. وارتفع عدد الموسيقيين الذين ترجموا الاغاني الفولوكلورية الكردية في السنوات التالية. والعديد من الموسيقيين الكرد والذين يتمتعون بشهرة واسعة اليوم اكتسبوا شعبيتهم من تحوير وترجمة الاغاني الكردية للتركية مثل إبراهيم تاتلسس (Bülbül, 2011). وقدمت تلك الترجمات والتحويرات للجمهور كما لو كانت اصلا أغاني تركية وكما لو كانت تنتمي للثقافة التركية. وفيما يلي قائمة بالأغاني الكردية التي حورت وترجمت من قبل TRT, أي الدولة نفسها, وقدمت في كتب مختارات من الموسيقى الشعبية الشفهية التركية التي أصدرتها TRT عام 2000: (من اليسار الاسم الأول هو الأصل الكردي والثاني هو التحوير التركي)
Silava li min diki / Hış hışı hançer boynuma
Edle / Ay akşamdan ışıktır (Yaylalar)
Le le wane / Ah aman aman
Porzerîn/ Toycular
Sînemê/ Zap suyu
Ez kevok im/ Hele yar zalim yar
Lo berde/ Makaram sarı bağlar
Nabikeve/ Bu tepe pullu tepe
Esmerê min / Esmerim biçim biçim
Tu yî cana min / Mevlam bir çok dert vermiş
Rabe cotyar / Beyaz gül kırmızı gül
Ax weylo / Yaylanın soğuk suyu
Nure / Çay içinde adalar
Ninno / Karanfil deste gider
Evîna min / Uzun uzun kamışlar
Ximxime torevan / Ağrı Dağı’ndan uçtum
Seyran mengi / Ağlama yar
ويمكن لهذه القائمة أن تطول مع الابحاث الجديدة التي يقوم بها الموسيقيون. ويبين طول القائمة لنا مدى أهمية استخدام الترجمة من قبل الدولة التركية كأداة للصهر. وبشكل خاص بالنسبة للثقافة الكردية, حيث تحتل الموسيقى والتاريخ الشفهي في الاغاني مكانة كبيرة (Evrensel, 2011). مع ممارسات الصهر هذه اصبحت لدينا لمحة لكيفية تقوية الدولة لعلاقة الهيمنة بين الثقافة التركية والكردية. وفي القسم التالي سأحاول بيان بعض الأمثلة لهذه الترجمات وتقديمها من منظور ما بعد كولونيالي.
ترجمات وتحويرات الغناء الفولوكلوري الكردي إلى التركية وتفسيره من منظور ما بعد كولونيالي:
يقدم دوغلاس روبنسون(1997) ثلاث تنويعات لتعريف دراسات ما بعد الكولونيالية في كتابه “ Translation and Empire-Postcolonial Theories Explained” . أحد هذه التعاريف هو:
” دراسة كل الثقافات /المجتمعات / البلدان/ الأمم بمقاييس علاقات السلطة التي تمارسها مع الثقافات الأخرى…..كيف أن ثقافات المحتلين أخضعت ثقافات الخاضعين للاحتلال لإرادتها, كيف استجابت ثقافة الخاضعين لذلك, تكيفت أم قاومت وتجاوزت القهر. وتشير ما بعد الكولونيالية إلى منظور أواخر قرننا العشرين إلى علاقات السلطة السياسية والثقافية. والفترات التاريخية التي تم تغطيتها بهذا المنظور هي كل التاريخ البشري”
هذا التعريف للنظريات ما بعد الكولونيالية يسمح لنا بإلقاء نظرة على حالة الشعب الكردي الذي يعيش ضمن تركيا من خلال المنظور ما بعد الكولونيالي. كما حاولت في الشرح في الأمثلة في القسم السابق فإن علاقة السلطة بين المحتل والخاضع في تركيا هي واضحة. ولذلك فإن أي تواصل بين الثقافات , ثقافة المحتل وثقافة الخاضع, وفي حالتنا والثقافة التركية والثقافة الكردية لا يمكن أن تحلل بدون منظور ما بعد كولونيالي.
