تقرير/ هايستان أحمد [1]
روناهي/ قامشلو: في قامشلو وبحفلٍ فنيٍ كبير برعاية هيئة الثقافة والفن وحركة ميزوبوتاميا للثقافة والفن الديمقراطي واتحاد فناني قامشلو غنى فنانو روج آفا للمقاومة ومساندة مهجري سري كانيه/ راس العين/ وكري سبي/ تل أبيض.
فنانة كردية وصلت إلى مسارح العالم وغنت بكل أحاسيسها لوطنها وقضيتها وعن تلك الغيوم التي تحوم فوق سماء بلادها من سواد وغمام وأمطار وأعاصير قوية واجهت تلك المنطقة التي تكون الفنانة الأوبرالية “مزكين طاهر” ابنة لهذه الأزقة والقرى والمدن، أنها سفيرة الغناء الكردي الأوبرالي إلى العالم، أنها شمس الحرية الذي لا يُحجب، فقد اعتلت الفنانة مزكين مسارح عدة على صعيد العالم كله.
وتميزت بصوتها الجياش الملامس لأوتار القلوب، فبكل بحة وحرف وترنيمة وجع وحزنٌ يعبر عن كل ما يحدث، وفي مبادرة إنسانية ثقافية لمساندة أهالي سري كانيه/ رأس العين، كري سبي/ تل أبيض، وبرعاية هيئة الثقافة وحركة موزوبوتاميا للثقافة والفن الديمقراطي تم يوم الجمعة أحياء حفل فنيٍ لرفع معنويات مهجري سري كانيه وكري سبي وإخراجهم من جو الخراب والخوف وخلق جو جميل وممتع لهم، وقد كانت الحفلة في مركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة قامشلو، وتحت شعار “الثقافة والفن من أجل الصمود والمقاومة” نُظمت هذه الحفلة الفنيّة، فقد كانت هذه الحفلة بمثابة جرعة تفاؤل وقوة ولمساندة مقاومة روج آفا، وشاركت الفنانة بهذه الحفلة إلى جانب كوما بوطان الفنية.
الفنانة مزكين طاهر.. “اليوم يومنا لنتحد”:
وبحشدٍ كبير من الأهالي وأعضاء مؤسسات من الإدارة الذاتية وفنانين وفنانات امتلأت المقاعد وبدأت الحفلة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ومن ثم أعتلت الفنانة “مزكين طاهر” المسرح وألقت أغانٍ عدة وكانت أولى الأغاني عن سري كانيه قلعة الصمود وكوباني وغيرها من الأغاني، وكان تفاعل الجمهور مع الفنانة كبيراً بشكل لا يوصف فقد لمست مزكين بصوتها أحاسيس ووجدان الحضور وعبرت عن عمق ما يحدث من مقاومة ومعاناة فقد كان غنائها جداً مميز وفريداً هذا ما أعطى الحفلة روحاً جميلة، واختتم الحفل الفني بإلقاء فرقة بوطان عدة أغانٍ ثورية وهتف الجمهور معهم من أجل قوات سوريا الديمقراطية.
وفي لقائنا مع الفنانة مزكين طاهر تحدثت لنا عن سعادتها للمشاركة بالحفلة وعن مشاعرها قالت: (أهدي هذا العمل الفني إلى سري كانيه وكري سبي وإلى المقاومة هناك، وإلى أطفال تل رفعت، لقد أحييت حفلات كثيرة ولكنني لم أشعر كما شعرت اليوم لأنها كانت المرة الأولى التي أغني في روج آفا المناضلة، وبالنسبة لي كانت مشاعري لا توصف وبلا حدود فنقل مشاعر وأوجاع الشعب إلى المسرح كانت مهمة، وأنا كفنانة أغني من أجل الوطن وأوجاع الوطن ومقاتلينا على هذه الأرض)، وعن تجربة الفنانة الأولى لأول أغنية لها عبرت الفنانة عن مشاعرها قائلة: (عندما غنيت أول أغنية لي كنت أتصور منطقتي وقبة المسجد ونهر الخابور في سري كانيه، وأحياء مدينتي، كنت أتذكر بيتي، وأريد أن أوجه إلى العالم كله أننا نحن أيضاً بشر لما لا يشعرون بنا فنحن كالعالم كله أطفالنا كأطفالكم هنا نمر بأوجاع عميقة، وأوجه للكرد جميعاً رسالتي : اليوم يومنا لنتحد وأن نكون قوة ضد العدو وأن نثبت للعالم كله أننا بقوتنا واتحادنا موجودون على هذه الأرض).
الثقافة ظل المجتمع وحقيقته:
وكان لنا لقاء مع الفنان “دانيش بوطان” من فرقة بوطان الذي حدثنا عن هذه التجربة المساندة لأهالينا في سري كانيه والمجتمع كله قال: (لا شك أن الثقافة تلعب دوراً مهماً بكل ألوانها في الثورة فالثقافة نهر لا ينضب ويقدم أوجاع المجتمع إلى الشعب، ومهمتنا أن نقف مع المجتمع وقواتنا وأن ندعمهم بكل ما نستطيع، ونريد أن نقول لمهجري سري كانيه إنهم في وطنهم فنحن إخوة لا تفرقنا المسافات أو الحدود، ومقاومة روج آفا مستمرة وستبقى على هذه الوتيرة إلى أن يعود أهالينا إلى أرضيهم، هذا قدرنا أن نواجه الأعداء وبالمقاومة سننتصر).