في هذا القسم سأقدم أمثلة لترجمات للاغاني الفولوكلورية الكردية يمكن أن تحلل باستخدام نظريات الترجمة ما بعد الكولونيالية. لذلك علينا أولاً أن نأخذ في الاعتبار مشكلات الترجمة بين لغات غير متساوية في علاقة السلطة. وقد أشار (Richard Jaquemond1992) إلى اربع مشكلات رئيسية في هذا المجال. أولاً هناك المسألة التي تقول بأنه عندما تريد الثقافة المهيمنة ترجمة أعمال من اللغة المهيمن عليها فإنه يتصور أن تلك الترجمة صعبة وينظر لها على أنها تحتاج لمختصين (Robinson, 1997). وعند هذه النقطة علينا أن نتذكر أن المجموعات التي أرسلت لجمع وترجمة الأغاني الفولوكلورية الكردية في السنوات الأولى من عمر الجمهورية كانت تتألف من مختصين من الموسيقيين. وكذلك في السنوات اللاحقة فإن الأشخاص الذين شجعوا على ترجمة الاغاني الفولوكلورية الكردية كانوا فقط من الموسيقيين الكرد. وحقيقة أن هذه الترجمات تمت من قبل موسيقيين كرد لم تستوعب من قبل العديد من الكرد في تركيا, بدلالاتها الحقيقية, وما زال البعض ينتظر اعتذاراً منهم (Okumuş, 2012). لكن باستخدام منظور (Jaquemond1992) يصبح لدينا فهم لأسباب تشجيع تلك الترجمات ودوافع المترجمين.
المسألة الأخرى التي يشير لها (Jacquemond 1992) ووضحها (Robinson 1997) في كتابه هي أن ” الثقافة المهيمنة تترجم فقط أعمالاً لكتاب من الثقافة الخاضعة تلائم فكرة الثقافة المهيمنة المسبقة عن الثقافة الخاضعة” , وفي حالتنا تصح هذه الفكرة لكن مع بعض التعديل البسيط. باعتبار أنه في حالتنا, أي ترجمة الأغاني الفولوكلورية الكردية إلى التركية هناك إدعاء بأن تلك الأغاني هي مسبقا تركية ولا تقدم أي مصادر مكتوبة لمستخدمي الترجمة في اللغة الهدف, لذلك لم تختر تلك الأغاني المترجمة من بين تلك التي تلائم ” الفكرة المسبقة” , بل إن تلك الأغاني ترجمت بطريقة تلائم “الفكرة المسبقة” للثقافة المهيمنة, وعادة ما كانت الترجمة تتم مع حذف العوامل الإيديولوجية من النصوص الأصلية. كان فكرة الدولة التركية دائماً هي تجاهل كفاح الشعب الكردي من أجل هويته القومية (Erbey, 2009). وهكذا فإن النصوص المترجمة لم تكن تحمل أي تلميح للايديولوجياالموجودة في النص الأصلي, ومرة ثانية الثقافة المهيمنة تنظر للثقافة الخاضعة كما تحب أن تراها. وسأحاول أن أبين بوضوح اكبر مع الأمثلة التالية.
1- النسخة الكردية من الاغنية:
Canê Canê
Canê canê canê, were meydanê
Dilê min pir xweş e bi vî dîlanê bi vî dîlanê
Dîlan e şoreş e, herkes pê serxweş e
Erd û ezman şên bûn bi vê dîlanê bi vî dîlanê
Canê cane cane, were meydanê
Dilê min pir xweş ebi vî dîlanê bi vî dîlanê
Keç û jin û pîr tev, xort û mêr hatin bi rev
Dest û mil tev dan hev li vê meydanê, li vê meydanê
Canê cane cane, were meydanê
Dilê min pir xweş ebi vî dîlanê bi vî dîlanê
Dîlan gelek xweş bû, Delîl pê rûgeş bû
Dilê dujmin reş bû bi vê dîlanê bi vê dîlanê
Canê cane cane, were meydanê
Dilê min pir xweş e bi vî dîlanê bi vî dîlanê
2- الترجمة العربية (من النسخة الكردية) :
حبيبتي حبيبتي حبيبتي…تعالي إلى الساحة
روحي سعيدة بهذا الاحتفال
الاحتفال ثورة والكل منتش بها
اخضرت الارض والسماء فرحا بهذا الاحتفال
حبيبتي حبيبتي حبيبتي…تعالي إلى الساحة
روحي سعيدة بهذا الاحتفال
اتى الفتيات والنساء والعجائز , الشباب والرجال اندفعوا راكضين
وتشابكت الايدي والاكتاف في هذه الساحة, في هذه الساحة
حبيبتي حبيبتي حبيبتي…تعالي إلى الساحة
روحي سعيدة بهذا الاحتفال
أصبح الاحتفال بهيجاً جدا, والجميع سعداء
حبيبتي حبيبتي حبيبتي…تعالي إلى الساحة
روحي سعيدة بهذا الاحتفال
وتقطعت قلوب الأعداء حزنا بهذا الاحتفال
3- الترجمة التركية :
Caney Caney
Caney caney caney
İşte meydaney
İyi günün dostu
Nerdesin haney, nerdesin haney
Bendim buraların şahı ağası
Viran olmuş gitmiş harran ovası
İyi günün dostu sürmüş sefası
İyi günün dostu dar günde hani
Kötü günde hani
Hey ağalar beyler size de kalmaz
Dönenler dönse de pir sultan dönmez
Hak yoluna giden yiğitler ölmez
Canım dostum diyen dostlarım hani
Kötü günde hani
4- الترجمة العربية (من النسخة التركية):
جاني جاني جاني
هناك ساحة
أصدقاء الأيام الجيدة
اين انتم؟ أين أنتم؟
أبحث عن سيد هذه الأرض
أصبحت سهول حران خراباً
أصدقاء الأيام الجميلة يعيشون في المتعة
اين أصدقاء الايام الجميلة في مثل هذه الأيام السيئة
في مثل هذه الأيام السوداء
أيها السادة والملاك إنها لن تكون لكم أبداً
حتى إذا عاد الناس لبيوتهم, بير سلطان لن يعود
الرجال اصحاب القلوب الكبيرة لن يموتوا
أين هؤلاء الناس الذي كانوا يدعون صداقتي
أين هم في هذه الأيام السوداء
كما نرى بوضوح, فإن العوامل الأيديولوجية التي تشير للثورة الكردية الغيت في النص الهدف. وكذلك العوامل الكلاسيكية مثل “dilan” حذفت من النص الهدف لكن تم الحفاظ على الكلمات التي تحافظ على القافية مثل “canê” لكن حول ل”caney” واللاحقة “ey” تضاف للكلمات للحفاظ على القافية في النص الهدف. والكلمة ولاحقتها ليس لهما معنى باللغة التركية لذلك يمكن القول أن تفضيل الحفاظ عليها في النص الهدف هي محاولة للحفاظ على القافية. لكن تم محاولة إضفاء الطابع التركي باستخدام “ey” بدلا من ” ê” . يمكن القول بوضوح أن اللغة الكردية استأصلت في الترجمة باعتبار أنه كان يتم النظر لها على أنها أقل شأناً من قبل الفكر القومي التركي. وهكذا فإنه في النص الهدف تم تغيير النص الأصلي وثقافة المصدر وجعلت تماماً مثل اللغة والثقافة التركية. ويمكن أن نقول أن التحويل الاجمالي للثقافة التابعة انجز من خلال هذه الترجمة كما وضح Robinson ك” استئصال لاختلافاتنا, فقط من خلال التحويل الاجمالي للآخر في ضوء تصورنا, أي جعله كما نحن تماماً”. بالنظر لهذا التوضيح وتلك الترجمات, يمكن القول بأن تلك الترجمات كانت طريقة لصهر الشعب الكردي.
وهناك أمثلة أخرى لاستئصال العوامل الايديولوجية والثقافية من الاغاني الفولوكلورية الكردية في ترجمتها التركية.
1- نسخة كردية :
RabeCotyar:
…
Hûn bikin gelî cotyara, tovîbavên van beyara
Erdê we ye yê kesî nîne , nede ne bi zalimê cara
2- ترجمة عربية:
انهض إيها الفلاح
استجمعوا شجاعتكم أيها القلاحون , ابذروا الحقول
إنها ارضكم ولا أحد غيركم, لا تسلموها للطغاة ثانية
3- الترجمة التركية :
Beyaz gül, kırmızı gül, güller arasından gelir
Yârim giymiş beyaz ezye, sabah namazından gelir
4- ترجمة عربية للنسخة التركية:
وردة بيضاء وردة حمراء تخرج من بين الورد
ترتدي حبيبتي لباسا أبيض وتأتي مع صلاة الصبح
كما نرى ثانية فإنه ليس هناك أي أثر للأيديولوجيا السياسية للنص المصدر في النص الهدف. وهنا أريد أن أورد مثالاً مثيراً جداً للاهتمام. لا يبين هذا المثال كيفية حذف العوامل الثقافية / الأيديولوجية الموجودة في النص الأصل في النص الهدف, بل يبين لنا نوع الايديولوجية الكامنة خلف هذه الترجمات. حالما نقبل فكرة أن الترجمة والتحوير ليس مجرد تحويل للكلمات من لغة لأخرى يمكن ان ننظر من منظور أوسع وأن نحلل الأمر بكل الخلفيات السوسيولوجية التي تكمن وراءه (Alvarez Rodrigez and Vidal, 1996). التالي هو نص مصدر كردي وترجمته الحرفية :
Edle
…
Şev taribu kes naye yar yeman yar yeman
dine alem razaye dilo dilo dilocan
ez tem mala we yar yeman yar yeman
deng ji de u bave te naye dilo dilo dilocan
ويعني :
أقبل الليل ولم يأتي أحد, حبيبتي عديمة الرحمة
الجميع نائمون يا حبيبتي
أنا قادم إلى منزلكم حبيبتي عديمة الرحمة
ليس هناك أي حركة من ابيك او أمك يا حبيبتي
وهذه النسخة التركية :
Ay AkşamdanIşıktır
…
Ayınönündeyıldız, yaylalaryaylalar
Nerdengelirsenbaldızdılodıloyaylalar
Sengit de ablangelsinyaylalaryaylalar
Duramirem ben yalnızdılodıloyaylalar
وترجمة النسخة التركية:
قبل القمر هناك نجمة ايتها السهول العالية
لم أنت قادمة يا شقيقة حبيبتي .. أيتها السهول العالية
عودي ولتاتي أختك الكبرى ….أيتها السهول العالية
لا استطيع تحمل الهجر ….ايتها السهول العالية
كما نرى الكلمات مختلفة تماماً في هذه الحالة. لكن من أجل تحليل إيديولوجيا هذه الاغنية الفولوكلورية الخاصة وكيفية استخدامها كأداة للصهر يجب أن ننظر للجوانب الاخرى السوسيولوجية مثل تلك التي أشار لها (Alvarez Rodrigez and Vidal 1996). النسخة المترجمة /المحورة من النص الأصلي استخدمت في الجيش وغنيت من قبل الجنود خلال التمارين العسكرية. وهذه الاغنية في النص الهدف, منعت مؤخراً من أن تغنى من قبل الجنود بسبب كلماتها الجنسية. لكن حتى ذلك الوقت فإنها استخدمت لسنوات طويلة. هذه الاغنية الكردية المجهولة المؤلف هي حول الحب كما نرى في النص المصدر. لكن في النص الهدف نرى كلمات مثل النجم والقمر وهذا يشير للعلم التركي, لكن لا نجد الغاءا للعوامل التقليدية أو الثقافية. لكن إذا أخذنا في الاعتبار كون الخدمة العسكرية إجبارية في تركيا وحقيقة أن كل رجل يعيش في تركيا (بما فيهم الكرد) عليه أن يغني هذه النسخة المترجمة من الاغنية على الأقل مرة واحدة في حياته يمكن أن نرى الهيمنة الثقافية التي تفرض نفسها والصهر المفروض على الثقافة التابعة, ومرة ثانية من منظور ما بعد كولونيالي.
خاتمة:
حاولت في هذه الورقة تقديم طريقة للنظر لترجمة الأغاني الفولوكلورية الكردية للتركية وتحليلها. وحاولت أن أبين بالأمثلة أنه يمكن استخدام النظريات ما بعد الكولونيالية لتوسيع مدى النظر لهذه الترجمات. وكما تشير تلك النظريات إذا تحدثنا عن ثقافتين بينهما علاقة تراتبية بدون الأخذ في الاعتبار عدم التكافؤ لا يمكن أن نفهم نوايا ومعاني الترجمات بشكل كامل, لأنه عند وجود مثل هذه العلاقة التفاعل بين الثقافات لا يمكن أن يكون محايداً (Adejunmobi, 1998).
عند إعدادي لهذه الورقة كنت انسخ مقابلة مع سياسي سابق من حزب يميني وكان يتحدث عن مدى كون الكرد محظوظين بالحصول على حقوقهم الحالية وكيف أنهم لم يكونوا يستطيعون الاستماع لأغانيهم بلغتهم الام في السابق, لذلك يجب أن يشعروا بالرضا بذلك ويجب أن لا يطالبوا بالمزيد, وبلغة فيها تهديد (Özvarış, 2014), وعند ذلك أدركت أن هذا الحقل يتطلب دراسات أكثر لأننا ما زلنا نشاهد علاقة الهيمنة بين الثقافة التركية والثقافة الكردية. ولذلك فإن استخدام المنظور الما بعد كولونيالي لهذا الموضوع يمكن أن يقود لفهم أعمق لهذا الموضوع بشكل خاص والدراسات مابعدالكولونيالي بشكل عام. ما زالت هناك العديد من الأغاني التركية ذات الأصل الكردي, وليس هناك تحليل كاف لمصدرها, يشرحه أو حتى يجده. كذلك , وبينما تتصارع تركيا مع قضايا الأقليات القومية فإن الدراسات الأكاديمية لهذه القضايا ستساعد الكثير من الناس على فهم كيفية تطبيق سياسة الصهر على الاقليات. أو على الاقل يمكن أن تساعد الناس الذين ما زالوا يتساءلون “من نحن ؟”
[1]– مترجم عن النص الانكليزي لشاهين بكر سويركلي.
[2]– النص التركي هو التالي كما أوردته الكاتبة : “”… Kıyafetin, şarkıların, oyunların, düğünvetoplumgelenekvegöreneklerinin de milliyetduygularınıdaimauyanıktutanvetoplumlarıgeçmişlerinebağlayanbağlarolduğuunutulmamalı. Bu nedenlelehçeylebirliktebugibiaykırıgelenekleri de fenavezararlıgörmekveözelliklekötügöstermek, … özetledillerini, adetleriniTürkyapmak, … önemlibirgörevdir.”
[3]– الأصل التركي : :” Yıl 1926. Temmuz. Darü’lElhanmüdürü Yusuf ZiyaBeyönderliğindetümyurttagezilerdüzenlenmektedir. Bu gezilerdekiamaçyurttakitümtürkülerikayıtaltınaalıpdöneminsiyasikonjonktürünündilineçevrilmesiydi. YenibirTürkiye’nininşasıiçinkollarısıvayandöneminilerigelenleri! , her şeyinTürkçe ’ye çevrilmesigerektiğiniveancakbuşekildebirlikveberaberliğinsağlanacağınıdüşünüyorlardı. … İkincigezi, MilliEğitimBakanlığıGüzelSanatlarGenelMüdürlüğü’nebağlı, Ankara DevletKonservatuarıöğretmenleritarafından 1938 yılındagerçekleşir. Toplamdaiki ay sürenbugeziUlviCemalErkinbaşkanlığındayapılır. Erkin’inikiyardımcısıvardır. BiriaslenDiyarbakırlıolanMuzafferSarısözen, diğeri de ArifAtikan’dır. Atikandahaçokkayıtişleriyleuğraşırken, SarısözenKürtçeolanparçalarıalıpyenidenyorumlar.”
[4]– الأصل التركي: “… 1970’lerin ortalarından sonra TRT’de program yapmaya başladığımızda, bize, yani benim gibi Kürt kökenli sanatçılara, sürekli yörelerimizden türküler getirmemiz telkin edildi… Bizden istenen, kendi yörelerimizdeki Kürtçe türküleri alıp, orijinal sözleri atıp, Kürt müziğinin üzerine orijinal içeriğiyle alakası olmayan, uydurma Türkçe sözler yazıp, TRT’ye sunmamızdı. Onlar da getirdiğimiz bu yeni, “Türk halk müziği” ile, bizlere programlar yapmamız için izin verir, kapıları açarlardı…”
References
Alvarez, Roman and Vidal, M. Carmen Africa. 1996. Translation, Power, Subversion. Clevedon; Philadelphia: Multilingual Matters
Adejunmobi, Moradewun. 1998. “Translation and Postcolonial Identity: African Writing and European Languages” In Translation and Minority edited by Lawrence Venuti. 163-181. Manchester : St. Jerome Publishing.
Aktan, İrfan. 2013. “Lo Şivano, ‘kîne em? Biz Kimiz”. Last modified November 13. http://www.bbc.co.uk/turkce/haberler/2013/11/131115_sivanperwer.shtml
Aslan, Senem. 2009. Incoherent State: The Controversy over Kurdish Naming in Turkey. European Journal of Turkish Studies. Accessed 27 May, 2014. http://ejts.revues.org/4142
Bali, Rifat. 2006. Last modified 23 June, 2006. http://www.rifatbali.com/images/stories/dokumanlar/turkce_konusma_birgun.pdf
Bengio, Ofra. 2013. “The Kurdish Challenge to the Turkish Nation-State”. Ortadoğu Analiz. 49:69-78
Bülbül, Abdülkerim. “Kürtçe Şarkılar Nasıl Türkçe Oldu?”. Last modified September 9, 2011. http://www.derindusunce.org/2011/09/09/kurtce-sarkilar-nasil-turkce-oldu/
The Republic of Turkey Constition of 1924. http://www.tbmm.gov.tr/anayasa/anayasa24.htm
Erbey, Muharrem. “İnsan Hakları, Kürt Sorunu ve Türkiye.”. Last modified September 2009. http://www.ihd.org.tr/index.php/raporlar-mainmenu-86/el-raporlar-mainmenu-90/1863-insan-haklari-kurt-sorunu-ve-turkiye.html
Evrensel, 2011. “Kürt ezgileri yuvaya dönüyor.” Last modified 3 September, 2011. http://devrimciproletarya.info/kurt-ezgileri-yuvaya-donuyor/
Hür, Ayşe. 2012. “Lozan, Şark Islahat Planı ve Kürtçe”. http://www.radikal.com.tr/yazarlar/ayse_hur/lozan_sark_islahat_plani_ve_kurtce-1104843
Robinson, Douglas. 1997. Translation and Empire. Manchester, U.K. : St. Jerome
Uluç, Özlem. 2012. “İmparatorluktan Ulus Devlete Türkiyede Vatandaşlık Halleri: Osmanlı ve Türkiye’de Vatandaşlık Politikaları. Toplum Bilimleri. 6: 8-30
Özvarış, Hazal. 2014. “O Şey MHP’ye Uymaz!” T24, Accessed 5 June, 2014. http://t24.com.tr/haber/o-sey-mhpye-uymaz,259998
مواضيح مشابهة